ولهذا انتسب إليهم طوائف المتفلسفة، فابن سينا، وأهل بيته من أتباعهم، وابن الهيثم وأمثاله من أتباعهم، ومُبَشِّر بن فاتك ونحوه من أتباعهم، وأصحاب [رسائل إخوان الصفا] صنفوا الرسائل على نحو من طريقتهم، ومنهم الإسماعيلية، وأهل دار الدعوة في بلاد الإسلام. ووصف حالهم ليس هذا موضعه.
وإنما القصد أنهم كانوا من أكذب الناس، وأعظمهم شركًا، وأنهم يكذبون في النسب وغير النسب؛ ولذلك تجد أكثر المشهدية الذين يدعون النسب العلوى كذابين؛ إما أن يكون أحدهم مولى لبنى هاشم، أو لا يكون بينه وبينهم لا نسب ولا ولاء، ولكن يقول: أنا علوى، وينوى علوى المذهب، ويجعل عليا ـ رضي الله عنه، وعن أهل بيته الطاهرين كان دينهم دين الرافضة، فلا يكفيه هذا الطعن في على حتى يظهر أنه من أهل بيته أيضًا، فالكذب فيما يتعلق بالقبور أكثر من أن يمكن سطره في هذه الفتوى.
[1] الضوء اللامع ج4/ص147
[2] البداية والنهاية ج11/ص345
=========
قال ابن خلكان (681):وفي مبادي ولاية العزيز المذكور صعد المنبر يوم الجمعة فوجد هناك ورقة فيها مكتوب
إنا سمعنا نسبا منكرا ... يتلى على المنبر في الجامع
إن كنت فيما تدعي صادقا ... فاذكر أبا بعد الأب الرابع
وإن ترد تحقيق ما قلته ... فانسب لنا نفسك كالطائع
أو لا دع الأنساب مستورة ... وادخل بنا في النسب الواسع
فإن أنساب بني هاشم ... يقصر عنها طمع الطامع
وإنما قال فانسب لنا نفسك كالطائع لأن هذه القضية جرت في خلافة الطائع لله خليفة بغداد [1]
قلت: والكلام في نسب الدولة العبيدية يطول والخلاصة أن نسبهم غير صحيح عند أكثر المؤرخين والنسابة [2]
والفرقة الإسماعيلية جماعة من الباطنية ينتسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق لانتساب زعيمهم المغربي إلى محمد بن إسماعيل [3]
قال ابن خلدون (804): وأما الإسماعيلية فزعموا أن الإمام بعد جعفر الصادق ابنه إسمعيل وتوفي قبل أبيه وكان أبو جعفر المنصور طلبه فشهد له عامل المدينة بأنه مات
وفائدة النص عندهم على إسمعيل وإن كان مات قبل أبيه بقاء الإمامة في ولده كما نص موسى على هارون صلوات الله عليهما ومات قبله والنص عندهم لا مرجع وراءه لأن البداء على الله محال.ويقولون في ابنه محمد أنه السابع التام من الأئمة الظاهرين وهو أول الأئمة المستورين عندهم الذين يستترون ويظهرون الدعاة وعددهم ثلاثة ولن تخلوا الأرض منهم عن إمام إما ظاهر بذاته أو مستور فلا بد من ظهور حجته ودعاته
والأئمة يدور عددها عندهم على سبعة عدد أيام الاسبوع والسموات والكواكب والنقباء تدور عندهم على ا ثنى عشر وهم يغلطون الأئمة حيث جعلوا عدد النقباء للأئمة
وأول الأئمة المستورين عندهم:محمد بن إسمعيل وهو محمد المكتوم ثم ابنه جعفر المصدق ثم ابنه محمد الحبيب ثم ابنه عبيدالله المهدي صاحب الدولة بأفريقية والمغرب التى قام بها أبو عبد الله الشيعي بكتامة وكان من هؤلاء الإسماعيلية القرامطة واستقرت لهم دولة بالبحرين في أبي سعيد الجنابي وبنيه أبي القاسم الحسين بن فروخ بن حوشب الكوفي داعي اليمن لمحمد الحبيب ثم ابنه عبد الله ويسمى بالمنصور وكان من الاثني عشرية أولا فلما بطل ما في أيديهم رجع إلى رأي الإسماعيلية [4]
قال الزركلي: محمد بن إسماعيل (المكتوم) أول الأئمة المكتومين ويليه ابنه جعفر ثم محمد ولد بالمدينة وتوفي ببغداد ت198 والقرامطة تعده من أولي العزم وهم سبعة وهو عند الدروز أول الأئمة السبعة المستورين ويطلقون عليه الناطق السابع ويقال لاعقب له. [5]
[1] وفيات الأعيان لابن خلكان (5/ 373)
[2] وقد توسع الشيخ إحسان إلهي ظهير في عرض هذه المسألة بتوسع وإنصاف في كتابه (الإسماعيلية ص211) فراجعه وممن أثبت نسبهم ابن عنبة في عمدة الطالب (336)
[3] سير أعلام النبلاء (15/ 141)
[4] مقدمة ابن خلدون () 4/ 138) راجع كتاب (الملل والنحل للشهرستاني ومقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري والموسوعة الميسرة في المذاهب المعاصرة والشيعة والتشيع لإحسان إلهي ظهير وكتاب لإسماعيلية له وغيرها من الكتب
[5] الأعلام (6/ 34)
راجع هذا الرابط
http://alhijariyah.com/vb/showthread.php?t=61
ـ[السيد عاطف]ــــــــ[27 - 05 - 08, 02:27 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[01 - 03 - 09, 01:36 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا
لاحرمكِ الله الأجر
ـ[ابوسعيد النجدي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 10:24 م]ـ
اخي الفاضل اباحاتم لعل ماكتبه ابن حزم عن بطلان نسبهم في جمهرة انساب العرب غاب عنك
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 03 - 09, 03:53 م]ـ
أشكر الأخ الكريم السيد عاطف والأخت الكريمة أم مصعب والأخ الكريم النجدي
وأما كلام ابن حزم فغير خاف علي وقد أشار إليه إحسان في كتاب الإسماعيلية وبورك فيك
وللحديث بقية
ـ[يحيى الأول]ــــــــ[24 - 08 - 09, 07:29 ص]ـ
لكن ابن خلدون صحح نسبهم وتبعه المقريزي وقد تهكم عليهم السخاوي في الضوء.