و تمشيا مع هذه الحقيقة حرص هؤلاء الكتاب على أن يجعلوا كل تصرف من تصرفات أحمد البدوى انما هو تنفيذ للمشيئة الالهية و استجابة لأوامر يتلقاها من الله مباشرة عن طريق هاتف. و قيل أيضا: أنه رأى فى المنام (أحمد الرفاعى) و (عبدالقادر الجيلانى)
يقولان له (يا أحمد لقد جئناك بمفاتيح العراق و اليمن و الهند و السند و الروم و المشرق و المغرب بأيدينا , فان كنت تريد اى مفتاح منها شئت أعطيناكه) فقال (أنا منكما , و لكنى أنا ما آخذ المفتاح الا من يد الفتاح)
و قبل هذه الرحلة كان البدوى يبدو أبعد الناس عن أن يكون صوفيا فقد تفوق على أقرانه بفروسيته الا أنه قد اشتهر بدهائه فرأى المخططون للدعوة الشيعية أن يذهب البدوى الى العراق ليكتسب مسحة التصوف التى يمكن أن يختفى تحتها ليستفاد به حين يكلف بأمر من أمور الدعوة.
زيارة البدوى لقبر الحلاج
و فى رحلة البدوى الى العراق هو و شقيقه حسن قاما بزيارة قبر الحسن بن منصور الحلاج الصوفى الشيعى الذى أعدم عام 319هجرية بسبب عقائده الخارجة على الدين كقوله بوحدة الوجود أى الوحدة بين الخالق و المخلوق و غير ذلك.
الادعاء بأن البدوى أمات و أحيا
أثناء هذه الرحلة
بعد زيارة قبر الحلاج اتجه البدوى و أخوه الى الكاظمية لزيارة قبر أئمة الشيعة ثم أتجه الى شمال العراق لزيارة ضريح (عدى بن مسافر الهكارى) المتوفى سنة (558) و صاحب الطريقة العدوية , و قد غالى أتباعه فى أعتقادهم فيه و (أحرق هذا الضريح سنة 817هجرية) فاجتمع العدوية عليه و اتخذوه قبلة لهم و بعدها تجولا فى منطقة (الهكارية) شمال الموصل و لم يحسن الأكراد أهل المنطقة معاملتهما و يقول كتاب سيرة البدوى (ان الحسن أومأ اليهم بيده و قال لهم (موتوا باذن الله تعالى , فوقعوا جميعا على الأرض موتى. و لكن أحمد حرص على التحلى بخلق العفو عند المقدرة فالتفت الى الأكراد الموتى و قال لهم (قوموا بأذن من يحيى الموتى و يميت الأحياء فدبت فيهم الحياة و نهضوا جميعا يقبلون أقدام البدوى و أخيه) و بعد ذلك اتجه الأخوان الى جنوب العراق الى (أم عبيدة) حيث ضريح أحمد الرفاعى مركز الطريقةالرفاعية و دخل الأخوان ضريح (الرفاعى) حيث قضيا قيه ثلاثة أيام , عادا بعدها الى (بغداد) و فى بغداد ودع الحسن أخاه ليعود الى الحجاز.
البدوى يحى و يميت
أترك الأجابة للأخوة
لا تعليق عندى
حسبنا الله و نعم الوكيل
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - 03 - 08, 04:10 م]ـ
قصته مع فاطمة بنت برى و دورها
فى خداع البسطاء
زعم البدوى أنه رأى فى المنام أحمد الرفاعى و هو يطلب منه أن يذهب لتأديب فاطمة بنت برى و كانت ذات مال و جمال و ذات قدرة على أستمالة الرجال حتى الأولياء و المتصوفة.
و لما التقى البدوى ببنت برى وجدها فى صورة كلها فتنة و اغراء. ولما نادته محاولة استمالته و سلب حاله قام البدوى بتمثيل دور الأخرس ثم اشتغل عندها برعى الابل. و رات فاطمة الابل و هى تظهر حنينها للبدوى و تقبل قدميه. و تسكب الدموع لديه , وكان عدد هذه الابل سبعة ألاف جمل و فجأة قال البدوى يا آل محمد , و يا آل على , و يا آل الحسن و يا آل الحسين , يا آل على زين العابدين , يا آل محمد الباقر , يا آل جعفر الصادق. و هكذا الى أخر أئمة الشيعة المعروفين و ما هى الا لحظات حتى أقبل فرسان نجد و العراق كالبحر المتلاطم و عندئذ فر فرسان آل برى و صاحوا معتذرين (يا سادتنا عفوكم يسعنا و حلمكم يحملنا) و أقبلت فاطمة بنت برى على السيد البدوى تقبل قدميه و تأخذ العهد عليه و تخبره بأنها محبته و فقيرته و مريدته و عرضت عليه ان تتزوجه فى الحلال فاعتذر و اتجه الى مكة فى خطوة واحدة.
و الله لا نراك الا كاذبا أنت و اتباعك
و يرى الدكتور سعيد عاشور أن مؤلفى هذه القصة الخيالية عن البدوى أرادوا أن يمهدوا بها للدور الكبير الذى أعدوه له فى طنطا بمصر فأحطوه بهالة من المجد الموهوم و أظهروه فى صورة المصلح القادر الجبار الذى يستطيع أن يجند الجيوش فى برهة و الذى يسانده آل بيت و أئمة الشيعة و أنه يحيى الموتى و يميت الأحياء و غير ذلك من وسائل الارهاب الفكرى و الايحاء النفسى التى تستخدم فى غسل مخ البسطاء و السذج من الناس.
¥