تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المسلمون لم يسنوا مصارعة الثيران و هل يناطح الثور إلا ثور مثله و المسلمون ليسو ثيرانا]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[27 - 04 - 08, 04:17 م]ـ

سقطت دولة الإسلام في الأندلس و أجبر المسلمون على التنصر بل و أجبروا بعدها على مغادرة الأندلس كلية و ترك الجمل و ما حمل بأرض هم أولى بها من عباد الصليب و الأجراس و الصور.

لكن لم تنتهي المحنة هنا , فقد أبى النصارى إلا أن يشوهوا فترة سيادة المسلمين عليهم و يصفوهم بأبشع الأوصاف و يلصقوا بهم أرذل التصرفات و العادات.

و من هذه الإفتراءات ادعاء الإسبان أن مصارعة الثيران قد ورثوها عن المسلمين.

و هذا افتراء يضحك الثكالى و يبين مدى استعداد أعداء الإسلام لتشويه صورة المسلمين النقية البهية الطاهرة و لو بالخرافات. و قد أجاد الإمام الشيخ أبوشكيب تقي الدين الهلالي رحمه الله في رده على هذه الفرية بأسلوبه الماتع الناجع. فقال في مقدمة ترجمته لكتاب (مدنية المسلمين في إسبانيا) ص 8:

"فكان حقهم أن يشكروا أساتذتهم العرب و المغاربة و أن يتأسفوا على ماجنته أيدي المجرمين منهم على تلك الحضارة الزاهرة في زمان محاكم المحنة و التفتيش و بعده و سترى من ذلك شواهد في هذا الكتاب, لا أنهم يجزونهم جزاء سنمارو يكتمون فضلهم و يحاولون أن يلصقوا بهم رذائلهم كمصارعة الثيران و غيرها من العادات الهمجية و الأخلاق السافلة, فإنهم لم يستحوا أن ينسبوا إلى العر ب و المغاربة جميع ما عندهم من الرذائل حتى أنهم نسبوا إليهم أنهم سنوا سنة مصارعة الثيران الوحشية التي اختصت بها إسبانيا في هذا الزمان سبحانك هذا بهتلن عظيم. فمتى حدّثنا التاريخ أن أحدا من العرب و المغاربة سواء أفي زمان الدولة الأموية الأندلسية أم في زمان دول الطوائف أم في زمان دولة غرناطة النصرية, متى حدّثنا التاريخ أن أحدا عقد احتفالا لمناطحة الثيران و مصارعتهم و هل يناطح الثور إلا ثور مثله و العرب و المغاربة لم يكونوا ثيرانا بل إنما كانوا رجال علم و حكمة و منشئ نور و حضارة و أخلاق."

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير