تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هذا ما فهمناه وكان مخالف للحقيقة .. !!]

ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:16 ص]ـ

الفتوى رقم (17021)

س: جاء محاضر إلى مدرستنا، وكانت المحاضرة عن كرامات الأولياء والصالحين، وقال في محاضرته: كان عمر بن الخطاب يخطب على المنبر، فنادى السارية التي أرسلها للحرب، فقال: (يا سارية الجبل) فسمعت السارية كلامه فانزاحت إلى الجبل. علما بأن

بينهما مسافة بعيدة، هل هذه الرواية صحيحة أم خطأ، وهل هي من الكرامات؟

ج: هذا الأثر صحيح عن عمر رضي الله عنه، ولفظه: أن عمر رضي الله عنه، بعث سرية فاستعمل عليهم رجلا يدعى سارية، قال: فبينا عمر يخطب الناس يوما قال: فجعل يصيح وهو على المنبر: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل، قال فقدم رسول الجيش، فسأله فقال: يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمنا، فإذا بصائح يصيح: يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله. رواه أحمد في (فضائل الصحابة)، وأبو نعيم في (دلائل النبوة) والضياء في (المنتقى من مسموعاته) وابن عساكر في (تاريخه) والبيهقي في (دلائل النبوة) وابن حجر في (الإصابة) وحسن إسناده، ومن قبله ابن كثير في (تاريخه) قال: إسناد جيد حسن، والهيثمي في (الصواعق المحرقة) حسن إسناده أيضا.

وهذا إلهام من الله سبحانه، وكرامة لعمر رضي الله عنه، وهو المحدث الملهم، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس في الأثر أنه رضي الله عنه كشف له عن الجيش وأنه رآه رأي العين إلى غير ذلك من الروايات الضعيفة التي يتعلق بها غلاة المتصوفة في الكشف، واطلاع المخلوقين على الغيب، وهذا باطل؛ لأن الاطلاع على الغيب من صفات الله سبحانه وتعالى، وما ذكر في السؤال أعلاه من أن عمر

رضي الله عنه نادى السارية التي أرسلها للحرب فسمعت السارية كلامه فانزاحت للجبل، فهذا جهل في معنى الحديث.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير