تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: و حدثنى أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فسأل عنه، قلت: و حدثنى عروة بن الزبير، فسأل عنه، فقلت: و حدثنى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فسأل عنه، ثم حدثته بالحديث فى أمهات الأولاد عن عمر بن الخطاب .. قال: فالتفت إلى قبيصة بن ذؤيب. فقال: يكتب به فى الآفاق.

قال: فقلت: لا أجده أخلى منه الساعة، و لعلى لا أدخل عليه بعد هذه المرة، فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمى، و أن يفرض لى فرائض أهل بيتى، فإنى رجل مقطع لا ديوان لى فعل، فقال: إيها الآن! امض لشأنك. قال: فخرجت و الله مؤيساً من كل شئ خرجت له، و أنا و الله حينئذ مقل مرمل، فجلست حتى خرج قبيصة فأقبل على لائماً لى، فقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمرى ألا استشرتنى؟ قلت: ظننت و الله أن لا أعود إليه بعد ذلك المقام، قال: و لم ظننت ذاك؟ تعود إليه، فالحق بى، أو قال: إيتنى فى المنزل. قال فمشيت خلف دابته و الناس يكلمونه حتى دخل منزله، فقل ما لبث حتى خرج إلى خادم برقعة فيها: هذه مائة دينار قد أمرت لك بها، و بغلة تركبها، و غلام يكون معك يخدمك، و عشرة أثواب كسوة، قال: فقلت للرسول: ممن أطلب هذا؟ فقال: ألا ترى فى الرقعة اسم الذى أمرك أن تأتيه؟ قال فنظرت فى طرف الرقعة، فإذا فيها: تأتى فلاناً فتأخذ منه ذلك، قال: فسألت عنه، فقيل: ها هو ذا، هو قهرمانُهُ، فأتيته بالرقعة، فقال: نعم، فأمر لى بذلك من ساعته، فانصرفت وقد ريشنى و جبرنى، قال: فغدوت إليه من الغد، و أنا على بغلته و سرجها، فسرت إلى جانبه، فقال احضر باب أمير المؤمنين حتى أوصلك إليه قال: فحضرت للوقت الذى وعدنى له فأوصلنى إليه، و قال: إياك أن تكلمه بشىء حتى يبتدئك، و أنا أكفيك أمره. قال: فسلمت عليه بالخلافة فأومأ إلى أن اجلس، فلما جلست ابتدأ عبد الملك الكلام، فجعل يسألنى عن أنساب قريش، و هو كان أعلم بها منى، قال: و جعلت أتمنى أن يقطع ذلك لتقدمه على فى العلم بالنسب، قال: ثم قال لى: فرضت لك فرائض أهل بيتك، ثم التفت إلى قبيصة فأمره أن يثبت ذلك فى الديوان، ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك، أمع أمير المؤمنين ها هنا؟ أم تأخذه ببلدك، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، أنا معك، فإذا أخذت الديوان أنت و أهل بيتك أخذته، قال: فأمر بإثباتى، و بنسخة كتابى أن يوقع بالمدينة، فإذا خرج الديوان لأهل المدينة قبض عبد الملك بن مروان و أهل بيته ديوانهم بالشام.

قال الزهرى: ففعلت أنا مثل ذلك، و ربما أخذته بالمدينة، لا أصد عنه. قال: ثم خرج قبيصة بعد ذلك، فقال: إن أمير المؤمنين قد أمر أن تثبت فى صحابته، و أن يجرى عليك رزق الصحابة، و أن ترفع فريضتك إلى أرفع منها فالزم باب أمير المؤمنين، قال: و كان على عرض الصحابة رجل فظ غليظ يعرض عرضاً شديداً، قال: فتخلفت يوماً أو يومين فجبهنى جبهاً شديداً، فلم أعد لذلك التخلف، و كرهت أن أقول لقبيصة شيئاً فى أول ذلك، و لزمت عسكر عبد الملك، و كنت أدخل عليه كثيراً، قال: و جعل عبد الملك فيما يسألنى يقول: من لقيت؟ فجعلت أسمى له، و أخبره بما لقيت من قريش،لا أعدوهم، فقال عبد الملك: فأين أنت عن الأنصار؟ فإنك واجد عندهم علماً، أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد بن ثابت؟ أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية؟ قال فسمى رجالاً منهم، قال: فقدمت المدينة فسألتهم و سمعت منهم، يعنى الأنصار، وجدت عندهم علماً كثيرا ً، قال: و توفى عبد الملك بن مروان، فلزمت الوليد بن عبد الملك حتى توفى، ثم سليمان بن عبد الملك، و عمر بن عبد العزيز، و يزيد بن عبد الملك ? فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهرى، و سليمان بن حبيب المحاربى جميعا ً? قال: ثم لزمت هشام بن عبد الملك. قال: و حج هشام سنة ست و مائة، و حج معه الزهرى، فصيره هشام مع ولده يعلمهم و يفقههم و يحدثهم و يحج معهم، فلم يفارقهم حتى مات بالمدينة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير