[حصريا- تفاصيل حرب غرناطة الكبرى للأستاذ المنتصر الكتاني رحمه الله]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:18 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم.
تعتبرمعركة غرناطة الكبرى (1568م-1570) إحدى المعارك الإسلامية الكبرى التي لم تأخذ حقها في كتب التاريخ.
و قد قام الأستاذ المنتصر الكتاني رحمه الله -و هو علم من الأعلام الشامخة التي اهتمت بتاريخ الأندلس خصوصا بعد سقوط غرناطة ردها الله دار إسلام-بتخصيص فصل كامل من كتابه الماتع " انبعاث الإسلام بالأندلس" لمعركة غرناطة الكبرى.
و قد قمت بفضل الله و توفيقه بنقل هذا الفصل.
و تجدر الإشارة أن العناوين ذات اللون الأزرق هي من إنشائي و ليست في الكتاب. و قد استحسنت إضافتها تسهيلا و تبسيطا للقارئ. ما عدا هذه العناوين فكل ما خٌطّ أسفله هو من كتاب "انبعاث الإسلام بالأندلس".
ـ[هشام زليم]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:21 ص]ـ
3 - 1 - تهييئ الثورة
تجاهل للمطالب الأندلسية
لما أعلنت السلطات الإسبانية في 1 - 1 - 1567 م القانون الغاشم الذي استهذف ما تبقى من السمات الحضارية للأمة الأندلسية المسلمة, شرعت بملاحقة المسلمين لتنفيذه في كل أنحاء البلاد. فحاول الأندلسيون أولا تخفيف ما أصابهم بالتفاوض. فرفعوا احتجاجهم إلى الرئيس ديسا, رئيس المجلس الملكي {كورتس} يطلبون منه إلغاء هذا القانون أو على الأقل تأجيل تنفيذه. فتقدم باسمهم وفد يرأسه رئيس جماعتهم مولاي فرانسيسكو نونيز. لكن ديسا قابل الوفد بكل غطرسة و إهانة و إهمال. فأرسل المسلمون انذاك وفدا إلى الملك فيليبي الثاني و إلى وزيره المفتش العام الكاردينال سبينوزا, العدو اللذوذ للمسلمين. ترأس الوفد خوان أنركيز, و هو رجل نصراني يعطف على المسلمين و يدافع عنهم. و تضمن الوفد مسلمين من أعيان الأندلسيين هما خوان فرناندس من غرناطة و فراندو الحبقي من وادي أش. اجتمع الوفد بأعضاء الكرتس و بالكاردينال أسبينوزا, دون فائدة, إذ اجاب الكاردبينال أن الملك مصمم على تنفيذ القانون و أن العرائض يجب تقديمها لديسا على أي حال. و طلب ديسا من جهته من الكاردينال تنفيذ القانون بصرامة و قسوة بصفته المفتش العام.
و تقدم الماركيز دي مندوجر, حاكم غلرناطة, بعريضة إلى الملك أوضح فيها خطورة الموقف لاعتراض المورسكيين على القانون و احتمال ثورتهم بسبب اليأس و طلبهم مساعدة أتراك الجزائر. فلم تات عريضته بنتيجة, وأخذت السلطات الكنسية تنفذ الأحكام الجديدة في المواعيد المخصصة لها بكل شدة.
و تقدم وفد من مسلمي مملكة بلنسية بالتماسات مماثلة إلى الملك, برئاسة زعيمهم كوزمي ابن عامر الذي كان مقربا للملك. فنجح بعض الشيء في التخفيف من تطبيق هذا القانون, إذ تقرر معاملة المتهمين بالردة {عن النصرانية} ببعض الرفق, بعدم نزع ممتلكاتهم بتهمة المروق من الدين, مقابل غرامة سنوية قدرها 2500 مثقال ذهب يقدمها المورسكيون غلى ديوان التفتيش.
المخرج هو الثورة
و لم يعد يفكر أهل غرناطة إلا في الثورة للحفاظ على دينهم الإسلام و الدفاع عن بلدهم الأندلس بعد ان يئسوا من التعايش مع النصارى تحت هذه الأوضاع المأساوية. و اعتصم عدد كبير من مسلمي مملكتي غرناطة و بلنسية و غيرهما بالجبال للإغارة على قوافل الحكومة و قواتها و ضرب مصالحها, و كانوا يسمونهم بالمنفيين. فكانوا أول من ابتدع حرب العصابات ضد الدولة من طرف الشعوب المستضعفة.
تصاعد للممارسات الصليبية ضد الأندلسيين
و حدد قانون 1 - 1 - 1567م نهاية عام 1567 كموعد نهائي لتخلي المسلمين, نساءا و رجالا, عن لباسهم الإسلامي و لغتهم العربية, إلخ ... و الف ديسا قوة من الشرطة لمراقبة المسلمين وألزمهم بنفقاتها. لكن الماركيز مندوجر حل هذه القوة من الشرطة لكسب عطفهم. ثم أمر ديسا بإقصار جميع المورسكيين عن حي البيازين و امر بعقوبات صارمة لكل من يتعاون مع المنفيين في الجبال. ثم أصدر أمرا بتاريخ 1 - 1 - 1568 يقضي بأن يسلم المسلمون أولادهم الذين تتراوح اعمارهم بين 3 و 15 سنة إلى السلطات الكنسية لتعليمهم الدين النصراني و اللغة القشتالية. فأدى هذا القرار الأخير إلى دفع ما تبقى من المؤمنين بحل سلمي إلى التفكير في الثورة.
التحضير للثورة
¥