تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جاء رد فعل الدولة الإسبانية في فوضى ناتجة عن نزاع قواد الجيش, و إطلاق العنان للجنود و الأهالي النصارى للإنتقام من المسلمين العزل الذين يقعون في يدهم, من أطفال و نساء, لنهبهم و قتلهم و تشريدهم بكل شراسة. و كان بين الرئيس ديسا والماركيز دي مندوجر, القائد العام للجيش, عداوة ثابتة. كان ديسا و أعوانه يشتكون للملك بمندوجر, و يتهمونه بشتى التهم, فعمد, نكاية في مندوجر, إلى إجراءين: أولهما تأليف حرس وطني تحت رئاسة أحد ضباط البلدية الذين ينتمون إلى عائلة معادية لعائلة مندوجر؛ ثانيهما إرسال كتاب إلى الملك يطلب منه فيه تكليف ماركيز بلش, قائد منطقة مرسية, بمهاجمة البشرات من المنطقة الشرقية, و ينتمي هذا الماركيز هو كذلك لعائلة معادية لعائلة مندوجر. و هكذا تكون جيشان معاديان: أحدهما تحت قيادة دي منوجر لينطلق من غرناطة في اتجاه البشرات شرقا؛ و الثاني تحت قسادة ماركيز بلش لينطلق من مرسية في اتجاه البشرات غربا. فانطلق الجيش الثاني في 1 - 4 - 1569م و مر على ألمرية ثم وصل إلى سفح جبال البشرات, فقطع الصلة بين ثوار وادي المنصورة و مناطق ولاية ألمرية الأخرى و ثوار البشرات. و في 11 - 1 - 1569م تلقى ماركيز بلس أمر الملك بتعيينه قائدا عاما فوق العادة لمنطقة ألمرية. و خرج جيش مندوجر من غرناطة بتاريخ 2 - 1 - 1569م يصحبه عدد من القواد من أصل إسلامي كلويس دي قرطبة و ألونسو دي غرناطة بنيغش. و طلب الملك مساعدات لإنهاء الثورة من الممالك النصرانية خاصة لومبارديا و نابل و صقلية.

اتجه مندوجر بجيشه نحو وادي الإقليم و عسكر في البذول. فواجه المسلمون برئاسة شعبان في وادي الإقليم. و في 4 - 1 - 1569م و جه نحوه السلطان محمد بن أمية جيشا برئاسة (شابا) , عسكر في بقيرة و منها أخذ يهاجم طلائع جيش الماركيز مندوجر في دورقال. و في 9 - 1 - 1569م زحف جيش مندوجر إلى جسر طبلانة الذي دمره الثوار المسلمن احتياطا. فوقعت أول معركة كبرى بين المسلمين و جيش مندوجر عند هذا الجسر, نجح بعدها القشتاليون في عبور الجسر و متابعة تقدمهم نحو لانجرون, ثم أرجبة, ثم بقيرة حيث تمركز جيش الثوار برئاسة السلطان محمد بن أمية في حاضرتها بوبين. و هناك جرت المعركة الثانية بين الثوار و جيش مندوجر اضطر بعدها محمد بن أمية إلى الإنسحاب, فقام الجيش الإسباني بجرائم لا تخطر على بال من قتل و سبي العزل من النساء و الأطفال و نهب الممتلكات.

و في 17 - 1 - 1569م وصل جيش مندوجر إلى بلدة جبيلش, فاستسلمت قلعتها, و كان بها حوالي 300 مجاهد, و تقول الروايات إن صهر (والد زوجه) محمد بن أمية أخذ يفاوض مندوجر على الإستسلام مقابل ضمانات كافة له و لأتباعه, كما تتهم الروايات ابن جهور بالضعف و بأنه عرض على مندوجر في جبيلش الإستسلام مقابل العفو عنه و عن أتباعه. و لم يستطع مندوجر البت في الامر قبل مراجعة الملك.

ـ[هشام زليم]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:29 ص]ـ

جريمة صليبية شنيعة

و في ليلة 18 - 1 - 1569م سجن الماركيز دي مندوجر داخل كنيسة جبيلش و حولها جميع الأهالي المسلمين الذين وجدهم في البلددة, و عددهم حوالي 2400 طفل و امرأة و 300 رجل مسن. و في الليل, انقض عليهم النصارى قتلا حتى أتوا عليهم جميعا. فكانت مذبحة مروعة دامت حتى الصباح, و فتحت سجلا جديدا من المذابح التي سيتعرض لها المسلمون في هذه الحرب.

يد تدعو للتفاوض و يد تبطش

و عند وصول هذه الأخبار إلى الملك, أرسل فرانسيسكو دي قرطبة إلى ألمرية بصفته قائدا عاما, و أرسل دييكو دي مندوسة للإطلاع على الأوضاع في جبيلش.

و ترك مندوجر جبيلش بجيشه يوم 23 - 1 - 1569م مطاردا الثوار في بسيط أجيجر. و كان محمد بن أمية معسكرا بجيشه في أندرش. فطلب مندوجر من ألونسو دي غرناطة بنيغش, و هو من أصل إسلامي, التوسط لدى محمد بن أمية ليستسلم و يسلم أسلحته مقابل العفو العام على جميع الثوار, و في نفس الوقت تابع مندوجر تحرشاته بالمجاهدين إذ اشتبك معهم قرب بطرنة يوم 27 - 1 - 1569م. ثم احتل الجيش القشتالي بطرنة و اعتقل مئات من المسلمات بمن فيهن والدة محمد بن أمية و شقيقتاه, و تابع الجيش سيره إلى أن احتل أندرش, ناشرا النهب و الرقة و الخراب و الموت في طريقه.

اعتقال القائد المجاهد الزماررحمه الله و قتله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير