وقال حضرة صاحب العزة جمال الحسيني بك: نريد أن نعرف الفرق بين البحث السياسي وغير السياسي نحن لا نريد أن نبحث شيئًا سياسيًّا هنا، لقد وردت علينا برقية عن حوادث دمشق الشام، وهي رابعة البلاد المقدسة، جاء فيها أن مساجدها تهدم على رؤوس المصلين والمدرسين فيها. وهذا مؤتمر إسلامي عام أتعدون ذلك من المسائل السياسية أو الدينية؟
وقال حضرة صاحب العزة وحيد بك الأيوبي: أنا موافق على أن يحتج المؤتمر على ما هو واقع في دمشق وإذا لم نحتج على هذا العمل يكون ذلك عارًا علينا. إن هؤلاء أرسلوا إلى المؤتمر يستنجدونه ويستصرخونه فيجب أن نلبي استصراخهم ونحتج بشدة على ما هو واقع، ليس على إخواننا المسلمين فقط بل على المسلمين وغيرهم.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الشيخ محمد فراج المنياوي: إن المؤتمر ألف لجنة لنظر الاقتراحات.
فقال حضرة صاحب العزة وحيد الأيوبي بك: اللجنة ما هي إلا جزء من المؤتمرين ولا وجود للجنة عند وجود المؤتمر. لقد كتبت الصحف عن هذا الاعتداء. وأرى واجباً على مؤتمر الخلافة أن يكون هذا الاحتجاج من أول أعماله.
ومن العار سكوتنا وأن هذا لا دخل له في السياسة على الإطلاق بل هذا يتألم من فظائع وقعت ويجب أن نظهر التألم لكل الناس.
فقال حضرة صاحب الفضيلة الشيخ إبراهيم الجبالي: هذا حسن ولكن لنا مقصد أصلي لم نمض فيه خطوة. أبعد هذا نصرف كثيرًا من الوقت في مثل ذلك.
فقال حضرة صاحب العزة وحيد الأيوبي بك أخجل كثيرًا إذا لم نحتج على هذا.
وقال حضرة الأستاذ عبد العزيز الثعالبي أفندي: هذا الاحتجاج كان واجبًا عمله من أول الأمر، ولقد تأخر الاحتجاج عن وقته فنحن باحتجاجنا الآن نكون قد تداركنا ما أهملناه.
وقال حضرة صاحب العزة وحيد الأيوبي بك: هذا من أول واجبات مؤتمر الخلافة ونحن نعمل لبناء الخلافة.
وقال حضرة صاحب الفضيلة الشيخ أحمد هارون: لقد جاءنا تلغراف بهذا المعنى. وهل تحققنا هذا الأمر؟ يجب أن نتحقق أولاً.
وقال حضرة صاحب العزة وحيد بك الأيوبي: ليس لنا أن نكذب الخبر وكل هذه الفظائع قد نشرتها الصحف واطلع عليها الجمهور.
وقال حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد المجيد اللبان: أرى أن إبداء الأسف حق من حقوق الأفراد وحقوق الجماعات، لا فرق بين فرد وفرد وبين جماعة وجماعة. ونحن قوم مسلمون نحمل بين جوانحنا إيمانًا صادقًا وعطفًا على إخواننا في مشارق الأرض ومغاربها. وهذا الأمر الذي حصل وجاءتكم به البرقية أمر وحشي لا يليق بإنسان أن ينزله بحيوان أعجم فضلاً عن إنسان مثله. ولهذا أقترح أن تقرروا أسفكم وأن تعلنوه على صفحات الجرائد مقرونًا باحتجاجكم الشديد على الذين ارتكبوا هذه الفظائع. وأن تقرروا ذلك باسم الدين خارجًا عن كل صيغة سياسية.
وقال حضرة صاحب العزة جمال الحسيني بك: المسألة دينية محضة، فقال حضرة صاحب الفضيلة الشيخ محمد الصالحي التونسي: أقول: إن ما وصلنا إليه أخيراً وطلب بشأنه الموافقة هو اقتراح خارج عن الموضوع الذي نحن بصدد النظر فيه. وأطلب أن يكون كل عمل في وقته، فنحن بصدد الكلام في التقرير العلمي وما راعني إلا خروجنا عن هذه الوجهة.
وقال حضرة الأستاذ عبد العزيز الثعالبي أفندي: هذا قد وقع ولا محل للاستغراب.
فقال حضرة صاحب العزة وحيد الأيوبي بك: الاحتجاج تأخر، وكان يجب عمله على إثر قراءة التلغراف فيجب أن نتدارك ما أهملناه.
صفة أخذ الآراء في المؤتمر:
ثم أمر حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الرئيس بأخذ الآراء فكانت النتيجة موافقة المؤتمر بالأغلبية على الاحتجاج على ذلك.
ثم قال حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الرحمن قراعة: فلتؤخذ الآراء على التقرير الأول.
وقال صاحب الفضيلة الشيخ محمد حبيب العبيدي: لم أعرف للآن كيفية أخذ الآراء.
وقال حضرة صاحب الفضيلة عطاء الله الخطيب أفندي: لم يستقر الرأي على كيفية التصويت وهي لا تزال على حالها من الإبهام.
وقال حضرة صاحب العزة وحيد الأيوبي بك: نترك هذا البحث الآن.
وقال حضرة الأستاذ عبد العزيز الثعالبي أفندي: يؤخذ الرأي على التصويت هل يكون باعتبار عدد الأصوات أو بحسب البلدان.
¥