وسلم مسجى على وجهه الثوب، لا يأمرهن ولا ينهاهن، فنهرهن "أبو بكر" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعهن يا أبا بكر، فإنها أيام عيد" (9)، وإضافة إلى مرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ومداعبته لأزواجه كان يغتسل معهن، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَاحِدٍ، فَيُبَادِرُنِي حَتَّى أَقُولَ دَعْ لِي، دَعْ لِي، قَالَتْ وَهُمَا جُنُبَانِ" (10).بالإضافة إلى ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من حسن عشرته بأزواجه كان يعينهن في شؤون البيت. سئلت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ خَرَجَ " (11). وهذا في منتهى الرحمة والعطف، والرفق بالنساء، وأرقى مشاعر الحب، والود بين الأزواج.
أخرج البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ، حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ " فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ ". (12).
1 - المستدرك على الصحيحين ج:1/ 20، رقم الحديث:40. (1)
2 - مسند الإمام أحمد، رقم الحديث: 23719. (2)
3 - عشرة النساء، للإمام النسائي، ص 24، رقم الحديث 19. (3)
4 - المصدر السابق، ص 32، رقم الحديث 31.
(5) - المصدر السابق، ص 33 – 34، رقم الحديث 34.
(6) - عشرة النساء، للنسائي، ص 45.
(7) - صحيح البخاري، ج 1، ص 526.
(8) - كتاب عشرة النساء، للإمام النسائي، ص 59، رقم الحديث 68.
(9) -عشرة النساء، للنسائي، ص 63.
(10) - البخاري، ج 1، ص 104.
(11) - البخاري، ج 2، ص 303.
12 - فتح الباري ج: 4 / ص: 532.
من كتابي "الزواج الاسلامي الصائب وتخليصه مما علق به من الشوائب"
للتواصل: [email protected]