تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من ناحية أخرى يبرز الكتاب أن صمويل باياتشى حاول أن يلتقى بملك فرنسا عن طريق السفير الفرنسى فى مدريد، وقد أوصى السفير بأن يستمع الملك إليه فقد يحصل منه على أخبار تفيد فى التعامل مع تركيا.الخبر إلى هنا عادى، لكن إذا وضعنا فى الاعتبار أن باياتشى قد ذهب بعد ذلك بفترة قصيرة إلىأراغون، حيث كان مسلمو أراغون يقومون بثورتهم وكانت لهم مفاوضات مع ملك فرنسا، فإن الخبر يكتسب أهمية كبرى، إذ يشير إلى احتمال قيام باياتشى بدور ما فى الاتصالات بين مسلمى أراغون وملك فرنسا.

الكتاب يتحدث أيضا عن إمكانية الاستيلاء علي أسري وثروات من ملقة باستخدام ألفي جندي مسلحين بالبنادق وثمانية سفن، وكيف أن مولاى زيدان كان يرغب في أن تزوده هولندا بالسفن، وكان الاتفاق يتضمن أن يحصل مولاى زيدان علي ربع الغنيمة التي يحصل عليها كل من باياتشى والموريسكيين الذين يرافقونه. الغريب في الأمر أن يهوديا آخر اتصل بأم السلطان وجعلها تثني ابنها عن القيام بتلك العملية.

هناك حديث في الكتاب عن رغبة بعض الموريسكيين -وصلوا إلى امستردام - في التحول إلى اليهودية، ونظن أن ذلك الطلب - إن صح- لم يكن سوي وسيلة للمحافظة علي الإسلام، أي أن الموريسكيين أرادوا أن يتحولوا إلى اليهودية للاستفادة من الحرية الممنوحة لليهود آنذاك مما يمكنهم من أداء شعائر الإسلام سرا دون التعرض لمضايقات محاكم التفتيش. ونذكر فى هذا الصدد أن الموريسكيين قد انخرطوا بين جماعات الغجر فى إسبانيا، أملا فى أن يساعدهم ذلك على الاختفاء عن أعين محكمة التفتيش.

يبرز الكتاب سعى الموريسكيين إلى الإقامة فى فرنسا واستزراع أرض جدباء فى مقابل التصريح لهم بممارسة شعائر الإسلام بحرية. كم ضحى الموريسكيون من اجل دينهم!

الملاحظ أن المراسلات بين الدول الأوروبية والمغربية خلال القرن السادس عشر والسابع عشر كانت تتم باللغة الإسبانية، ويرجع ذلك إلى تواجد عدد كبير من الموريسكيين واليهود في المغرب، وكانت المجموعتان نازحتين من إسبانيا وكان أفرادهما يتحدثون الإسبانية.

2 - كتب مولاى زيدان:

الكتاب يلقى مزيدا من الضوء على قضية بالغة الأهمية هى قضية كتب مولاى زيدان التى استولت عليها السلطات الإسبانية ولم تشأ أبدا إعادتها إلى المغرب رغم تكرار المحاولات المغربية.

حينما كان وضع مولاى زيدان فى خطر عهد بأملاكه -و منها الكتب الشهيرة- إلى قبطان فرنسى لكى ينقلها إلى مكان آمن، لكن سفينة إسبانية استطاعت أن تأسر السفينة الفرنسية وتستولى على ما بها وتحمله إلى إسبانيا. الجزء الأكبر من حمولة السفينة كان عبارة عن مكتبة مولاى زيدان الخاصة، وكانت تبلغ نحو أربعة آلاف كتاب كان قد جمعها أبوه السلطان احمد المنصور الذهبى. فى مارس من عام 1626 طلب رئيس دير الاسكوريال أن تستعير مكتبة الدير تلك الكتب على سبيل الوديعة، فوهبها فيليبى الثالث إلى الاسكوريال، وهى لا تزال موجودة إلى اليوم و تشكل واحدة من أهم مجموعات المخطوطات الدينية فى أوروبا. يذكر الكتاب أن مولاى زيدان قد حمّل ملك فرنسا مسئولية ما حدث، وأن ذلك أدى إلى توتر فى العلاقات بين المغرب و فرنسا لفترة طويلة، وقد بذل مولاى زيدان جهدا جهيدا من أجل استعادة الكتب، وقد لعب كل من أحمد الغزالى و صمويل باياتشى دورا بارزا فى المفاوضات التى جرت. الجدير بالذكر أن جهود المغرب لاستعادة الكتب لم تتوقف طوال القرنين السابع عشر والثامن عشر نظرا لأهميتها الكبرى لكل من المغرب وإسبانيا على حد سواء.

من المناسب أن نذكر أن سفارة احمد الغزالى هذه قد استخدمها كاتب ينتمى إلى القرن الثامن عشر الإسباني هو خوسيه كادالسو الذى جعل من الغزالى شخصية أدبية فى كتاب"رسائل مغربية "، و هو كتاب شهير ويعد أحد معالم الأدب الإسباني الحديث.

3 - اليهودى صاحب النفوذ وخائن الأمانة:

يبرز الكتاب أن اليهود كان لهم دور بارز في صياغة علاقات المغرب مع العالم الخارجي خلال القرن السابع عشر. كانت هولندا هي المورد الأساسي للأسلحه بالنسبة للمغرب، وكانت-إلى جانب ذلك- هي الحليف الأساسي للمغرب في مواجهته مع إسبانيا، وكان يهود هولندا لهم دور بارز في كل ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير