فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الأحمدي الظواهري: إن فتح باب تطبيق الأحكام الشرعية في عصر دون عصر خطر على الإسلام. نحن نعرف أن تطبيق أحكام الدين العامة شيء واحد، أما مراعاة أحكام الأزمنة في إحداث شروط جديدة فلا نقول بها.
وقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ أسعد الشقيري: كنت في الجلسة الماضية قد أشرت إلى أمر هام وهو أن هذه المسألة يجب أن ندعها إلى المجتهدين الذين لهم الترجيح ويقدرون على الاستنباط، ولكن المؤتمر أخذ هذه المسألة على عهدته ثقة بنفسه. والاعتماد على النفس في عصرنا هذا مزية مقبولة ممدوحة.
وقد جاءتنا اليوم اللجنة العلمية بهذا التقرير لنبدي رأينا فيه، وإننا في جميع بلادنا لنا عقيدة ثابتة هي أن سادتنا وأئمتنا الأطهار علماء الديار المصرية فيهم من هو المجتهد في المذهب وفيهم المستنبط. وإذا كانت اللجنة استندت إلى كلام ابن خلدون في مسألة النسب، فهل الديار المصرية ليس فيها من هو أعلى درجة في الترجيح والاستنباط؟
وقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد حبيب العبيدي: هل ضاقت بنا كتب الدين حتى نرجع إلى كتب التاريخ ونأخذ عن ابن خلدون؟
فطلب حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ أسعد الشقيري ألا يقاطعه أحد وقال: كانت ديارنا كلها تنتقدنا في مسألة التصوير الشمسي، فلما ظهرت رسالة فضيلة مفتي مصر السابق وهو الجالس هنا، وذكر فيها أن الصورة الشمسية ليست صورة مخترعة بل هي صورة حفظت بوساطة الآلات امتنع اعتراض الناس علينا.
فعلمنا أن الأستاذ مؤلف الرسالة هو من أهل الاجتهاد في المذهب ومن أهل الاستنباط. إن مؤتمركم هذا أيها السادة المصريون إذا قرر شيئًا فإنه سيصل إلى العلماء والفلاسفة والملوك والنظار والعوام في أقطار المسلمين، فالمسلمون اليوم يريدون منكم إيضاحًا وتفصيلاً. إن شروط الخليفة استنبطتها الطبقات التي قبلكم استنباطًا، وإن في شروط الخليفة أحاديث منها ما صححه العلماء، ومنها ما جعلوه موضوعًا وذلك في كتب متفرقة منثورة، وأنتم تقولون إن هذا في المدونات العلمية ونحن نسلم لكم ولكن لا يمكن أن نحكم على جميع طبقات المسلمين أنهم يعلمونه كما
تعلمونه، فيجب أن نكتب هذه المواد مادة مادة بشكل خاص فربما عرض على ملوك المسلمين وأمرائهم وأهل الحل والعقد وربما باحثكم فيه علماء تونس أو علماء سوريا أو علماء العراق أو علماء فارس. فنحن لا نطالبكم بإحداث شرائط جديدة، وإنما نطالبكم ببيان هذه المسائل التي اجتهدت فيها الطبقات القديمة قبلكم، فهل هي مسائل عقائد أو هي مسائل ظنية استنبطها من كانوا قبلكم وجعلوها شروطًا؟ وهل إذا أنكر الشروط أو بعضها رجل يخرج بذلك عن الدين؟ نريد منكم خبراء مقتدرين يضعون نظامًا محكمًا ذا مواد مفصلة حتى إذا نشر في البلاد الإسلامية كان لنا أن
نرفع رؤوسنا بكم ولا يفهم من كلامي هذا أني أحتقر اللجنة أو المؤتمر، وكلكم من أكابر القوم، إن أكابر السياسيين الذين يجتمعون في المؤتمرات ينتخبون الخبراء الماليين والعسكريين ولا يطعن ذلك في كفاءتهم. ثم هنا مسألة أدعوكم إلى التفكير فيها وهي أن تجمعوا هذه المسائل مع المسائل السياسية الأخرى بدقة تامة فإن وراءكم أمراء وزعماء وملوكًا، فاحذروا من أن يكون عملكم محل انتقاد فإن هذا لا ينتهي في نصف ساعة أو بجواب مقرر.
فاستأذن حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسين والي وقال: يا فضيلة الرئيس، إن اللجنة العلمية التي نظرت في هذه المسائل الثلاث ليست مؤلفة من علماء مصر وحدهم وإنما هي لجنة انتخبها المؤتمر نفسه من بين حضرات أعضائه وفيها علماء من الجهات الممثلة في المؤتمر فلماذا يخاطب فضيلة الأستاذ الشيخ الشقيري علماء مصر فقط؟ على أن عمل اللجنة واضح في الشريعة.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ الشقيري: إنما أخاطب المتخصصين. وهنا استأذن حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسين والي في الكلام أيضاً وأراد أن يتكلم.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن قراعة: إنما الكلام الآن لمقرر اللجنة.
¥