ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[15 - 03 - 08, 09:54 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا و نبينا محمد النبي الكريم صلى الله عليه و على آله وسلم تسليما و بعد:
أيها الإخوة الأفاضل إذا قرأ أحدكم في المصحف الشريف فلينظر بعد الانتهاء من القراءة المعلومات المتعلقة بهذا المصحف الشريف - و ليكن المصحف المطبوع "بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة" أو من المصاحف المطبوعة بمصر أو سوريا، لأن المصاحف المطبوعة في الجزائر – مع الأسف الشديد لا تذكر المعلومة التي سأشرحها لك - و ليطالعوا المعلومات الخاصة بالجهة التي طبعت المصحف و هي مذكورة في الصفحات الأخيرة، و التعريف به، فسيطالعون من بين المعلومات هذه الجملة:
'' وأخذت طريقة ضبطه مما قرره علماء الضبط على حسب ما ورد في كتاب الطراز على ضبط الخراز للإمام التنسي ''.
و الكثير من الجزائريين يجهلون أن الإمام التنسي هذا هو ابن مدينة تنس (ولاية الشلف)، فمن هو هذا الامام؟
اسمه و نسبه:
الإمام، المحدث، الحافظ، المقرئ، الفقيه، الأديب، المؤرخ، الناظم: أبو عبد الله محمد بن عبد الجليل بن عبد الله التنسي التلمساني، ولد بمدينة تنس، ولم أقف على سنة مولده في جميع الكتب التي ترجمت له و هذا امر غريب في حق عالم مشهور كالتنسي؟ لكنني وجدت الامام السخاوي ذكر في ترجمته رقم 274 قال: '' بلغني في سنة ثلاث وتسعين بأنه حي مقيم بتلمسان جاز الستين '' ولما كان السخاوي قد فرغ من تبييض كتابه في ربيع الآخر من سنة (896هـ) كما هو معروف، يمكنني القول – والله اعلم- انه ولد بين سنوات 832 الى 834 هـ.
شيوخه و طلبه للعلم:
أول شيوخه هو والده عبد الجليل الذي حفظ على يديه القرآن الكريم و علوم العربية و آدابها، و الحديث الشريف، انتقل بعدها الى حاضرة الزيانيين مدينة تلمسان حيث قرأ التفسير و القراءات و الحديث و الفقه عن علماء أجلاء منهم ابن مرزوق الحفيد [الامام الحبر أبي الفضل محمد بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن مرزوق الحفيد (قطف الثمر ج1/ص111)]، والولي أبي إسحاق إبراهيم التازي، وأبي الفضل بن الإمام، وأحمد ابن زاغو، وقاسم بن سعيد العقباني، ممن كانت لهم "مشاركة في العلوم العقلية والنقلية" (البستان في ذكر أولياء تلمسان لابن مريم ص 248، 249)، و قد انتقل الى مدينة فاس حيث أخذ عن علمائها، و سافر ايضا الى المشرق ليستفيد مما يرويه محدثيه و علمائه.
تلامذته و سعة علمه:
لقد تخرج على يد الامام التنسي تلامذة كثيرين، كما حضر دروسه التي كان يلقيها لسنين طويلة في مساجد تلمسان خلق لا يعد و لا يحصى يدل على ذلك قول تلميذه العالم أبو عبد الله ابن الامام ابن العباس [شيخ شيوخ وقته في تلمسان، من كتبه (شرح لامية الافعال) لابن مالك، في الصرف، و (شرح جمل الخونجي) في المنطق، و (العروة الوثقى في تنزيه الانبياء عن فرية الالقا) و (فتاوي) توفي سنة 871هـ].
"لازمت مجلس الفقية العالم الشهير، سيدي التنسي عشرة أعوام، وحضرت إقراءه تفسيرا، وحديثا، وفقها وعربية، وغيرها".
و تتلمذ عليه الشيخ العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن سعيد بن سعد الانصاري،ابن صعد مؤلف "النجم الثاقب فيما لأولياء الله من المناقب"، ومؤلف "روضة النسرين في مناقب الأربعة المتأخرين". و " مفاخر الاسلام " و " في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم" توفي سنة 901 هـ]
و من تلامذته أيضا حفيد الحفيد ابن مرزوق [محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر من مرزوق العجيسي (766 - 842 هـ = 1364 - 1438 م): عالم بالفقه والاصول والحديث والادب،
له كتب وشروح كثيرة، منها " المفاتيح المرزوقية لحل الاقفال واستخراج خبايا الخزرجية "و " أنواع الذراري في مكررات البخاري " و " نور اليقين في شرح أولياء الله المتقين " و " تفسير سورة الاخلاص " وثلاثة شروح على " البردة " و " المتجر الربيح " في شرح صحيح و غيرها]
و من بين تلاميذته، المتصوف الشهير أحمد زروق و غيرهم، أن هذه الاسماء الاعلام تدل على علو كعب هذا الامام و سعة علمه.
¥