ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[05 - 04 - 08, 11:49 م]ـ
ومما رأيته عندك وعند كثير من الناس إضافة كلمة (سيدي) - وهم ينطقونها بكسر السين وسكون الياء - إلى أسماء من يعتقدون فيهم الصلاح والخير والعلم كما هو الحال معك عند ذكرك لاقطاب الصوفية وغلاتهم ,الدرقاوي وابن عجيبة ومن كان على شاكلتهم , والعجب أن معظمهم ممن بنيت على قبورهم ضرائح , وقد يكونون من العلماء والصالحين وقد لا يكونون , ومن لم يفعل ذلك نظر إليه باعتباره لا يقيم حرمة للأولياء , ولا يسلم لهم , والصالحون لا يضيرهم غلو الناس فيهم إذا أدوا الأمانة , ونصحوا لله ولرسوله , والذي ينبغي أنّ ترك هذا لا بد منه , حتى وإن كنّا نعتقد أن هذه (السيادة) قد غدت جزءا من أعلام هؤلاء , بحيث لو حذفت ما عرف الشخص الذي تريده , ربما تنوسيت وصيفتها , ذلك أن هذا التسييد ذريعة إلى الغلو في الناس , واعتبارهم من رجال البلاد , لهم فيها تصرف , وقد حسم مادة هذا الأمر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال له بعض الوفود أنت سيدنا , فرد بقوله:" السيد الله " , مع أنه قال هو نفسه صلى الله عليه وسلم:" أنا سيّد آدم , ولا فخر " , فلما ألحّوا , قال:" قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان " , وهو بمعناه في سنن أبي داود.
أما الاستدلال على المشروعية بالحديث الذي رواه أبو داود عن أبي سعيد مرفوعاً " قوموا إلى سيدكم " , وقد خاطب به النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الأنصار عندما قدم عليهم سعد بن معاذ , فقد عارضه النهي في حق خير البشر الذي هو سيد ولد آدم فكيف بغيره؟ , ولا حجة فيه على مشروعية القيام للقادم , لأن الرواية قوموا إلى سيدكم , وهي تختلف عن قوموا لسيدكم في المعنى , والذي يحسم النزاع الزيادة التي صحت وهي قوله صلى الله عليه وسلم: فأنزلوه , فإنها تدل على أن القيام كان لإنزاله من على دابته لما به من المرض , وما قال به بعضهم من التفريق بين القيام الجائز وهو قيام الإكرام , والقيام الممنوع وهو قيام الإعظام , فمما لا تبنى عليه في الظاهر الأحكام , وإن كان قد ينفع في الباطن , هذا هو الأصل , وقد يشرع القيام لغرض. والله أعلم.