تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:11 م]ـ

للرفع و المدارسة ...

ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:38 م]ـ

هشام بن بهرام

لا أشك في أن ابن عبد البر رحمه الله من أهل السنة على مذهب السلف.

بيد أنه ربما في بعض الترجيحات ما يوهم أن فيه نوع ميل لعلي رضي الله عنه بغير تفضيل على الثلاثة.

يحضرني مثلا أنه في كتابه الدرر أنه قال بأن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف عليا رضي الله عنه في غزوة تبوك على المدينة ورجح أنه الأثبت وقد نقل أقوال أهل العلم في استخلافه صلى الله عليه وسلم سباع بن عرفطة أو محمد بن مسلمة رضي الله عنهما، وهذان القولان هما القولان المعروفان عند المؤرخين حسب اطلاعي القاصر، ولكنه مع ذلك رجح أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف عليا رضي الله عنه على المدينة وإنما استخلفه على أهله والمشهور أن أمير المدينة كان محمد بن مسلمة أو سباع بن عرفطة رضي الله عنهما كما قاله ابن إسحاق والواقدي وغير واحد من المؤرخين قبل ابن عبد البر وبعده.

هذا مثال لترجيح بغير دليل ولكن كما هو واضح من هذا الترجيح، فهو لا يشير من قريب ولا من بعيد لتفضيل أو غلو.

جوابا على كلام الأخ الكريم (هشام) في هذه المسألة أنقل كلام الصالحي في سبل الهدى والرشاد

استخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة محمد بن مسلمة الانصاري - رضي الله عنه - قال: وذكر الدراوردي: أنه استخلف عام تبوك سباع بن عرفطة، زاد محمد بن عمر - بعد حكاية ما تقدم - ويقال ابن أم مكتوم، وقال: والثابت عندنا محمد بن مسلمة، ولم يتخلف عنه في غزوة غيرها، وقيل: علي بن أبي طالب، قال أبو عمر وتبعه ابن دحية: وهو الا ثبت، قلت: ورواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح عن سعد بي أبي وقاص - رضي الله عنه - ولفظه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى تبوك استخلف على المدينة علي بن أبي طالب، وذكر الحديث.

كذلك هناك بعض الأمور في الاستيعاب أمر عليها وأجد فيها إيهام أوضح من المثال السابق، ولكني لم أقيد شيئا من هذه الأمور للأسف.

ولكن أنقل مثالا حضرني فقال رحمه الله في ترجمة أسامة بن زيد رضي الله عنه:

أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد حدثنا أحمد ابن محمد بن البشيري حدثنا علي بن خشرم قال قلت لوكيع من سلم من الفتنة قال أما المعروفون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأربعة سعد بن مالك وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وأسامة بن زيد واختلط سائرهم قال ولم يشهدوا أمرهم من التابعين أربعة الربيع بن خثيم ومسروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وأبو عبد الرحمن السلمي.

قال أبو عمر أما عبد الرحمن السلمي فالصحيح عنه أنه كان مع علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه وأما مسروق فذكر عنه إبراهيم النخعي أنه ما مات حتى تاب إلى الله تعالى من تخلفه عن علي كرم الله وجهه وصح عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما من وجوه أنه قال ما آسى على شيء كما آسى أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي رضى الله عنه

انتهى.

قلت فالمشهور أن ابن عمر رضي الله عنه قال هذا في أيام ابن الزبير رضي الله عنهما وليس في صفين ومعلوم الخلاف في مسروق ولو صح الاستدراك على وكيع لصح زيادة قوم لم يشهدوا الفتنة.

سبق أن تكلمنا عن هذه المسألة وقلنا أن الحق والصواب هو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخلاف في معركة صفين أن الحق مع علي رضي الله عنه ورجح هذا جمهرة و من العلماء من المتقدمين والمتأخرين

ومراد ابن عمر بالفئة الباغية سبق أن أن بحثناه في ترجمة الحجاج بن يوسف فلعلي أرجع إليه وأنقله

ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:46 م]ـ

نعم كما قدمت وأكرر، عقيدته في التفضيل عقيدة أهل السنة ولكن الأمثلة السالفة أتصور أنه يتبين منها نوع من الميل الزائد عن القصد، هذا الميل ليس الذي يفضي للغلو أو التفضيل على الثلاثة، بل يفضي إلى نوع هوى في التصحيح وإيراد الآثار ونسبة الأقوال.

كلام غير مفهوم ويحتاج إلى توضيح من الأخ الكريم

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:26 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا المبارك على التوضيح.

وليكون الرد في إطاره الصحيح فكل ما أطرحه عليك إنما هو في إطار التعلم منك والاستفادة لا المعارضة أو الاستدراك أو التصويب. هذا إطار لا أستطيع أن أكمل خارجه فتقبله كرما بارك الله فيك ونفع بك.

حديث غزوة تبوك المذكور وتفضلت بارك الله فيك بنقله عن الصالحي يرويه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعلي بن زيد بن جدعان بإسناده، فهل هذا هو الصحيح من لفظ قتادة، وهل هذا هو الصحيح من لفظ علي بن زيد؟ حماد بن سلمة قال عن علي بن زيد "خلفه" ولم يقل "استخلفه"، وحماد أعرف بعلي بن زيد لا شك، ومعمر في حديثه عن قتادة خلل وقد رواه حرب بن شداد عن قتادة بغير ذكر القصة، والحديث مشهور جدا من غير وجه قتادة لا يذكر أحد فيه الاستخلاف، وابن عبد البر ليس يخفى عليه هذه الوجوه في الصحيحين وغيرهما.

مسألة قتال الفئة الباغية معلوم فيها حديث عمار رضي الله عنه وليس هو موطن الكلام هنا، إنما الكلام على قول ابن عمر رضي الله عنه، فما أعرفه أنه رضي الله عنه وعن أبيه قال قوله هذا في فتنة أيام الحجاج وليس في صفين، وقوله لا علاقة له بصفين نفيا ولا إثباتا، فهل هذا هو الصحيح بارك الله فيك أم أني أخطأت؟ وأحسب أن يكون في كلامك إن نقلته القول الصحيح في المسألة محفوفا بالفوائد كعادتك سلمك الله.

أما المقصود بكلامي في تشيعه رحمه الله، أنه -إن صح- فهو لا يغلو ولا يفضل عليا على الثلاثة رضي الله عنه الجميع، بل تشيع يدفعه للوقوع فيما لا يقع فيه عادة في تصانيفه من أمثال ما نقلته أعلاه، فابن عبد البر حين يتكلم في العلل وينقل الأحاديث يكون في تثبته وكأنه من أهل القرن الثالث المحققين يعرف الصحيح والسقيم ويبين العلة ويستشهد بما هو مقبول عند أهل العلم ويعرض عن ما لا يصح بوجه وإذا أورد الضعيف بين علله، بينما في الأمثلة المذكورة أعلاه تساهل في الرواية والدراية وربما أتي من الهوى، فهذه مسألة تحتاج بحث وتحتاج كذلك تصويب وتوجيه منك بارك الله فيك.

ولا يفوتني أن أشكرك على سعة صدرك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير