و يرى بعض الباحثين أن رحلة البدوى الى العراق كانت بأمر العلويين الشيعة ليتم اعداده دعويا على يد الصوفى الشيعى (ابن عرب) و اسمه فى طبقات الرفاعية (الشيخ برى) و هو تلميذ (الرفاعى) و شقيق (أبى الفتح الواسطى) حيث عرف البدوى منه كيف يبدو مجذوبا زاهدا. و كانت العراق وقتها مدرسة لتخريج الشيعة المتسترين بستار الصوفية.
عودة البدوى الى مكة
عاد البدوى من العراق الى مكة سنة (635 هجرية) و هو شخص آخر مختلف عما كان عليه من قبل , حيث عرف كيف يبدو مجذوبا زاهدا. و فى هذا يقول الشعرانى:
لما حدث له حادث الوله (الجذب) تغيرت سائر أحواله , و اعتزل الناس , و كان لا يتكلم الا بالاشارة لمن يحبه , فأمسكنا معه الأدب. وتصفه أخته فاطمة لأخيها الحسن قائلة:
(ان اخى أحمد قائم طول الليل و هو شاخص ببصره الى السماء , و انقلب سواد عينيه بحمرة تتوقد كالجمر , و له مدة أربعين يوما ما أكل طعاما و لا شرابا.
و بهذه الصورة الجديدة التى عاد بها (البدوى) من (العراق)
الى مكة , توجه الى (مصر) و اتخذ مظهر المجذوب ستارا لدعوته
الحديث لم ينتهى بعد. فأرجو المصابرة من اخوانى على لحين الأنتهاء من قصة ذلك الرجل لأنها طويلة و فيها دروس وعبر سيستفيد الجميع منها و هذه الشخصية (السيد البدوى) انما كشف حقيقة هذا الرجل و ربما حقيقته لا تغيب على الكثير منكم أنه صوفى شيعى باطنى و لكن ما اردت أن أظهره لأخوانى حقائق و مخططات من الباطن لا يعلمها الكثير من الخواص و العوام صفة.
فالأسلام قد تتوجه له الضربات بشدة و عنف من خارجه و داخله
و عندما يكون الضرب للأسلام من داخله فهو أقوى بكثير من العدو الخارج لأن اعداء الأسلام على الساحة كنجم فى السماء ظاهر للجميع لا يخفى عنهم مثل (اليهود والنصارى) و غيرها من من الأديان الأخرى أما عدوك من الداخل فهم اخطر بكثير لأنهم مدسوسين فى وسطنا (مثل دس السم فى العسل)
فيجب علينا ان نحلل العسل هذا. حتى نشهى به
القادمة بعنوان
الشيعة الباطنية تخطط لنزول البدوى
الى طنطا. بمصر
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - 03 - 08, 04:12 م]ـ
الشيعة الباطنية تخطط لنزول
البدوى الى طنطا بمصر
بعد ان رجع البدوى الى مكة من العراق بحالته الجديدة (الجذب) سرعان ما زعم أن الهاتف عاوده فى المنام ثلاث مرات قائلا:
(قم يا همام الى طنطا و لا تشك فى المنام , فانك تقيم بها و تربى رجالا و أبطالا).
و يرى بعض الباحثين أن العلويين الشيعة هم الذين أرسلوا (أحمد البدوى) لنشر دعوتهم بمصر , لأرجاع الملك الفاطمى الشيعى و بخاصة بعد اعدام الشاعر الفقيه (عمارة اليمنى) و أتباعه سنة
(569 هجرية) بعد اكتشاف مؤامرتهم ضد صلاح الدين الأيوبى و لأعادة حكم الفاطميين و بعد موت داعيتهم (أبو الفتح الواسطى)
بالأسكندرية سنة (635 هجرية)
و فى هذا يقول الشيخ (مصطفى عبد الرازق) شيخ الأزهر ان العلويين لم يجدوا أكفأ من السيد البدوى لهذه المهمة كمبعوث سرى للصوفية المتشيعين فوجهوه الى الديار المصرية , و قبل وصول (البدوى) الى مصر أى فى سنة (637 هجرية 1239م)
نزلها قبله بعام (عز الدين الصياد) المتوفى سنة (670 هجرية _ 1271م) و هو شيعى متصوف و زعيم مدرسة (احمد الرفاعى) لاختيار المكان الذى سيمارس فيه البدوى دعوته و هذا يفسر اتجاه البدوى من مكة الى طنطا مباشرة.
و يقول عبد الصمد (زين الدين الأحمدى) صاحب كتاب (الجواهر السنية فى الكرامات الأحمدية) كان بطنطا رجل من اولياء الله يسمى (سالم المغربى) و هو الذى بشر الشيخ ركن الدين (ركين)
بقدوم أحمد البدوى و عرفه ان سنزل بمنزله و بعد مدة قدم أحمد البدوى ضاربا اللثامين و كان من عادة الشيخ (ركين أن يصنع طعاما فى بيته كل أسبوع و يجتمع فيه أقاربه من النساء و الرجال فيطعمهم و يكرمهم فبينما هم مجتمعون فى مثل ذلك اليوم اذ دخل عليهم (أحمد البدوى) فلما تأملوه اذا هو رجل أشعث أغبر ضارب اللثامين فصاحت النساء فى وجهه فلما علت أصواتهن دخل عليهن الشيخ (ركين) فاذا هو رجل مجذوب و امارة الولاية لائحة فاقعة على وجهه ووقع فى قلبه أنه (البدوى) الذى بشره به الشيخ سالم فأقبل عليه بكليته و قبل يديه و رجليه و جثا على ركبتيه و أكرمه غاية الاكرام ووصى اهل بيته بخدمته.
¥