خرج جيش دوق دي سياسة من غرناطة في شهر فبراير و عبر جبال البشرات من الغرب إلى الشرق ينشر القتل و الرعب و الدمار في طريقه إلى أن وصل في أواخر شهر أبريل إلى سهل البدول بالبشرات حيث التقى بالجيش الأول.
و خرج جيش أنطونيو دي لونا من أنتقيرة, فوصل في أوائل شهر مارس إلى جبال بني طوميز شرق مالقة لإخضاعها.
و في 14 - 3 - 1570, أمر خوان النمساوي باقي المسلمين في حاضرة غرناطة و مرجها بالخروج منها إلى قشتالة.
و في 19 مارس جمعمهم الجيش في قوافل ووزعهم على قرى قشتالة النائية, و قد مات أكثرهم في الطريق مرضا او قتلا, و بيع عدد كبير منهم في أسواق النخاسة.
نداء أندلسي أخير لتقديم الدعم لجهادهم
و أمام هذا الوضع الحرج أخذ السلطان ابن عبو يستغيث بالدولة العثمانية من جديد. فأرسل كتابا إلى امير أمراء الجزائر, علي باشا, وأخر إلى مفتي القسطنطينية مؤرخا ب11 شعبان عام 977 ه (11 - 2 - 1570م-) هذا نصه:
"بسم الله الرحمان الرحيم, العزة لله, من عبد الله المتوكل على الله, الحي بفضله و قدرته, المجاهد في سبيله, أمير المؤمنين, المستمسك بشريعة الله, مبيد الكفار و قاهر جيوش العاصين لله, مولاي عبد الله محمد بن عبو, بارك الله مسعاه, وسدد خطاه ليسترد عزة الأندلس, و يجدد نهضتها, نصرها الله القدير, و هو القادر على كل شيء, إلى صديقنا و حبيبنا الخاص, السيد العظيمو و الشريف الكريم, السامي المتقدم , العامل المحسن, الخائف من الله, أنعم الله عليه بنعمة الغفران"
" أما بعد فسلام الله عامة على دولتنا العلية, و نعمته و بركاته الوفيرة. أيها الأخ العزيز, لقد بلغتنا أنباء دولتكم العلية, و شخص السلطان الكريمو وما صدر عنه العطف على التعساء البائسين, و أنه سأل عنا, مهتما لمعرفة ما يجري لدينا, وأنه اهتم و تألم لما أصابنا من ضنك و نصب على أيدي أولائك النصارى, و أن صاحب الجلالة و العظمة السلطان قد أرسل إلينا كتابا مختوما بخاتمه يعدنا فيه بالنصرة بعدد وافر من الرجال المسلمين, و بما نحتاج إليه من العون و العدد التي تسمح لنا بالحفاظ على هذه الأرض".
" و بما أننا نقاسي المتاعب الشديدة في هذه الأزمة المريرة, فإننا نلجأ من جديد إلى الباب العالي, نطلب النجدة و المعونة و النصر عن يدكم. فالنجدة النجدة, بالله القاهر فوق الناس جميعا. ونرجو من سيادتكم إعلام السلطان القادر بأحوالنا و إخباره بأخبارنا, بالحرب الكبرى التي نخوضها, وقولوا لعظمنه إنه إذا أراد أن يشملنا برعايته و عطفه فليبادر إلى إنجادنا بسرعة قبل أن تهلك, فهناك جيشان قويان يتجهان إلينا لمهاجمتنا من جهتين. و إننا إذا مااندحرنا في المعركة, فإن الله سبحانه سيحاسبه على ذلك حسابا عسيرا يوم القيامة, يوم لا تنفع القوة في الحجة. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. حرر يوم الثلاثاء في الحادي عشر من شهر شعبان 977ه. مولاي عبد الله محمد بن عبو".
ـ[هشام زليم]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:36 ص]ـ
لماذا لم يكن الدعم الإسلامي للجهاد الأندلسي كافيا؟
و خذل العالم الإسلامي مرة أخرى الأمة الأندلسية. ففي هذه الثورة الأخيرة التي ضحى فيها الأندلسيون تضحية لم يضحها شعب في التاريخ قبلهم, للحفاظ على دينهم الإسلام و لغتهم العربية و حضارتهم , لم تبعث الدولتان الإسلاميتان في البحر الأبيض المتوسط حينذاك , العثمانية و السعدية, إلا بمساعدات ضئيلة و متأخرة. و معظم من انظم إلى المجاهدين الأنلسيين من أتراك و جزائريين و مغاربة إنما تطوعوا للجهاد في سبيل الله و طلب الإستشهاد و فد استبسلوا في القتال و استشهدوا بالألاف.
كانت الدولة العثمانية أكثر قوة من الدولة السعدية و مقدرة على مناصرة الأندلسيين. فلماذا لم تفعل؟ يظهر أن أمير أمر اء الجزائر اهتم أكثر باستعمال ثورة الأندلسيين لتحرير تونس و الشواطئ الجزائرية و التونسية من الإسبان من أن يساعد الأندلسيين على النصر. فهل نوى العثمانيون فعلا مساعدة الأندلسيين على تحرير أرضهم, أم أنهم أرادوا فقط الضغط على إسبانيا لتحسن أوضاعهم, أو استعمالهم لكسب مكاسب ضد إسبانيا خارج الأندلس؟
¥