- الشيخ المتفنن الصالح أبو زيد عبد الرحمن بن الشيخ الفقيه أبي الربيع سليمان اللجائي (ت 771 هـ)، قال عنه في كتابه " الوفيات ص 31 ": ((شيخنا ومفيدنا الفقيه الحافظ المفتي بمدينة فاس أبو محمد عبد الله الوانغيلي الضرير من تلامذة أبي الربيع اللجائي وقرأت عليه مختصر ابن الحاجب، في الأصول، والجمل في المنطق وحضرت مدة درسه في المدونة)).
- الشيخ الحافظ أبو عمران موسى بن محمد بن معطي الشهير بالعبدوسي (ت 776 هـ)، قال عنه في " الوفيات ص 30 ": ((شيخنا ومفيدنا طريقة الفقه الشيخ الحافظ أبو عمران موسى بن محمد بن معطي شهر بالعبدوسي سنة ست وسبعين وسبعمائة بمكناسة الزيتون وكان له مجلس في الفقه لم يكن لغيره في زمانه ولازمته في درس المدونة والرسالة بمدينة فاس مدة ثمان سنين)).
- الفقيه أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي (ت 771 هـ) قال عنه في " الوفيات ص 29 ": ((قاضي الجماعة بغرناطة حرسها الله تعالى، أبو القاسم محمد بن أحمد الشريف الحسني السبتي وكتب لي بالإجازة العامة بعد التمتع بمجلسه وله شعر مدون سماه جهد المقل وله شرح الخزرجية في العروض، وقدم عليها بعد أن عجز الناس عن فكها. وكان إماماً في الحديث والفقه والنحو، وهو على الجملة ممن يحصل الفخر بلقائه. ولم يكن أحد بعده مثله بالأندلس)).
- الأديب الشهيد لسان الدين ابن الخطيب (771 هـ) ترجم له في "الوفيات ص 30 " فقال في حقه: ((شيخنا الفقيه الكاتب الشهير أبو عبد الله لسان الدين محمد بن الخطيب الغرناطي صاحب [كتاب الإحاطة في تاريخ غرناطة] وكتاب " رقم الحلل في نظم الدول". وسمعت جملة من تواليفه بقراءته هو في مجالس مختلفة)).
- الفقيه الحافظ أبو العباس أحمد القباب (ت 779 هـ) ترجم له في " الوفيات ص 31 " فقال عنه: ((الفقيه المحقق الحافظ أبو العباس أحمد القباب سنة تسع وسبعين وسبعمائة وله شرح حسن على قواعد القاضي عياض، وشرح على بيوع ابن جماعة التونسي، ولازمت درسه كثيراً بمدينة فاس في الحديث والفقه والأصلين)).
كما أخذ القراءات و النحو بمدينة فاس عن العالم اللغوي النحوي الأستاذ أبو عبد الله محمد بن حياتي (ت 781 هـ).
و أخذ الجزولية في النحو و علم المنطق عن الشيخ أبو العباس أحمد بن الشماع المراكشي.
رحلته إلى تونس:
بعد هذه الرحلة المباركة و إقامته مدة 18 سنة في المغرب الأقصى كما قلنا قفل راجعا إلى موطنه و مدينته قسنطينة، لكنه لم يلبث إلا أياما قليلة ليسافر بعدها إلى تونس المحروسة ليأخذ عن علمائها غير أن إقامته بها لم تدم طويلا و لعلها - شهورا قليلة – و من العلماء التونسيين الذين أخذ عنهم كما ذكرهم في " الوفيات ص 33 ":
- ((الفقيه المميز الخطيب الصالح أبو الحسن محمد بن الشيخ الفقيه الشهير الراوية أبي العباس أحمد البطرني [ت 780 هـ]، إبتدأ الرواية عام تسعة وسبعمائة وتمتعت به بتونس سنة سبع وسبعين وسبعمائة)).
- ((شيخنا الإمام الحجة أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة [ولد سنة 717 هـ، ت 783 هـ] الورغمي نسباً، التونسي بلداً ... وله مصنفات أرفعها المختصر الكبير في فروع المذهب قرأت عليه بعضه وأنعم بمناولته وإجازته وذلك سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدويرة جامع الزيتونة. ووجدته من حال اجتهاد في العلم والقيام بالخطبة. ثم لقيته قبل وفاته بسنة وبه ضعف وبعض نسيان. وبلغت مدة إمامته بجامع الزيتونة في بلده خمسين سنة رحمه الله تعالى ونفع به)).
عودته الى الجزائر و توليه القضاء:
رجع مترجمنا بعد رحلته القصيرة إلى تونس ليستقر في مدينته قسنطينة حتى وفاته بها سنة 810 هـ - عليه رحمة الله تعالى - ليتولى الإمامة و الخطابة في مسجدها الجامع، وليقوم بإلقاء دروسا في التفسير و الحديث الشريف و الفقه فينتفع بعلمه الكثير من التلامذة و طلاب العلم
سواء بمسجد المدينة أو في بيته، وتم تعيينه في وظيفة القضاء - التي رفضها في أول الأمر - لكن إلحاح الأمير أبو الحسن عليه جعله يتراجع عن قراره، ورغم هذه المهام التي كان يتولاها فقد وجد الوقت الكافي للتأليف و الكتابة فاخرج لنا عددا من الكتب القيمة التي تتسم بالعمق في الموضوع وأحياناً الإبتكار مما يدل على سعة إطلاعه و غزارة علمه، وإليك أسماء ما وقفت عليه من تلكم الدرر الغالية.
آثاره و مؤلفاته:
¥