تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الخنزير, ثم تنحني الجماعة أمام الأوثان دون حياء و لا خجل ... و من عبد الله بلغته قضي عليه بالهلاك, و من ضبط ألقي في السجن و عذب ليل نهار حتى يرضخ لباطلهم" ثم يصف جرائم محاكم التفتيش ضدهم من اعتقال و تعذيب و قتل بالحرق, ثم يقول: "و قد علقوا يوم العيد {ذكرى سقوط غرناطة} في ميدان باب البنود قانونا جديدا و أخذوا يدهمون الناس في نومهم و يفتحون كل باب, يزمعون تجريدنا من ثيابنا و قديم عاداتنا, و يمزقون الثياب و يحطمون الحمامات. ونحن إذ نيأس من عدل البشر نستغيث ب .... معتمدين على ثواب الأخرة, و قد حثنا شيوخنا على الصلاة و الصوم و الاعتصام بالله فهو الذي يرحمنا في نهاية الأمر."

و الرسالة الثانية موجهة من أحد زعماء الثورة في البيازين إلى أحد رؤساء المغرب، يناشد كاتبه إخوانه المغاربة و يستغيث بهم و يصف ما قرره النصارى من '' إرغامهم على ترك اللغة و الشريعة، و كشف الوجوه الحيية المحتشمة, و فتح الأبواب, و ما أنزل بهم من المحن السجن و الأسر و نهب الأملاك" و يطلب أيصال استغاثته للسلطان العثماني. ثم يقول: " لقد غمرتنا الهموم و أعداؤنا يحيطون بنا إحاطة النار المهلكة. إن مصائبنا لأعظم من أن تحتمل, و لقد كتبنا لكم في ليال تفيض بالعذاب و الدمع, و في قلوبنا قبس من الأمل. إذا كانت ثمة بقية من الأمل في أعماق الروح المعذبة".

ردود العثمانيين و المغاربة على الرسائل الأندلسية المطالبة بدعم للثورة

جاءت الأجوبة من الجزائر و المغرب تعد بالمساندة. فقد وعد سلطان المغرب بالنجدة عندما تعلن الثورة ووعد بيلرباي الجزائر بإرسال قوات مساندة تنزل على شواطئ الأندلس إثر إعلان الثورة, و ارسل مع المبعوثين المال و السلاح, و لحق بهم من الجزائر و المغرب بعض المتطوعة للجهاد. فشجعت ردود الفعل هذه منظمي الثورة وقوت عزيمتهم على القتال.

التواصل الداخلي بين أطراف الأندلس تحضيرا للثورة

و في نفس الوقت قام منظمو الثورة بالإتصال بمدن و قرى مملكتي غرناطة و بلنسية بتكتم شديد. و كان المورسكيون قد أسسوا جمعية خيرية صرح لها بجمع المال لبناء مستشفى خارج غرناطة للفقراء المرضى. و لم يكتمل بناء المستشفى, فاقترح منظمو الثورة على رئيس الجمعية أن يبعثوا تحت ستار جمعيته وفودا لجمع المال تعمل في الحقيقة على تنظيم الثورة في المناطق المختلفة, و حصلوا على ترخيص بذلك من الرئيس ديسا. فذهب ثلاثة من زعماء المسلمين لهذه المهمة في وفد عمل على تقصي مستوى مساندة الأندلسيين للثورة بتكتم شديد. و قدروا عند رجوعهم عدد من يمكن أن ينظم إلى الثورة ب45.000 رجل ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و 45 سنة. و تبين ان جميع مناطق مملكة غرناطة القديمة تساند الثورة, لكن مسلمي مملكتي مرسية و بلنسية رفضوا المشاركة فيها لعدم ثقتهم بنجاحها و لدوام أملهم في تحرير العثمانيين لهم.

تجاهل الإسبان لإشاعات بقرب ثورة المسلمين

و رغم تستر منظمي الثورة الشديد, فقد أخذت الإشاعات تنطلق بقرب ثورة المسلمين. لكن لا الرئيس ديسا, رئيس الإدارة المدنية , و لا الماركيز دي مندوجر, القائد العام للجيش, صدقا هذه الإشاعات. و لإبعاد الشك, أرسل منظمو الثورة ممثلا عنهم إلى الرئيس ديسا يشتكي من هذه الإشاعات و ادّعى أنها كاذبة, و اقترح باسم المورسكيين تقديم 300 رهينة عنوانا على حسن نيتهم.

تحديد موعد الثورة

ثم اجتمع زعماء الثورة للمرة الثانية في البيازين و درسوا ردود الوفود إلى الأندلس و إلى المغرب و الجزائر. فقرر المجتمعون إعلان الثورة يوم الخميس المقدس {14 - 4 - 1568} , ووزعوا بينهم مسؤوليات إخبار المناطق الأندلسية المختلفة و المغرب و الجزائر.

تأجيل موعد الثورة بعد علم الإسبان به

و لم تسر الخطة حسب ما فقرر لها, إذ قام أحدهم بتبليغ الرئيس ديسا في4 - 5 - 1568, فاضطر المنظمون نأجيل موعد إشعال الثورة. و اعتقل ديسا عددا من وجهاء المسلمين, و ألغى تصاريح اقتناء الأسلحة, كما ذهب القاءد العام إلى حي البيازين يأمر الناس بالهدوء و السكينة و الحفاظ على الأمن. فطمأن بعد ذلك زعماء المسلمين الرئيس ديسا و الماركيز دي مندوجر, ثم حددوا موعدا اخر لإعلان الثورة الذي أجل مرة أخرى.

اجتماع قيادة الجيش الإسلامي و تعيين ابن أمية سلطانا للأندلس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير