ذكرنا أن حصيلة صندوق النذور فى أحدى السنوات كان أربعة ملايين قسمت كالآتى: كان نصيب الخليفة الأول والثاني لهذا الضريح حوالي أربع وخمسين ألف جنيه لكل واحد منهما ونصيب حامل مفتاح المقصورة ستا ً وثلاثين ألف جنيه وشيخ المسجد ثمانية عشر ألف جنيه ورئيس الخدم اثنا عشر ألف جنيه والكاتب اثنا عشر جنيه والمؤذن ومقيم الشعائر وقارئ السور وخادم الدورة كل واحد من هؤلاء المرتزقة له نصيب ستة آلاف جنيه .. أما عن قراء المقارئ وعددهم اثنان وعشرون قارئاً فقد كان نصيبهم هو مائة واثنين وثلاثون ألف جنيه مع الإعفاء من الرسوم والضرائب الحكومية .. أما عن نصيب الأسد من هذا الصندوق الشيطاني فقد كان لوزارة الأوقاف حيث بلغ نصيبها تسعا ً وثلاثين في المائة من إجمالي دخل هذا الصندوق الشيطاني (19)
ولهذا كان من الطبيعى أن ما يناله خادم الضريح من هذه الأموال أكثر مما يناله كبار الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات ... ومع ذلك لم يقف طمع أولئك السدنة وشرههم عند هذا الحد، بل ويعمدون إلى التلاعب والتزوير في هذا الصندوق من أجل مزيد من الأموال (20).
يقول الشيخ محمد حسان (وأذكرك بتحقيق صحفي لا أقول: نشرته جريدة المعارضة، وإنما نشرته جريدة الجمهورية، وهذا التحقيق ينبئنا عن أموال صناديق النذور في قبور الأولياء، ففي مسجد السيد البدوي في كل ثلاثة أشهر يفتح صندوق النذور، ويكون نصيب خادم دورة المياه في كل ثلاثة أشهر أكثر من تسعة آلاف جنيه! فما ظنك بمن هو أعلى؟! وتأتي أنت يا صاحب اللحية لتقول: حرام تقطع رقبتي، تحرمني من هذه الآلاف، إنها ثلة منتفعة، والله لا أصل لها في قرآن ولا أصل لها في سنة، أما أن يأتي رجل لا يصلي ويدعي أنه يحتفل برسول الله، فهذا منكر عظيم.)
وهؤلاء لهم نصيب الأسد من أموال المولد.ومن المنتفعين أيضاً: (آلاف من الفقراء الذين يتعيشون بجوار الأضرحة ويستفيدون من الموالد، مئات الأسر التي تتعيش على استمرار الأضرحة من خلال المقاهي والمطاعم
والفنادق وغيرها من الخدمات المنتشرة حول كل ضريح، المنشدين والمداحين والمشببين وغيرهم))
وأختم بحكايات صوفية من مخلفات البدوى:
(1) يتزاحم الناس في مولد البدوي بمصر (حول حمار يأتي به دراويش الطريقة الشناوية إلى قبر السيد، فيتسابقون لنزع شعرات من جسمه يصنعون منها الأحجبة، وهذا بالضبط ما كان قدماء المصريين يفعلونه بهذا الحيوان!) (21)
(2) يقول الغزالي رحمه الله في كتابه < عقيدة المسلم > على كلٍ يقول: لما جاءت الشيوعية وأرادت أن تدخل مصر يقول: إنه توجه إلى قبر أحمد البدوي المقبور في طنطا يقول: توجه ثلاثة مليون من المسلمين يستنصرون ويلوذون بقبر البدوي ليصرف عنهم البدوي الشيوعية (22)
(3) هذه القصة للشيخ محمد حسان يحكيها بنفسه (فلما ذكرني الإخوة بما يقع، قلت: أود أن أرى بعيني، وأن أسمع بأذني؛ لأصل إلى السند من أعلاه، فغطيت وجهي وذهبت إلى مولد السيد البدوي بنفسي، وأدخلني إخوانكم في طنطا حتى وصلت إلى القبر، ووقفت لأرى بعيني ولأسمع بأذني، فسمعت امرأة مسكينة تقول: أنا زعلانة منك يا سيد! لأني آتي لك بالنذر لمدة خمس سنين وأنت لا تريد أن تعطيني ولداً!! فتدبر هذا!)) (23)
(4) فيحكون أن رجلا سرق سمكة مملحة، وأكلها فاستحلفه المسروق منه بالله فأقسم بالله ثلاث مرات بأنه لم يأخذها ولم يرها فلم يحصل له شيء. فاستحلفه بأحمد البدوي فما كاد يلفظ الاسم حتى سبقت السمكة من بطنه ولفظها. وذلك منهم اعتقاد أن البدوي أغير وأعز وأقدر من الله. قبحهم الله وأخزاهم. (24)
والحكايات عن البدوى واعتقاد الناس فيه تملئ مجلدات.
وما أجمل ان ننهى بقوله تعالى ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ
¥