فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسين والي: إنما أتكلم كعضو في المؤتمر واللجنة. ولكل عضو حق الكلام بالإذن وفضيلة المقرر له الكلام من قبل ومن بعد، وقد استأذنت فضيلة الرئيس فأذن، والمسألة سهلة فليتكلم فضيلة المقرر.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الأحمدي الظواهري: إن الأستاذ الشيخ الشقيري يثني على علماء مصر فجزاه الله ألف خير عنهم، وإن علماء مصر ما زالوا ولن يزالوا شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة على هذه المذاهب وما ينبغي لنا غير هذا فمهمتنا أن نبين هذه الشروط فإذا كان فيها لبس أو خفاء فليذكر موضعه لإيضاحه. إن وظيفتنا علمية وما على اللجنة إلا أن تعدّ للمؤتمر.
فإن اكتفى بما أعدته فيها وإن رأى غموضاً أو إبهاماً فللمؤتمر أن يستوضح ما يريده.
وما وظيفة المقرر إلا رفع اللبس وإلا فما كان هنالك من حاجة لتوزيع التقرير على المؤتمر كفتوى شرعية لا تحتمل المناقشة. يقول فضيلة الأستاذ الشقيري يجب أن نجتهد وأن نطبق فأي مسألة يريد أن نجتهد فيها ونطبقها؟ ليست مهمتنا أن نقول هذا الشرط متحقق عند فلان دون فلان. وإنما هذه مهمة اللجنة الأخرى التي تقول: هذا ممكن أو غير ممكن. أما نحن فوظيفتنا أن نبين ما هي الشروط الشرعية على حسب المذاهب. فإن كان لدى الأستاذ اعتراض على أي شرط من هذه الشروط فليتفضل بذكره.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ أسعد الشقيري: اليوم إذا سألك سائل وقال إن من ضمن هذه الشروط النسب فما الأسباب التي جعلت من قبلنا يعرضون عنه.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الأحمدي الظواهري: قلنا إن الجمهور على أن يكون الخليفة قرشيًا. وقلنا: إن بعضهم قال إن هذا ليس بشرط ومنهم أبو بكر الباقلاني الذي نقل عنه ابن خلدون. ونحن بسطنا المسألة، وقلنا: إنها لا تحتاج إلى ابتداع منا، وأنا لا أقول خذوا بمذهب الشافعية أو بمذهب غيرهم وإلا أثرت خلافًا بين المذاهب الأخرى، وكل له وجهة نظر صحيحة فإذا رأيتم أن نأخذ بقول لأن المصلحة فيه فلا مانع، ونحن نتجافى كل التجافي عن الخلافات المذهبية التي فرقت المسلمين.
فقال حضرة صاحب الأستاذ عبد العزيز الثعالبي أفندي: هذه مسألة عملية ولا يحمل عليها المسلمون.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الأحمدي الظواهري: نحن في بيان الشروط ولسنا في استفتاء، والشروط هي ما ذكرها الفقهاء في كتبهم، نحن ذكرنا رواية ابن خلدون وهو فقيه من الفقهاء ولم نأخذ برأيه.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن قراعة: الموضوع المعروض الآن جزء من البرنامج وهناك تقرير آخر لباقي المسائل والبحث إنما يكون بعد تلاوة التقرير الآخر فليتل التقرير الآخر.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد بخيت: تعلمون أن مسألة الخلافة بحسب أصلها مسألة فقهية من فروع الفقه، ولكن لما اختلفت فيها قوم خارجون عن السنة والجماعة وكثر فيها القال والقيل، أخذ المتكلمون على عهدتهم الكلام فيها بحثًا طويلاً وألفوا فيها كتبًا خاصة كإمام الحرمين وغيره، فالمسألة ليست مسألة مذهبية يختلف فيها الحنفي والشافعي وإنما هي مسألة كلامية.
فعندما يتكلم الباقلاني يتكلم باعتبار أنه من علماء الكلام بحسب ما يرى، وإنما الفقهاء تكلموا فيها قليلاً اعتمادًا على ما تكلم به المتكلمون، فهل يقول أحد منكم بعد ذلك أن الخليفة يكون غير مسلم أو يكون رقيقًا ليس بحرّ، أو يكون صبيًّا، أو يكون أعمى، أو يكون عاجزًا عن إدارة الأحكام وحفظ بيضة الإسلام بجيشه ومع هذا ألا يكون جبانًا.
إن الله تعالى قال في كتابه العزيز لنبيه صلى الله عليه وسلم ? هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ? (الأنفال: 62) والنبي ما حارب إلا بعد أن صار له عدد عديد من الجيش وقبل ذلك ما كان يفرض عليه الجهاد، وما شرع له الجهاد إلا بالتدريج.
¥