يكون لغيره وهكذا كان حال هذا الإمام فإنه بعد موته عرف الناس مقداره واتفقت الألسن بالثناء عليه إلا من لا بعتد به وطارت مصنفاته واشتهرت مقالاته.
يقول:الإمام أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد بن سعيد قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر الحلاق الدمشقي القاسمي الشافعي الحسيني: {1332:ت}:
إني و لله الحمد، نشأت على حب مؤلفات شيخ الإسلام و الحرص عليها و الدعوة إليها، و أعتقد أن كل من لم يطالع فيها لم يشم رائحة العلم الصحيح و لا ذاق لذة فهم العقل و هم يعلمون ما ندعو إليه .. ) جمال الدين القاسمي ص: 596 بقلم ظافر القاسمي.
وقال:أيضاً عليه الرحمة في تفسير ه عن شيخ الإسلام:
وأقول. إن كل من رمى مثل هذا الإمام بالتجسيم فقد افترى وما درى، إلا أن عذره أنه لم ينقب عن غرر كلامه، في فتاويه التي أوضح فيها الحق وأنار بها مذهب السلف قاطبة.
يقول المحدث العلاّمة: محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منْلا بن علي خليفة القلموني الطرابلسي البغدادي الحسيني المصري القاهري: {1354:ت}:
وكان أقواهم
حجةً: شيخا الإسلام ابن تيمية و ابن القيم.
فأنا أشهد على نفسي أنني لم يطمئن قلبي لمذهب السلف إلا بقراءة كتبهما.
وقال أيضاً ـ عليه الرحمة ـ معلقا على رسالة - شرح حديث عمران بن حصين - لابن تيمية: (هذه الرسالة من أنفس ما كتبه شيخ الإسلام و أنفعه في التأليف بين أهل القبلة الذين فرق الشيطان بينهم بأهواء البدع، وعصبيات المذاهب، على كونه أقوى أنصار السنة برهانا، وأبلغ المفندين للبدع قلما ولسانا ... ) ((انظر كتاب مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية 5/ 385، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1403هـ))
وقال أيضاً: –عليه الرحمة - في تعليق آخر له على رسالة - في كلام الله تعالى - لابن تيمية: (ومن الغريب أن هذه المسائل كان يكتبها شيخ الإسلام قدس الله روحه أو يمليها من غير مراجعة كتاب من الكتب، وهي من الآيات البينات، والبراهين الواضحات على أن هذا الرجل من أكبر آيات الله في خلقه، أيد بها كتابه الذي قال فيه إنه (يهدي للتي هي أقوم) وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح من فهمها والاعتصام بها، ويُعلم من كل فتوى منها - بله جملتها ومجموعها - أنه رحمه الله تعالى قد جمع من العلوم النقلية والعقيلة، الشرعية والتاريخية والفلسفية، ومن الاحاطة بمذاهب الملل والنحل، وآراء المذاهب ومقالات الفرق: حفظا وفهما مالا نعلم مثله عن أحد من علماء الأرض قبله ولا بعده.
وأغرب من حفظه لها: استحضاره إياها عند التكلم والإملاء أو الكتابة.
وأعظم من ذلك: ما آتاه الله من قوة الحكم في إبطال الباطل وإحقاق الحق في كل منها بالبراهين النقلية والعقلية، ونصر مذهب السلف في فهم الكتاب والسنة على كل من خالفه من مذاهب المتكلمين والفلاسفة وغيرهم {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}) أهـ
((انظر كتاب مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية 3/ 513، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1403هـ))
وقال أيضاً ـ عليه الرحمة ـ: في معرض حديثه عن الأحمدين:
نحن لا ننكر أن ابن حجر الهيتمي طعن في ابن تيمية، وما هو من طبقته في
علم من العلوم: لا علوم الحديث ولا التفسير ولا الأصول والكلام ولا الفقه أيضًا،
فابن حجر هذا فقيه شافعي مقلد لمذهب الشافعي غاية شأوه بيان ما قاله مَن قَبله في
المذهب، وبيان الراجح من المرجوح والصحيح وغيره، وأما ابن تيمية فمن أكبر
حفاظ السنة، ومع كون طبقته في فقه الحنابلة أعلى من طبقة ابن حجر في فقه
الشافعية فهو حافظ لفقه الأئمة، ومن أهل الترجيح بينها، بل هو مجتهد مطلق كما
اعترف له أهل الإنصاف من علماء عصره ومن بعدهم، وإن أنكر عليه بعضهم
بعض المسائل المخالفة لمذاهبهم، وما من إمام مجتهد إلا وقد أنكر عليه المخالفون
بعض أقواله وهم خير ممن يقلدونه ويعدونه كالمعصومين في عدم مخالفته في شيء
مما ثبت عنه.
وقال أيضاً عليه الرحمة:
ولا نعرف في كتب علماء السنة أنفع في الجمع بين النقل والعقل من كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى، وإنني أقول عن نفسي:
إنني لم يطمئن قلبي بمذهب السلف تفصيلاً إلا بممارسة هذه الكتب
¥