تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مورسكي معروف فر من إسبانيا:"رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب" لعبد الله عنان]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[17 - 05 - 08, 07:08 م]ـ

قصة كاتب مورسكي

بقلم محمد عبد الله عنان

من الشخصيات البارزة في الأدب المورسكي. شخصية كاتب يمتاز بحياته الغريبة, المشجية, و إنتاجه الأدبي القديم.

من هم المورسكيون

و لا بد لنا أن نعرف المورسكيين: هم العرب المتنصرون من بقايا الأمة الأندلسية المغلوبة, و هم الذين عاشوا تحت الحكم الإسباني , بعد إرغامهم على التنصر زهاء قرن من الزمان, منذ سقطت غرناطة أخر حواضر الإسلام بالأندلس في أيدي الإسبان سنة 1492, حتى أصدرت إسباني قرارها الشهير بنفيهم من أراضيها في سنة 1609م. و في خلال هذه الحقبة الطويلة عانى أولئك المورسكيون, ألوانا مروعة من الإضطهاد المدني و الديني, و من مطاردة ديوان التحقيق الإسباني , و أرغموا على ترك لغتهم العربية, واتخاذ القشتالية لغة للتخاطب و التعامل, و اتحذوا لهم لغة سرية خاصة هي لغة "الألخميادو" الشهيرة و هي القشتالية المحرفة تكتب بحروف عربية, ليستطيعوا أن يحتفظوا بتراثهم الديني القديم.

و لهؤلاء المورسكيين أو العرب المتنصرين أدب خاص بهم, "بالقشتالية و الألخميادو" و منهم من استطاع أن يحتفظ خلال الإضطهاد الغامر كذلك بلغته العربية القديمة.

هو أحمد ابن القاسم, المعروف بالشهاب الحجري

و من هؤلاء كاتب لا نعرف اسمه المورسكي النصراني, و لكنه يتقدم إلينا باسمه الأندلسي, وهو أحمد ابن القاسم ابن أحمد الفقيه قاسم ابن الشيخ الحجري و يعرف بالشهاب الحجري, و يعرف كذلك بأفوقاي, وهو مورسكي من أحواز غرناطة, استطاع أن يغادر الأندلس حسبما يحدثنا في سنة 1007ه, (1598م) أعني قبل النفي بأحد عشر عاما. و قد كانت مغادرة المورسكيين لإسبانيا يومئذ من الأمور الصعبة الخطرة. و كانت السلطات الإسبانية تتخذ كثيرا من إجراءات الحراسة المشددة للثغور و الشواطئ تحوطا من فرار المورسكيين إلى الشواطئ المغربية. و من ثم فقد كان فرار الشهاب الحجري من إسبانيا مغامرة مثيرة. و من حسن الحظ أن الشهاب قد حكى لنا قصة فراره في كتابه الذي سماه " رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب". و الأحباب هنا هم فيما يبدو إخوانه المسلمون فيما وراء البحر في عدوة المغرب .. ولكن هذه الرحلة لم تصل إلينا مع الأسف, و لم يصل إلينا منها سوى شذور يسيرة نقلها بعض الكتاب المغاربة المتأخرين, و من هذه الشذور قصة فراره, نقلهاإلينا لحسن الحظ كاتب مغربي متأخر في كتاب مخطوط عنوانه " زهرة البستان في نسب أخوال سيدنا المولى زيدان" و هي التي ننقلها فيما يلي. و من المحقق أن رحلة الشهاب المفقودة هذه كانت تحتوي على معلومات هامة و نفيسة عن أحوال مواطنيه العرب المتنصرين و لعل البحث يظفر بها يوما ما.

استعد الشهاب سنين طويلة للفرار من إسبانيا

و قبل أن ننقل قصة فرار الشهاب إلى المغرب, يجدر بنا أن ننقل أولا ما يقصه علينا عن كيفية استعداده لهذا الفرار مدى أعوام طويلة خلال إقامته في إسبانيا. و هو يقص علينا ذلك في خاتمة كتابه المخطوط " العز و المنافع" الذي سوف نتحدّث عنه فيما بعد و ذلك على النحو الأتي:

" و أقول اعلم أن أول ما تكلمت به ببلاد الأندلس كان بالعربية و كانت النصارى .. تتحكم فيمن يجدون يقرأ العربية. فتعلمت القراءة الأعجمية للأخذ و اللأعطى- ثم ألهمني الله سبحانه أن أخرج من تلك البلاد إلى بلاد المسلمين لما تحققت أن ... كانوا في الثغور, يبحثون عن كل من يرد عليهم لعلهم يجدونه أندلسيا مخفيا ليحكموا فيه, لأنهم كانوا منعوهم من الثغور لئلا يهربوا إلى بلاد المسلمين. فجلست سنين لتعلم الكلام و الأخذ في كتبهم ليحسبوا أني منهم, - إذ أمشي إلى بلادهم للخروج منها لبلاد الإسلام. و لما أن جئت إلى البلاد التي هي على حاشية البحر, حيث هو الحرس الشديد, و جلست بينهم, فلم يشكو فيّ بما رأوا مني من الكلام و الحال و الكتابة, و جئت من بينهم إلى بلاد المسلمين. و بهذه النية تعلمت و بلغت في كتبهم و لكل امرئ ما نوى. ثم رأيت أن بسبب التعليم أنه كان بنية القرب من الله ببلاد المسلمين, فتح بدلك العلم المنهي عنه بيبان الملوك المسدود عن كثير من الناس".

قصة فرار الشهاب من إسبانيا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير