تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• أوضح الهمداني من يسكن السروات من قبائل العرب، وذكر سراة كل قبيلة ومنها سراة الأزد وسراة بجيلة وسراة شبابة وعدوان ..

وبهذا نلحظ أنّ الهمداني حدّد بلاد القبائل في السراة وأنّ سراة شبابة تقع بين سراة الطائف وسراة بجيلة [بني مالك]، وهذا يعني قربها من الطائف مما يؤكد أنها المعنية في كلام البلاذري.

وإذا كانت قبيلة بني المعترف التي نسبها إلى تميم أو عُكل لا تعرف اليوم فلا يعني أن نلغي بقية القبائل المعروفة إلى اليوم فمثلاً الأزد لا تزال معروفة إلى اليوم وكذلك بجيلة: (بني مالك) وعدوان وثقيف موجودة بمنطقة الطائف، وكذلك سعد كنانة التي ذكرها، وهي بني سعد التي لا تزال في سراة شبابة إلى اليوم وهي بني سعد من عتيبة، وإذا قلنا إنها نزحت أو ارتحلت فعلينا أن نأتي بالدليل، ولا دليل؟!!

أمّا قوله الأخير وهو مع إمكانية تحريف في جملة من كنانة فقد يكون أصلها (بن بكر)؟! فأعتقد أنّ هذا الكلام ينفيه ما تقدم من ذكر للأدلة ناهيك أنّ اسم كنانة لا يمكن أن يصحّف إلى اسم بكر؛ فالاسمان لا يشتركان سوى في حرف واحد وهو الكاف!

ثم كيف للكاتب أن يتجاهل أقوال العلماء أمثال البلاذري والأزهري، والهمداني، والبيهقي الذين نصُّوا على وجود كنانة في جنوب الطائف؟!!

كما أنّ ابن خلدون ذكر أنّ بني سعد بن بكر بن هوازن قد افترقوا في الإسلام ولم يبق لهم حي فيطرق (34).

12 - ذكر الكاتب ما نصه:" أنّ الديار والمواقع، حتى مع تماثل أسماء القبائل قديماً وحديثاً، لا تكون مؤكدة للنسب إذا عارضتها أمور أخرى؛ فوجود شبابة من كنانة وبني سعد من كنانة (إن صحت هذه النسبة القديمة ولا أراها تصح) في جنوب الطائف في زمن الهمداني والبلاذري لا يعني انتساب عتيبة إليهم؛ فالعربي مهما جهل من أسماء أجداده واتصال نسبه فهو قطعًا لا يجهل أصله الذي هو منه؛ فالعتبان وهم عشرات الألوف، وعلى مدى قرون من الزمن (35) لم يُذكر عن أحد منهم معرفته بكنانة التي لا يجهلها الجحادلة وبنو شعبة المنتمون إليها اليوم رغم بُعد الزمن، وكذا معرفة عتيبة بانتمائها إلى سعد هوازن كما في مشجرة الدُّخنة (36)؛ وقد قرأت في الأنساب نسبة التميمي في فلسطين إلى أصلين مختلفين أحدهما تميم بن أوس الداري اللخمي من قحطان، والثانية تميم بن مر القبيلة المضرية المعروفة؛ فهاتان نسبتان مختلفتان مع أنّ البلد واحد والاسم واحد والعصر واحد، بينما شبابة كنانة قديمة، وبينها وبين ظهور عتيبة قرون متطاولة، وفي هذه القرون تنقرض قبائل وتتشكل قبائل وتظهر مسميات جديدة؛ وشبابة كنانة -كما تقدم- ليست من نسل سعد كنانة، ولم يُذكر أن في نسل سعد بن ليث بن بكر بن عبدمناة بن كنانة من اسمه شبابة.

أقول معلقاً على هذا الكلام:

• الروايات المستفيضة في أمر نسب ما ليست حجة فقد تكون هذه الروايات مبنية على استفاضة متأخرة، ولا أريد أن أطيل في هذا الأمر، وأظنه أمرًا معلومًا للباحثين، أمّا قوله بأنّ العتبان وهم عشرات الألوف .. إلخ فليس في الكثرة دليل يصح؛ لأنّ النسب الذي يتحدثون عنه نسب قديم بيننا وبينه أربعة عشر قرنًا وأبناء عتيبة متأخرون عنه، ولم يعاصروا جدهم عتيب، والحق يثبت بالبينة والدليل وما يدعيه بعض أبناء عتيبة اليوم من أنهم من هوازن هو استفاضة متأخرة لا ترتكز على دليل يسلسل نسبهم إلى هوازن، وقد قال الله سبحانه وتعالى وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (سورة الأنعام، الآية [116].

• ذكر (العتبان) في رحلة موريس تاميزييه إلى الحجاز سنة 1249هـ، أنهم ينحدرون من قريش، وقريش كما هو معروف رأس كنانة، وهذه الرواية هي أقدم رواية ترويها عتيبة حول نسبها ولا يهمنا من دونها سواء كان أجنبيًّا أو عربيًّا؛ لأنّ المعلومة ليست من كلام المؤرخ أو الرحالة (37). وقد ظن بعض العامة أن المقصود بهذا القول هم (قريش الوهط؟!) المحالفين للقثمة من عيال منصور من عتيبة والصواب أن قريش الوهط لم يحالفوا القثمة إلا على أثر الحرب التي وقعت بينهم وبين العصمة من عتيبة بعد سنة 1280هـ لأنّ وثيقة الصلح بين الطرفين كتبت سنة 1284هـ؟! ثم إن الرحالة قال: (ويدعي هؤلاء البدو) وهو يتحدث عن عتيبة، بل كأنهم الثبتة أهل السيل جماعة الشيخ عون بن هليّل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير