[رسالة الشيخ أحمد موريسكية الأصل]
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 08, 09:24 م]ـ
رسالة موريسكية إلى العالم: قراءة فى مخطوطتين بمكتبة إسبانيا الوطنية
جمال عبد الرحمن
يتلقى البعض منا بين الحين والآخر رسالة مجهولة المصدر يدعى صاحبها أن اسمه أحمد وأنه خادم الروضة الشريفة وأن النبى صلى الله عليه وسلم جاءه فى المنام وكلفة بإبلاغ رسالة إلى الناس.
تقول الرسالة إن من يكتب منها عدة نسخ ويوزعها على الناس سيصيبه خير عميم فى الدنيا والآخرة، أما من يتجاهلها فستحل عليه المصائب فى المال والولد، بل لن يكون فى عداد المسلمين.
وقد بلغت الرسالة شأنا عظيما لدرجة أن الرئاسة العامة لإدارات الدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية خصصت فصلا كاملا من كتاب للرد عليها ودحض الافتراءات الواردة فيها. وقد لفت نظرى أن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يقول-فى معرض رده على الرسالة-:
"وقد سألت بعض أقارب الشيخ أحمد المنسوبة إليه هذه الفرية عن هذه الوصية فأجابونى بأنها مكذوبة على الشيخ أحمد وأنه لم يقلها أصلا، والشيخ أحمد المذكور قد مات من مدة (1).
سنرى فيما بعد أن الشيخ أحمد الذى يتحدث عنه بن باز لا علاقة له بالشيخ أحمد الذى تتحدث عنه الرسالة، فقد عاش هذا الأخير منذ ما يربو على أربعة قرون.
فى إحدى زياراتى إلى مدريد كنت أعكف على فحص المخطوطات التى خلفها مسلمو الأندلس، وكانت دهشتى كبيرة حين وجدت أمامى نسخة مماثلة لرسالة الشيخ أحمد التى يجرى تداولها بين الناس.
والشئ المؤكد هو أن الرسائل التى يدعى أصحابها أنهم رأوا النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام وأنه كلفهم بإبلاغ وصية إلى الناس، هذه الرسائل ليست قليلة، فهناك رؤيا أحد الصالحين فى تونس (المخطوطة رقم 6061 بمكتبة إسبانيا الوطنية)، ورواية ابن كثير (المخطوطة رقم 5383 بمكتبة إسبانيا الوطنية)، ورؤيا ابن كثير (المخطوطة رقم 3983)، ثم رؤيا الشيخ أحمد فى المخطوطة نفسها.
من بين كل هذه الرسائل تبرز وصية الشيخ أحمد، فهى أكثرها شيوعا، بل إننا فى مصر لا نكاد نعرف سواها. إن مقارنة سريعة بين هذه الرسالة الوصية وبقية الرسائل تفسر لنا السبب: الرسائل الأخرى طويلة مسهبة ولا نكاد نعرف ماذا يريد أصحابها منا على وجه التحديد سوى نقلها من بلد إلى بلد ومن بيت إلى بيت، أما رسالة الشيخ أحمد فهى موجزة وتطلب منا شيئا محددا: أن نصوم ثلاثة أيام وأن نصلى فى المسجد.
نعرض فى السطور التالية وصفا لمخطوطة التى تتضمن الرسالة. تنقسم المخطوطة رقم 4983 المودعة فى مكتبة إسبانيا الوطنية إلى ثمانية أجزاء، كل جزء منها محفوظ فى مظروف مستقل.
1 - المظروف الأول به بعض الآيات القرآنية يعقبها دعاء القنوت وصيغ التشهد والأذان والإقامة.
2 - المظروف الثانى به آيات قرآنية. الخط يشبه الخط الذى كتبت به أوراق المظروف الأول. الورقة الأخيرة (من وجهين) بها دعاء لناسخ المخطوطة (رغم أنه ارتكب عددا هائلا من الأخطاء الإملائية)
3 - المظروف الثالث به صيغة لعمل حجاب. يلاحظ هنا أن الخط سيئ للغاية، وأن الناسخ (وهو دون شك مختلف عن ناسخ الأجزاء السابقة) لا يجيد قواعد الإملاء.
4 - المظروف الرابع يحتوى على نص رؤيا ابن كثير. يقول شخص يدعى ابن كثير إنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام وأنه كلفه بإبلاغ وصية ما إلى الأمة. تقول الرسالة إن المسلمين يجب أن ينقلوا نص الوصية من بلد إلى بلد ولا يجب أن يتجاهلوها. عندما استيقظ ابن كثير وجد الرسالة بين يديه. والحقيقة أن الرسالة شديدة الغموض، إذ لا نتنين ماذا يريد صاحبها سوى أن ننقلها من بلد إلى بلد، وهى تحذرنا أن من لا يفعل ذلك ستحل عليه النكبات. هناك جزء ثان من المظروف الرابع يتضمن آيات قرآنية وفقرات عن فضائل سورة الرحمن.
5 - المظروف الخامس به آيات قرآنية وفصل عن تارك الصلاة وعقوبة شارب الخمر ثم بعض آيات ثم أدعية النبى صلى الله عليه وسلم فى المناسبات المختلفة ثم حديث عن كرامات بعض الصالحين.
6 - المظروف السادس به آيات قرآنية، والخط شبيه بتلك الخطوط التى تكتب بها المخطوطات الموريسكية عادة. هناك جملة بالألخميادية فى إحدى الصفحات.
7 - المظروف السابع يتحدث عن فضائل بعض سور القرآن الكريم، وفى الجزء الأخير منه نجد وصفا لكيفية عمل حجاب لكل غرض.
¥