ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[02 - 07 - 10, 05:29 ص]ـ
أستاذنا الفاضل صلاح الدين، نفع الله بك وسدد خطاك.
أنا قلت قبل وأكرر، كثير مما يذكره ابن عبد البر له وجه، ولو لم أجد لقوله وجها صحيحا فليس هناك شيء مجاوز للحد لكي لا أقول خطأ مغفور في بحر حسناته.
ولكن مجموع هذه الأخطاء يجعل لمن نعته بالتشيع وجه.
شريطة أن يقصد بالتشيع الميل بغير غلو أو تفضيل لقيام الدليل على خلاف هذا الفهم.
القرطبي رحمه الله إمام معتبر واسع الاطلاع، ولكنه في معرفة الحديث ليس كابن عبد البر ولا يدانيه -وأرجو أن تصوبني إن كنت أخطأت- فالعتب عليه في مسائل حديثية لا يكون كالعتب على ابن عبد البر.
ربما رأى ابن عبد البر أن الصواب ما ذهب إليه في قول ابن عمر رضي الله عنه وهو خلاف رواية سعيد بن جبير وسعيد أعلم به من غيره من الكوفيين لا شك، فهذا بمفرده مقبول، مقبول من ابن عبد البر أو من القرطبي أو من غيرهما وله وجه.
وليس من قال بأن قول ابن عمر رضي الله عنه مقصود به صفين بشيعي، فهذه رواية الكوفيين وأسانيدها جياد، لا يعيبها إلا مخالفة سعيد بن جبير وقد سمعها والكوفيون يرسلون الرواية، ولكن لو قدموا رواية الكوفيين أو غفلوا عن رواية سعيد بن جبير أو حتى حملوا الأمر على تعدد قول ابن عمر رضي الله عنه، فلا تثريب وليس هذا بأمر يحكم على القائل بالتشيع.
ولكن أنا أتكلم عن هذه، ثم أضيف إليها نسبته القول بتفضيل علي رضي الله عنه على الكل لبعض الصحابة بغير دليل، ثم إنكاره على من يذهب لحديث ابن عمر في التفضيل وهو مذهب أحمد نقله عنه عبد الله وصالح ابناه ولا تخفى أقوال الإمام أحمد على ابن عبد البر، ثم إذا اعتبرنا أنه أورد غير حديث منكر ومعلول كحديث مدينة العلم مثلا تواطأ الحفاظ على إنكاره.
فإذا تأملت في هذه الأمور جملة، لا أقول أنها تقطع بتشيعه، ولكن أقول هي تعطي لقول من قال بتشيعه حظا من النظر، لا سيما إن كان القائل مدقق كابن تيمية رحمه الله.
وأذكرك أخي الفاضل، لا ننازع أن الحق في صفين كان مع علي رضي الله عنه، ومن تكلم في خلافة علي رضي الله عنه وصحتها فقد خالف السنة وقوله رديء كما قال الإمام أحمد، ولا أرى ملازمة بين توجيه قول ابن عمر رضي الله عنه وبين حديث الفئة الباغية المرفوع، فهما قضيتان منفصلتان، قول النبي صلى الله عليه وسلم معلوم محله، أما قول ابن عمر رضي الله عنه فاختلفت الرواية فيه وهي محل نظر وفيها احتمال، فلو سلمنا بأي من الروايات فلا علاقة بينها وبين الحديث المرفوع وهذا واضح.
أستاذنا الفاضل، أنا سأضرب مثلا أرجو أن لا يخرج الموضوع عن إطاره ولكن أتصور أنه يقرب المسألة.
ربما تجد الفقيه في كتابه يرجح مذهبه، وربما أعرض عن الدليل يخالف مذهبه وربما تعسف في رد حديث يخالف مذهبه أو تكلف في توجيه نص يخالف مذهبه، ربما تأتي الواحدة والثانية فتجد له مخرجا بأنه أخطأ أو فاته الحديث، ولكن تأتي الثالثة والرابعة فتتردد، لا تدري هل هذا القدر من الميل للمذهب أو أنه خطأ لا علاقة له بالمذهب.
وجزاك الله خيرا على ما أفدت.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 07 - 10, 10:21 ص]ـ
القرطبي رحمه الله إمام معتبر واسع الاطلاع، ولكنه في معرفة الحديث ليس كابن عبد البر ولا يدانيه -وأرجو أن تصوبني إن كنت أخطأت- فالعتب عليه في مسائل حديثية لا يكون كالعتب على ابن عبد البر.
أخي الكريم كلامك غريب فابن عبد البر لم يتفرد برأيه وتصحيحه ولم تشر لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عبد البر يتكلم على مئات الأحاديث فلو أخطأ في حديث أو ثلاثة فهذا لاينقصه شيء!
ثم إنكاره على من يذهب لحديث ابن عمر في التفضيل وهو مذهب أحمد نقله عنه عبد الله وصالح ابناه ولا تخفى أقوال الإمام أحمد على ابن عبد البر، ثم إذا اعتبرنا أنه أورد غير حديث منكر ومعلول كحديث مدينة العلم مثلا تواطأ الحفاظ على إنكاره.
فإذا تأملت في هذه الأمور جملة، لا أقول أنها تقطع بتشيعه، ولكن أقول هي تعطي لقول من قال بتشيعه حظا من النظر، لا سيما إن كان القائل مدقق كابن تيمية رحمه الله.
أخي الكريم مذهب أحمد بن حنبل في التفضيل كالخلافة كغيره من العلماء وقد حررت هذا في مبحث (مسائل وأقوال الإمام أحمد) فراجعه إن شئت
وتصحيح الأحاديث كما قلنا مسألة اجتهادية تختلف من عالم لآخر ولا توجب الطعن أو القدح
وانظر إلى ترجمة الصديق والفاروق في الاستيعاب
وأخيرا المسألة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار مدح علي بما هو أهله أو تصحيح بعض الأحاديث أو الدفاع عنه أو ذكر مآثره لا توجب الرمي بالتشيع قليله وكثيره خفيفه وثقيله دقيقه وجليله
والرمي بالتشيع أصبح مسألة حساسة شديدة الحساسية أرجو أن تراجع كتاباتك أخي الكريم وتنصف الإمام الجليل ابن عبد البر وتبتعد عن الغمز واللمز في هذا الإمام
وكتابه التمهيد أعظم كتاب وقفت عليه في شرح الأحاديث ولا يدانيه شيء حسب علمي
¥