ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[28 - 03 - 08, 07:40 ص]ـ
- التنسيق بين البدوى و دعاة الشيعة فى العالم
أ- تعاون شيعة المشرق مع شيعة المغرب
تشير الأدلة الى أنه كان هناك مخطط , يحركه الشيعة الباطنية , و هم أساطين الدهاء , و أساتذة التستر و التقية فى العالم , و منهم: (ابراهيم الدسوقى) بدسوق , و (أبو الحسن الشاذلى) بالاسكندرية , و (ابن عربى) بين بلدان المغرب و المشرق الاسلامى , و جميعهم من الشيعة الذين نزحوا من المغرب , و منهم أيضا مدرسة (أحمد الرفاعى) بالعراق و قد اتسقت حركة (البدوى) المتمركزة فى (طنطا) بهؤلاء فى تخطيط سرى متحد الأساليب , متشابه الأهداف , و قد قامت مدرسة (المغرب) بزعامة (ابن بشبيش) بأفاد (الشاذلى) , ليحل محل (الواسطى) بالاسكندرية , و قد تم ذلك بالتنسيق مع مدرسة (أحمد الرفاعى) بالعراق بزعامة (عز الدين الصياد) و الذى أقام بالقاهرة عامي (636 , 637 هجرية) , ليرتب لحضور (البدوى) الى (طنطا) كما أن كلا من (بن بشبيش) بالمغرب (البدوى) بطنطا , قد تتلمذ على يد (الشيخ برى) تلميذ (أحمد الرفاعى) بالعراق. ومن ناحية أخرى فأن (بن بشبيش) و (ابن عربى) قد تتلمذا على يد (أبى مدين) بالمغرب , و قد زار (ابن عربى) (مصر) أيام (الواسطى) مبعوث (الرفاعى) , و لكن (الأيوبيين) تشككوا فيه حيث كانت فلسفته تخلط بين التشيع و التفلسف , و قد هاجمه بن خلدون فى مقدمته , حيث ذكر أن المتصوفة المتأخرين كابن عربى تأثروا بمذهب الشيعة فى الحلول و الأتحاد , و تأليه الأئمة و الأولياء و القطب. و بعد موت الشاذلى بالاسكندرية , حل محله أبو العباس المرسى , و ابراهيم الدسوقى فى دسوق. و كان الجميع يدا واحدة فى حين أن الطرق الصوفية العادية دائما فى خلاف و شقاق , فالبدوى على سبيل المثال كانت له علاقات محبة وود مع الدسوقى و غيره من دعاة الباطنية , فى حين كان يطرد الصوفية الأخرين , و يقول لهم: (عليكم الطمس و الخفاء الى يوم القيامة) , كما كان (الدسوقى) يقر بتبعيته للبدوى فيقول: قال بن أبى المجد فضل الله علينا عن كل جماعة تبع و السيد أحمد عم.
تشابه تخطيط الرفاعى مع تخطيط البدوى
رغم اختلاف المكان و الزمان بين (الرفاعى) و (البدوى) فاننا نلاحظ ان تخطيط الرفاعى بالعراق مشابه لتخطيط البدوى بطنطا , فالرفاعى مثلا قد تلقى الأوامر بأن يبقى فى (أم عبيدة) بالعراق الى أن يموت بها فألتزم و بقى , و بلمثل البدوى تلقى الأوامر بأن يبقى فى (طنطا؟) الى أن يموت بها فألتزم و بقى , و لذلك كان البدوى كلما أرسل مبعوثا الى ناحية ما للدعوة بها , قال له: (مقامك و مماتك بها) كما أن كلا من (الرفاعى) و (البدوى) قد ادعى لنفسه نسبا علويا هاشميا.
تشابه تخطيط البدوى مع تخطيط الدسوقى
و من الأمثلة على ذلك:
تشابه كل منهما فى الأوراد و الأذكار:
فمن أوراد السيد البدوى قوله: (لووا عما نووا فعموا و صموا عما طووا
(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) السورة. اللهم اكفينهم بما شئت
و من أوراد ابراهيم الدسوقى قوله: (نووا فلووا عما نووا ثم لووا عما نووا فعموا و صموا فوقع القول عليهم بما ظلموا):
و هذه نبرة غريبة فى الأوراد الصوفية , لأن
أوراد الصوفيين العاديين تفيض رقة و ضعفا , أما أولئك فأصحاب دعوة سرية تواجه خصوما.
تشابه كل منهما فى الطموحات الشياسية , و اضفاء صفات على النفس لا تكون الا لله تعالى: فمثلا يقول السيد البدوى:
سائر الأرض كلها تحت حكمى
و هى عندى كخردل فى فلاة
أنا سلطان كل قطب كبير
و طبولى تدق فوق السماء
وحسبنا الله و نعما الوكيل
و يقول ابراهيم الدسوقى:
و حكمنى فى سائر الأرض كلها
و فى الجن و الأشباح و المردية
أنا ذلك القطب المبارك أمره
فأن مدار الكل من حولى دورتى
و من شعر الدسوقى أيضا:
نشأتى فى الحب من قبل أدم
و سرى فى الأكوان من قبل نشأتى
أنا كنت فى العلياء مع نور أحمد
على الدرة البيضاء فى خلوتي
حسبنا الله و نعما الوكيل
استخدام الشفرة فى مراسلاتهم و الأدعاء بأنها
لغة سريانية
حيث كانت تكتب رسائلهم بالشفرة و منها رسالة (ابراهيم الدسوقى)
التى يقول فيها: لا مضفى غضا , و لا نقص نصا , و لا شطب غطا , و لا سقط نطا.
¥