تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد فسر الكاتب أنّ سعدًا الكنانية المقصودة هي سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وهذا مالم أذكره أنا أو أشير إليه، وإنما ذكرت بأنّ سعدًا المذكورة هي حسب الوثيقة المنشورة في مقالي السابق والمؤرخة سنة 1005هـ، وهم بنو سعد بن [جد بني سعد] بن حجاج بن مسعود بن أكوع بن عتيب [جد قبيلة عتيب] بن كعب بن هوازم بن صالح بن شباب [جد شبابة]، ومن هنا فإنّ سعدًا التي وصفها الهمداني بقوله (سعد كنانة) هي سعد التي تقدم ذكرها والتي تقيم في جنوب الطائف، حيث يقول الهمداني (ت نحو 344هـ): " ... ثم سراة بجيلة، وغورها بنو سعد من كنانة، ثم سراة بني شبابة وعدوان" (4).

فنرى أنّ الهمداني لم يقل بأنها سعد بن ليث بن بكر ... إلخ، وإنما اكتفى بقوله (سعد كنانة) فعلام استند الباحث في قوله بأنها سعد بن ليث الكنانية؟!!

ثم إن هناك نصًّا لابن سعيد (ت685هـ) نقله عن البيهقي ذكر فيه وبكل وضوح أن وادي المعدن وهو من بلاد عتيبة حيث يقول:" قال البيهقي ومن منازل كنانة في طريق الطائف معدن البُرم التي تُحمل إلى الآفاق، وفي طريق العراق وادي نخلة: وفيه قرى ومزارع، بينه وبين عرفات مرحلة .. " (5).

أفلا يؤكد هذا النص وغيره من نصوص أن بني سعد التي ذكرها الفاسي هي سعد كنانة وأن شبابة هي شبابة كنانة التي ذكرها البلاذري والأزهري في جنوب الطائف وهي بنو سعد من عتيبة من شبابة كنانة!

لذا فلا خلاف بين قبيلة بني شبابة بن مالك بن كنانة، التي تحل جنوب الطائف وبين بني سعد كنانة التي تحل أيضًا جنوب الطائف؛ لأنّ سعدًا هذه هي بنو سعد بن حجاج ... إلخ النسب المتقدم ذكره والمنحدر من شباب جد شبابة، فبهذا نعلم أنّ قول الفاسي إنّ سراة شبابة هي سراة بني سعد هو أنّ بني سعد ورثوا ديار آبائهم الشبابيين، وأنّ اسم سعد في السراة حل محل اسم شبابة القديم والمشهور في كتب البلدانيين. وهذا في نظري ونظر بعض الإخوة هو التحليل المنطقي للنصوص وليس التأويل الذي لا يستند على نصوص المؤرخين.

أمّا قوله بأن اسم شبابة: "ليست مقتصرة على كنانة بل هو في زهران وإياد، فما المانع من وجود اسم شبابة" وقد يكون لقبًا "في بني سعد بن بكر بن هوازن"؟!

أقول: إنّ الكاتب الكريم لا يقوده البحث عن الحقيقة فيما يبدو، وإلا كيف يحاول أن يهمش نصوص العلماء الدامغة كالبلاذري والهمداني وابن سعيد وغيرهم، ويحاول أن يقحم شبابات قلة ليست مشهورة ولا معروفة في كتب النسابين والبلدانيين وعلماء اللغة وغيرهم، ولم تذكر كذكر شبابة كنانة، ثم إن هناك أسئلة تطرح نفسها وهي كما يلي:

الأول: أنّ الهمداني حدد السراة وذكر موضع كل قبيلة وسراتها؛ ومن ذلك أنه حدد سراة شبابة التي ذكرها البلاذري قبله بأقل من نصف قرن فقال محددًا سراتها بين سراة ثقيف وسراة بجيلة كما تقدم فقال: "ثم سراة بجيلة، وغورها بنو سعد من كنانة، ثم سراة بني شبابة وعدوان .. ".

وبهذا نعلم أنه يستحيل أن تكون السراة المقصودة في نص الهمداني هي سراة زهران من الأزد لأنها تأتي بعد سراة بجيلة [بني مالك]!

الثاني: هل يستطيع الباحث أن يذكر نصًّا واحدًا ذكر شبابة الأزد في جنوب الطائف؟!!

الثالث: هل يستطيع الباحث أن يبين لنا من المصادر التاريخية القديمة أو كتب البلدانيين أن شبابة إياد يوجد فيها بطن يعرف ببني سعد؟!! وحتى شبابة زهران الأخرى فهل يوجد فيها بطنٌ يعرف ببني سعد؟!

أمّا قوله إنّ الاسم قد يكون لقبًا في بني سعد؛ فقديمًا قيل: "لا اجتهاد مع النص" فقد عدّت الوثيقة وهي حجة على من لم يعلم بأنّ شبابًا اسم رجل وهو جد قبيلة عتيبة والنسبة إلى شباب شبابي.

ثم كيف يضع الأخ الكريم لبني سعد بن بكر بن هوازن ديارًا في جنوب الطائف؟! ومن هو الذي ذكر ديارهم في هذا المكان من المتقدمين؟! حتى يحق له أن يأوّل نص الفاسي كما يحلو له! مع أنّ هناك نصوصًا مهمة تذكر أنّ بني سعد من هوازن في بلاد المدينة وأنها انتقلت من بلادها شرق مكة المكرمة سنأتي على ذكرها.

5 - ذكر الباحث أنه:" لو كانت عتيبة من شبابة كنانة فكيف تنقطع صلتها بفروع كنانة الأخرى كالجحادلة وبني شعبة جنوبي مكة، وهي الديار الأصيلة [الأصلية] لكنانة ولم يُسمع قط بأدنى صلة بينهما لا في قديم الزمن ولا في حديثه، ولا حتى من فرد واحد أو عتيبي واحد رغم قرب المكان".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير