أخبرنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن معمر قال: أول ما عرف الزهرى أنه كان فى مجلس عبد الملك بن مروان، فسألهم عبد الملك، فقال: من منكم يعلم ما صنعت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين؟ قال: فلم يكن عند أحد منهم من ذلك علم، فقال الزهرى: بلغنى أنه لم يقلب منها يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط، قال: فعرف من يومئذٍ.
و قال الذهبى فى السير [7]:
قال ابن وهب: حدثنى يعقوب بن عبد الرحمن، قال:رأيته رجلاً قصيراً، قليل اللحية، له شعيرات طوال، خفيف العارضين. يعنى: الزهرى.
معن بن عيسى.عن ابن أخى الزهرى، قال: جمع عمى القرآن فى ثمانين ليلة.
الحميدى عن سفيان: قال: رأيت الزهرى أحمر الرأس و اللحية، فى حمرتها انكفاء، كأنه يجعل فيها كتما، و كان رجلاً أعيمش .. و له جمة، قدم علينا ثلاث و عشرين و مائة فأقام إلى هلال المحرم سنة أربع، و أنا يومئذ ابن ستة عشرة سنة.
معمر عن الزهرى، قال: مست ركبتى ركبة سعيد بن المسيب ثمانى سنين.
الزبير فى النسب له: حدثنى محمد بن حسن، عن مالك، عن ابن شهاب، قال: كنت أخدم عبيد الله بن عبد الله، حتى إن كنت أستقى له الماء المالح، و كان يقول لجاريته: من بالباب؟ فتقول: غلامك الأعمش.
ابن أبى الزناد، عن أبيه، قال: كنا نكتب الحلال و الحرام، و كان ابن شهاب يكتب كل ما سمع. فلما احتيج إليه. علمت أنه أعلم الناس، و بصر عينى به، و معه ألواح أو صحف، يكتب فيها الحديث، و هو يتعلم يومئذ. و عن أبى الزناد. قال: كنت أطوف أنا و الزهرى، و معه الألواح و الصحف، فكنا نضحك به.
ابن وهب، عن الليث: كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبى شيئاً قط فنسيته، و كان يكره أكل التفاح، و سؤر الفأر، و كان يشرب العسل، و يقول: إنه يذكر، ولفائد بن أقرم يمدح الزهرى:
ذر ذا وأثن على الكريم محمد
و اذكر فواضله على الأصحاب
و إذا يقال: من الجواد بماله؟
قيل: الجواد محمد بن شهاب
[1] تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر 9/ 445
[2] سير أعلام النبلاء 5/ 326
[3] تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني 1/ 432
[4] تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني 8/ 154
[5] الجرح و التعديل لابن أبى حاتم 8/ 71
[6] الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد 4/ 102
[7] سير أعلام النبلاء 5/ 332