ـ[هشام زليم]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:39 ص]ـ
انهيار المقاومة الإسلامية الأندلسية
و أمام هذه الهجمة الجديدة لم يبق للجهاد قوة تذكر للدفاع عن الأندلس. فأخذت جيوش قشتالة تمزق كل السرايا المقاومة فانهارت المقاومة, و امتلأت الشواطئ المغربية و الجزائرية باللاجئين الفارين بدينهم و أرواحهم.
السلطان ابن عبو يواصل الجهاد
و تابع ابن عبو المقاومة في أعلى و أوعرمنطقة من البشرات, و لم يبق معه سوى 400 مجاهد, من بينهم برناردينو ابن عامر, و كونسالفو الشنيش.
مؤامرة قتل ابن عبو
و ضاقت رقعة المجاهدين بين برشول و ترفلش, فأوعز الإسبان إلى الشنيش بقتل ابن عبو مقابل عفوهم عليه. و كان الشنيش يحقد على ابن عبو لأنه منعه من عبور البحر إلى المغرب. و كان الإسبان قد قبضوا عليه و أطلقوا سراحه و منحوه الأمان و وعدوا بتسليمه زوجته و ابنتيه الأسيرات مقابل الإتيان بابن عبو حيّا أو ميتا.
نجاح المؤامرة و مقتل ابن عبو رحمه الله
و في 13 - 3 - 1571م نجحت المؤامرة إذ هجم الشنيش و ستة من أتباعه على ابن عبو في الكهف الذي كان مختيئا فيه, فقاوم حتى استشهد.
جريمة صليبية حاقدة بحق جثمان ابن عبو رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه
فسلم الخونة جثمانه للإسبان الذين حملوه إلى غرناطة, و أدخلوه المدينة في حفل ضخم, ووضعوه في قفص حديدي بعد أن ألبسوه لباسا كاملا و كأن صاحبه حي, ثم حملوه على فرس, و قطعوا به المدينة تتبعه أفواج من أسرى الأندلسيين. ثم حمل الجثمان إلى النطع. و أجرى فيه حكم الإعدام, فقطعوا الرأس و سحلوا الجسم في الشوارع فمزق أطرافا ثم أحرق في أكبر ساحات غرناطة بهمجية لا تضاهى. ووضعوا الرأس في قفص من حديد فوق باب المدينة باتجاه البشرات حيث بقي معلقا لمدة ثلاثين سنة.
نهاية ثورة غرناطة
و لم تنته الثورة تماما إلا سنة 1573م باستسلام مناطق غليرة و صيرون و برشانة و مناطق وادي المنصورة في ولاية المرية.
وابتدأت بعد انهيار ثورة غرناطة الكبرى مأساة جديدة لم ير الشعب الأندلسي مثيلا لها من قبل, إذ أعلن الملك فيليبي الثاني في 28 - 10 - 1570م, قبل استشهاد ابن عبو, فرارا بنفي الأندلسيين من مملكة غرناطة إلى مختلف مناطق قشتالة و ليون.
خصائص ثورة غرناطة
و قبل إنهاء هذا الفصل , لنر خصائص هذه الثورة الفريدة في الإستماتة و التنظيم و الشجاعة ضد أقوى جيش في أوربا أنذاك, بأقل الإمكانيات و أقل مساندة خارجية. استعمل المجاهدون الأندلسيون تضاريس الجبال و معرفتهم بالبلاد أحسن استعمال, فكانوا يضربون العدو ضربات سريعة ينتقلون بعدهابسرعة من جبل إلى أخر و يتحاشون المعارك الطويلة, فكانوا مبدعين حتى في محنتهم , إذ اخترعوا حرب العصابات و أتقنوها. فخارت في أول الأمر معنويات الجيش الإسباني الذس كان يخوض حربا كلاسيكية, خاصة بعد أن عمل المجاهدون على تجويعه بحرق المحاصيل الزراعية. ثم تحول الجنود الإسبان إلى مجرمين بقتل و استبعاد جميع من يقع في يدهم من أسر المجاهدين, من أطفال و شيوخ و نساء للقضاء على معنوياتهم.
و من ناحية أخرى, لم يستطع زعماء الجهاد التغلب على نزاعاتهم الجانبية بين أهل حاضرة غرناطة مثلا و أهل البشرات. و ربما مانت تلك النزعات هي سبب تقاعس قاعدة غرناطة و مرسية عن الإنضمام إلى الثورة في أول أمرها. و لم يكن الجانب الإسباني موحدا كذلك, إذ كانت العداوة قوية بين ديسا و مندوجر, وبين سياسة و بلش.
و كانت القوات المتحاربة ضخمة بالنسبة لمجموع عدد السكان, إذ مان عدد المجاهدين في أول الثورة حوالي 4.000 مجاهد , ووصل إلى 30.000 مجاهد في قمتها. و تدل هذه الأرقام على المجهود الضخم الذي قام به الأندلسيون لتحرير بلدهم, كما يدل على إجماعهم على المقاومة. و لم يقل عدد القوات النظامية التي جابهتهم عن ثلاثين ألفا, مسلحة بسلاح أفضل بكثير. ووقع ضحية هذه الثورة عشرات الألاف من الأندلسيين, خاصة النساء و الأطفال, كما قتل عدة ألاف من الإسبان.
و لقد انضمت للثورة جميع أراضي مملكة غرناطة عدا المدن الكبيرة كحاضرة غرناطة و المرية ووادي أش و بسطة و أشقر و مطريل.
انتهى النقل.
تم بحمد الله و توفيقه
من كتاب انبعاث الإسلام بالأندلس للأستاذ المنتصر الكتاني رحمه الله س92 - 122
و سأقوم قريبا بإذن الله بنقل المصادر التي اعتمد عليها المؤلف في اثبات وثائع معركة غرناطة.
لا تنسونا من صالح دعائكم.
أخوكم تاشفين المرابطي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[هشام زليم]ــــــــ[28 - 05 - 08, 06:39 م]ـ