[الفقيه المعلم و الداعية المصلح الشيخ محمد السعيد السحنوني]
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الشيخ محمد السعيد السحنوني: الفقيه المعلم و الداعية المصلح
نسبه و تربيته:
هو محمد بن السعيد امقران السحنوني، استشهد والده في معركة افليسن ضد الاستعمار الفرنسي و ترك ابنه محمد جنينا في بطن أمه،
بعدها بشهرين ولد مترجمنا سنة 1839 م، و قد تكفلت بتربيته والدته الفاضلة في قرية " اسحنونا " التي كانت تزخر بالعلماء و المشايخ و منهم ابن عمه المجاهد الشيخ محمد وعلي السحنوني الذي تكفل بتحفيظه القرآن الكريم و تعليمه اللغة العربية و علومها من نحو و صرف و أدب، و كذلك الشيخ الحسن آيت أوفلا دفين منطقة الماين في تربة شيخه أبو راشد، و كذلك تلاميذة الشيخ الحداد قائد ثورة 1871م، انتقل بعدها مع شيخه و ابن عمه و مربيه الشيخ بلقاسم آيت عمر السحنوني بعد تعيين هذا الاخير شيخا في مدرسة عين الرواء بمدينة سطيف، و من هناك اتصل بشيوخ اجلاء اخذ ما عندهم من علوم كالشيخ الحداد و الشيخ محمد بن ابي القاسم البوجليلي.
نشاطاته العلمية:
بعد تمكنه من العلوم الشرعية و تضلعه في علوم اللغة نجده يبصدر للتدريس و الفتوى في المناطق التالية:
- في معهد اولاد بومرداس بتعيين من شيخه و ابن عمه محمد وعلي السحنوني حيث درس الفقه و اللغة و الحساب.
- في معهد سيدي الحاج احساين بسمعون (المدينة التي ينتمي اليها المحدث السمعوني طاهر الجزائري) بالقبائل الصغرى.
- في معهد سيدي احمد زروق ببني وغليس.
- في معهد سيدي عمر ولحاج قرب عزازقة بالقبائل الكبرى.
- في معهد سيدي موسى قرب سيدي بالقبائل الصغرى.
تأسيسه لمعهد خاص به و موقف الاستعمار منه:
هذا الرجل الذي وهب حياته لنشر العلم و احياء و إعلاء دين الله الاسلام الحنييف وخدمة بلده و بني وطنه مل من الرحيل و الترحل فقرر تأسيس معهد باسمه في قرية تاغراست سماه معهد الشيخ محمد السعيد السحنوني و ذلك في اواخر سنة 1892 م، فكان يدرس فيه القرآن الكريم و استظهاره، الى جانب الفقه و النحو و يدرس معه مشايخ آخرين القراءات و الحديث الشريف و الفلك و الحساب، و بهذا فتح امام ابناء المنطقة نافذة لتعلم دينهم و المحافظة على اصالتهم، و قد أثارت مواقفه الجريئة في مواجهة الاستعمار - الاستدمار الفرنسي على رأي الاستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله - قلت أثارت إعجاب و التفاف جميع سكان مدينته، فكان ينشط للتعليم و التربية، و يعمر الزوايا بالطلبة، فقد سمع الناس بفعلته و تأسيسه لأول مدرسة - المعهد في هذه القرية الطيبة بمنطقة القبائل الصغرى (بجاية التاريخية)، و قد بذل الناس من اجل هذا المعهد و غيره كل ما في وسعهم لجعلها تواصل سيرها، و تحتضن المتعطشين الى العلم و المعرفة من كل ما هو جديد، و لكنه لفت أنظار السلطات المحلية الاستعمارية و اذنابها الخائنين، و لم تكن غافله عنه و عن امثاله.
و من هؤلاء الأذناب الذين باعوا ذمتهم للمحتلين الغاصبين في قرية " لغلاوي " قرب سيدي عيش من عرش بني وغليس، قائد يدعى " أوجعفر " حركته نوازع الشر، فقصد الشيخ محمد السعيد يطلب منه يد ابنته حفيدة ايزروقن، الا ان الشيخ رفضه بحجة ان ابنته لا تزال صغيرة، فتحرش به هذا القائد، و انتهز فرصة اقامة حفلة " الختمة " ختمة دراسة سيدي خليل في الفقه التي تقام سنويا (و تقام لذلك حفلة رائعة ينتظرها الناس في جميع الافاق بفارغ الصبر)، انتهز هذه الفرصة، واوحى الى السلطات الاستعمارية الفرنسية بان محمد السعيد يريد من وراء اقامة هذه الحفلات عقد تحالفات من اجل الثورة، خاصة و ان قاصدوا هذه الحفلات كانوا من جميع الجهات و باعداد هائلة، الى جانب ان محمد السعيد ينتمى الى عائلة سحنون المعروفة بمواقفها الوطنية، و بواقفها البطولية ضد المحتلين في ثورة 1871 م المعروفة التي قادها الشيخ المقراني و الشيخ الحداد و غيرهم من العلماء.
محنته و مواقفه العظيمة:
¥