ولم يحضر السيد الميرغني الإدريسي لعذر، والسيد عبد الحميد البكري.
وتولى أعمال السكرتارية من كانوا في الجلسة الثالثة.
وأعلن حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الرئيس افتتاح الجلسة وأذن بتلاوة محضر الجلسة الماضية المنعقدة يوم الثلاثاء 6 ذي القعدة الحرام سنة 1344 هـ (18 مايو سنة 1926م) فتلاه علي أحمد عزت أفندي من السكرتيرين المساعدين.
ولما وصل فيه إلى عبارة (ولا يمكن أن نقول: إن الخلافة روحية فقط كما قال الملحدون) الواردة في كلام حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد بخيت اعترض على كلمة (الملحدين) حضرة الأستاذ عبد العزيز الثعالبي أفندي وقال: هل قال فضيلة الأستاذ الشيخ بخيت هذه الكلمة.
فقال الأستاذ: نعم قلتها.
فقال حضرة الأستاذ عبد العزيز الثعالبي أفندي: ليس بيننا ملاحدة وطلب حذف هذه الكلمة من المحضر.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد بخيت: إن الملاحدة موجودون قديمًا وحديثًا.
فقال حضرة صاحب العزة وحيد الأيوبي بك: هذه الكلمة ليس فيها أي طعن شخصي، بل فيها رد على الذين يحاربون ديننا.
فقال حضرة الأستاذ عبد العزيز الثعالبي أفندي: الذين يحاربون الدين الإسلامي موجودون في كل مكان.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد بخيت: إن الذين قالوا: إن الخلافة روحية فقط ملحدون.
فقال حضرة الأستاذ عبد العزيز الثعالبي أفندي: هل تخصيص أحكام الخلافة أو شروطها يعتبر إلحادًا.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد بخيت: نعم؛ لأن شَطْر الخلافة شطرين وإلغاء أحد الشطرين إلحاد.
فقال حضرة صاحب العزة وحيد الأيوبي بك: هذه فتوى من مولانا الأستاذ الشيخ محمد بخيت المفتي يجب أن نُجلها ونحترمها كل الاحترام.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسين والي: أرجو من حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ بخيت أن يتسامح في هذه الكلمة فإنه صاحب الحق في ذلك وفي كلامه الباقي ما يشير إلى المخالف وقد يكون ذلك كافيًا.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الرئيس العام. لا داعي لتضييع الوقت في هذا فليؤخذ الرأي.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ إسماعيل الخطيب: لا رأي بعد الفتوى.
وقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الأحمدي الظواهري: ليست المسألة فيما أرى الآن مسألة بحث وسيخرج بنا هذا عن الموضوع، والمفهوم أن لكل واحد ملء الحرية في كل ما يقول، ولا يعتبر هذا القول إلا لصاحبه فقط.
وقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبد القادر الخطيب: يسأل أولاً فضيلة الأستاذ الشيخ محمد بخيت: هل هو مصمم على بقاء هذه الكلمة.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد بخيت: أنا مصمم على بقائها.
وقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد الأحمدي الظواهري: أريد أن أقول: إن المسألة في المحضر حكاية محضة لما دار ومهمة السكرتارية أن تدون كل ما يقال صوابًا كان أو خطأ فلا معنى لأخذ الرأي على إبقائها أو حذفها.
وقال حضرة صاحب العزة وحيد الأيوبي بك: نحن موافقون ونؤيد الفتوى. ثم تابع السكرتير المساعد تلاوة بقية المحضر حتى فرغ منه.
فقال حضرة صاحب العزة جمال الحسيني بك: سبق لنا أن طلبنا دعوة أرباب الصحف لحضور جلسات المؤتمر فرأيي الاكتفاء بما يرسل إليهم من السكرتارية، ولكنني أرى مكاتب المقطم موجودًا خارج هذا المؤتمر فأرى أن يؤذن لغيره من مكاتبي الصحف بالحضور.
وقال حضرة صاحب الفضيلة الشيخ حسن أبو السعود: إن المؤتمر حر في مسألة الصحافة فلماذا يؤذن لإحدى الصحف دون الأخرى؟
فقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسين والي: إننا لم نأذن لأحد من مكاتبي الصحف أن يحضر.
وقال حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبد الرحمن قراعة: جرى بالأمس كلام من فضيلة الأستاذ الشيخ محمد حبيب العبيدي مفتي الموصل بشأن النظام الداخلي هل للمؤتمر أن يعدله أو ينظر فيه؟ ودار كلام مني حول ذلك، ولم يثبت ذلك في المحضر.
فقال حضرة صاحب الفضيلة السيد محمد علي الببلاوي: السكرتارية مؤتمنة على كل ما يدور من الكلام.
وقال محمد قدري أفندي نائب السكرتير العام: حضرة صاحب الفضيلة الشيخ حسين والي، إن ذلك وارد في المحضر وقد تلي على حضراتكم بالنص الآتي:
¥