تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و كانو ا مولعين بالفلسفة جدا حتى قيل إن النسخ الموجودة بالعربية و جميع التاليف العربية التي ألفها المغربيون ترجمت إلى العبرانية, ... و كانوا بالخصوص أطباء نطاسيين. و كان كبار أطبائهم يقلدون المغربيين في التضلع من جميع الفنون الثقافية. فموسى بن ميمون المشهور في أنحاء الممالك النصرانية و حتى في التاريخ الحديث باسم ميمونيد كان أعظم مثل لهم في ميدان العلم. و هو من أهل قرطبة تلقى علومه في جامعتها و كانيحترف الطب, و لكنه ملن أيضا أستاذا في العلوم و الفلسفة. و ما بلغ الثلاثين حتى صار عالما مبجلا من الطبقة الاولى. ثم هاجر أهل بيته إلى القاهرة و فيها صار طبيب السلطان الخاص. و كان ماهرل في الفلسفة و علم العقائد اليهودية كليهما فحاول ان يوفق بين الدين اليهودي و بين المعقول. و كان ابن عزرا هو الذي يليه من علماء اليهود في الأدب و الفلك و الطب. و الحقيقة أن نكبة اليهود إذ سلبهم النصارى الإسبانيون الفرصة الذهبية التي منحهم إياها المغربيون كانت أدهى و أمر من العذاب المهين الذي كان يصب على رؤوسهم. و لولا ذلك لاختفى تعصب الربيين و جمودهم تحت تأتير أولئك الفلاسفة اليهود الموريين, و لوصل شعبهم إلى أسعد حال.

و كون اليهود لا وطن لهم جعلهم مفيدين في نقل الثقافة الجديدة إلى ماوراء حدود مملكة الأندلس, لأن المغربيين أنفسهم كانوا قليلا ما يزورون أقطار الممالك النصرانية المتوحشة. أما اليهود فكان لهم إخوان في الدين في سائر أقطار أوربا تربطهم معهم علاقات تجارية و غيرها, فبهذا السبب نقلوا مدنية المغربيين إلى تلك الأقطار. و ما كادت مناصب الحكومة تؤسس في إسبانيا و البرتغال حتى تبوأ اليهود المقام الاعلى فيها ..

.

.

.

و اليهود هم الذين نقلوا ثقافة المغربيين إلى ماوراء حدود جبال بيرنيه (بيرنيس) و عبروا بها البحر إلى إيطاليا و كانت مدنية المغربيين الزاهية وتسامحهم مشهورين في باريس في القرن الثاني عشر.

...

.

.

.

و حتى حين داس الإسبانيون مدنية المغربيين و عفروها بالتراب, كما فعل أسلافهم الفنداليون و القوط بمدنية الروم, و حتى حين نفي اليهود و تشتتوا في البلاد بسبب نكبة المحنة (محاكم التفتيش) التي كانت غاية في القسوة الوحشية حمل اليهود معهم مدنية المحمديين إلى كل مكان. و خلت البلاد الغسبانية كليا من الأطباء بعد ما أجلي اليهود منها. و ذهبوا غلى بلدان اخرى فعمروها و أفادوها بطبهم بدلا من إسبانيا. و كان خلق منهم وصلوا قبل ذلك غلى جنوب فرنسة حيث أنشأت أوليات المدارس الطبية النصرانية. و في شمال إيطالية حيث نراهم قد عملوا بجد و نشاط في أول تاريخ البندقية و جنوة و فلورانسة و الدول الجديدة. و لقد جزتهم الممالك النصرانية جزاء سنمار فأهانتهم و أساءت معاملتهم مع انهم هم الذين علموها وحي الإنسانية الذي أنقذها من ابهاوية التي أرداها فيها دينهم الذي يزعمون أنه أعلى الأديان."

ص 95 - 99

http://www.muslm.net/vb/images/misc/progress.gif

ـ[عبدالله الدشتي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 02:32 م]ـ

لو وجد الكتاب يكون جميل ولك الاجر

ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:30 ص]ـ

إن تيسر لي بعض الوفت فسأعمل على رفعه على الوورد كاملا بإذن الله.

أسأل الله أن ييسر لنا ذلك.

ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[12 - 05 - 08, 07:08 ص]ـ

أين الكتاب فنحن بحاجة له ماسة

بارك الله في مجهودك

ـ[هشام زليم]ــــــــ[23 - 05 - 08, 03:20 ص]ـ

يقول جوزيف ماك كيب في كتابه "مدنية المسلمين بإسبانيا"

"تقدم الصليبيون و هم مزيج من كل جنس إلى قرطبة و إشبيلية في القرن الثالث عشر, ومن ذلك العهد أخذت قرطبة التي كانت في علياء المجد تتقلص و تتضاءل حتى صارت قرطبة القرن التاسع عشر قرية حقيرة. و دمر هؤلاء تقريبا كا أية و إن دقّت من أيات المغربيين و ذكريات فنونهم, حتى سووا كل ذلك بالتراب. نعم بقيت هناك منارة صغيرة و لكنها فخيمة, تسمى جيرالدا لتخبر العالم ماذا خسر هناك. و عمد أولئك الهمج إلى الألات العلمية فحطموها و جعلوها رميما. لأنهم كما قال سكوت " كانوا يعتقدون اعتقادا جازما أن تلك الألات خطرة و يظنون أنها ألات جهنمية لأعمال السحر و استخدام العفاريت". و أخرجوا الكتب و كانت لا تحصى كثرة و جعلوها أكواما في الأزقة و أوقدوا فيها النيران. و أسلمت القصور المشيدة الجميلة و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير