تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التسامح الديني الذي عرفته الأندلس.]

ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[05 - 04 - 08, 10:40 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

.لا يستطيع أحد أن ينكر جو التسامح الديني الذي عرفته الأندلس، وقد استفاد اليهود جيدا من هذا الوضع حتى أن مؤرخيهم المعاصرين يسمون فترة عيشهم بالأندلس في كنف الدولة الإسلامية بالعصر الذهبي، حيث أصبح منهم الوزراء والشعراء والأدباء. ويقول كاتب يهودي معاصر أوري أفنيري/ ترجمة سيف محمد. لقد تمتع يهود أسبانيا، تحت حكم المسلمين، بازدهار لم يسبق له مثيل في حياة اليهود حتى أيامنا هذه تقريباً. شعراء مثل يهودا هليفي كانوا يكتبون باللغة العربية، كذلك الحاخام موشيه بن ميمون (الرمبام).أصبح اليهود في الأندلس المسلمة وزراء، وشعراء وعلماء وأصحاب مال. وكان في طلطيلية المسلمة مسلمون، يهود ومسيحيون يعملون معاً على ترجمة كتب الفلسفة والعلوم اليونانية القديمة. لقد كان ذلك "عصر ذهبي" بالفعل ( .. .وكانت مدينة غرناطة مثالا واضحا لذلك. ويقول المستشرق رينهرت دوزي (لم يحدث قط أن بلغ التسامح إلى الدرجة التي يوكل فيها منصب الحجابة إلى أحد اليهود، فإن صح ذلك لا يصح إلا في غرناطة التي كانت زاخرة باليهود.

وقامت في قرطبة مدرسة للدراسات العبرية وتوسعت حتى أصبحت دار الإفتاء للشريعة اليهودية، وأصبحت بديلا لمدرستي العراق (صور وبمباثا) اللتين كانتا تصدران الإفتاء لليهود.وكان "صامويل هاليفي" المعروف بـ"اسماعيل ابن النغديلة أو النغريلة" وزير باديس ابن حبوس حاكم غرناطة يبعث بالكتب العبرية -التي تنسخ في الأندلس- إلى يهود إفريقية وصقلية وبيت المقدس وبغداد وغيرها.ويقول آنخل بالنثيا (كانت إسبانيا خلال العصور الوسطى مركز الدراسات العبرية، وقد نبعت ثقافة يهود إسبانيا من موارد الثقافة الإسلامية بصورة مباشرة. لكن هذا التسامح الإسلامي كان يقابل بجحود ومكر يهودي، ويقول أبوحيان الأندلسي الغرناطي [654هـ/754هـ].وهو يشرح معنى " اللي " باللسان الواردة في القرآن الكريم مشيرا إلى يهود الأندلس (وقد شاهدناهم وشاهدنا يهود ديار مصر على هذه الطريقة وكأنهم يُربون أولادهم الصغار على ذلك،ويُحَفظونهم ما يخاطبون به المسلمين مما ظاهره التَّوقير ويريدون به التحقير).وكان ابن عبدون-القرن الخامس الهجري- يحذر المسلمين قائلا (يجب ألا يباع من اليهود ولا من النصارى كتاب علم إلا ما كان من شريعتهم، فإنهم يترجمون كتب العلوم وينسبونها إلى أهلهم وأساقفتهم وهي من تواليف المسلمين). ولم يكن وصف أبي حيان لهم أو تحذير ابن عبدون منهم تحاملا بل هو صحيح أكدته الأيام في وقتنا الحاضر، حيث يحاول اليهود اليوم الادعاء بأن الأندلس كانت دولة إسلامية لكن حضارتها كانت يهودية، وهذا د/ محمود علي مكي –وهو من اكبر الدارسين للحضارة العربية بالأندلس- يقول مبررا اشتراكه في احتفالات الأندلس 1992 بإسبانيا (إننا في الوطن العربي كثيرا ما ندير ظهورنا للأشياء، وهذا ليس في صالحنا لأننا حين نترك هذا الميدان فإننا نتركه للآخرين يعبثون بالتاريخ كما يريدون ويفعلون ما يشاءون ولنتذكر أن تاريخ 1492م إذا كان هو تاريخ سقوط غرناطة في أيدي العاهلين الكاثولكيين فإنه أيضا هو التاريخ الذي صدرت فيه مراسيم طرد اليهود. فإذا نظرنا إلى ما يفعله الجانب اليهودي فإنه يحاول أن يستغل هذه المناسبة لكي يرسخ هذه الفكرة التي يدعون إليها الآن وهي أن إسبانيا وحضارة اسبانيا في العصور الوسطى لا تعود إلى المسلمين بقدر ما تعود إلى اليهود.

كما يقول خليل حسن صدقة بأن اليهود بما جبلوا عليه من تزوير يحاولون (أن يسندوا كل عمل وكل أثر حضاري عربي إسلامي إلى تأثيرهم كيهود ... إننا ما لم نبادر بتحرك سريع للحيلولة دون تزوير التاريخ العربي الإسلامي والإسباني المشترك فإننا سنكتشف بعد فوات الأوان أن هذا التاريخ في إسبانيا خلال تلك الفترة قد لحقه التزوير والتحريف.

ـ[أبو سعد]ــــــــ[06 - 04 - 08, 12:00 ص]ـ

موضوع جميل و نقل أروع ...

لكن ليتك تتحفنا بالمرجع، حتى نستفيد من قرأته كاملاً؟

ـ[صخر]ــــــــ[06 - 04 - 08, 12:11 ص]ـ

يقول هذا اليهودي في سياق رده على بابا الفاتيكان

في عام 1099، غزا الصليبيون القدس وأعملوا في سكانها المسلمين واليهود قتلاً وذبحاً بدون تمييز، وذلك باسم السيد المسيح المتسامح الرقيق الجانب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير