قال السهيلي: وَذَكَرَ أَبْيَاتِ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ وَفِيهَا: قَدْ كُنْتُمْ وُلْدًا وَكُنّا وَالِدًا يُرِيدُ أَنّ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أُمّهُمْ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَذَلِكَ قُصَيّ أُمّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدٍ الْخُزَاعِيّةُ وَالْوُلْدُ بِمَعْنَى الْوَلَدِ. وَقَوْلُهُ ثُمّتَ أَسْلَمْنَا، هُوَ مِنْ السّلْمِ لِأَنّهُمْ لَمْ يَكُونُوا آمَنُوا بَعْدُ غَيْرَ أَنّهُ قَالَ رُكّعًا وَسُجّدَا، فَدَلّ عَلَى أَنّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ صَلّى لِلّهِ فَقُتِلَ وَاَللّهُ أَعْلَمُ وَذَكَرَ فِيهِ الْوَتِيرَ، وَهُوَ اسْمُ مَاءٍ مَعْرُوفٍ فِي بِلَادِ خُزَاعَةَ، وَالْوَتِيرُ فِي اللّغَةِ الْوَرْدُ الْأَبْيَضُ وَقَدْ يَكُونُ مِنْهُ بَرّيّ، فَمُحْتَمَلٌ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمَاءُ سُمّيَ بِهِ وَأَمّا الْوَرْدُ الْأَحْمَرُ فَهُوَ الْحَوْجَمُ وَيُقَالُ لِلْوَرْدِ كُلّهِ جَلّ قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وَكَأَنّ لَفْظَ الْحَوْجَمِ مِنْ الْحَجْمَةِ وَهِيَ حُمْرَةٌ فِي الْعَيْنَيْنِ يُقَالُ مِنْهُ رَجُلٌ أَحْجَمُ.
حلف المطيبين (هو بفتح الطاء المخففة وكسر الياء)،
هم بنو عبد مناف وبنو زهرة وبنو الحارث بن فهر وتيم بن مرة وأسد بن عبد العزى
وسبب ذلك أن هاشماً وعبد شمس والمطلب ونوفل بني عبد مناف أجمعوا أن يأخذوا ما بأيدي بني عبد الدار بن قصي مما كان قصي جعل إلى عبد الدار من
الحجابة واللواء والرفادة والسقاية والندوة، ورأوا أنهم أحق به منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم، وكان الذي قام بأمرهم هاشم بن عبد مناف، فأبت بنو عبد الدار أن تسلم ذلك إليهم، وقام بأمرهم عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار،
والمطيبون هم
1) بنو عبد مناف بن قصي
2) بنو أسد بن عبد العزى بن قصي
3) وبنو زهرة بن كلاب
4) وبنو تيم بن مرة
5) وبنو الحارث بن فهر،
والأحلاف
1) بنو عبد الدار
2) بنو مخزوم
3) وسهم
4) وجمح
5) وبنو عدي بن كعب،
وخرجت من ذلك بنو عامر بن لؤي ومحارب ابن فهر فلم يكونوا مع واحد من الفريقين،
فعقد كل قوم على أمرهم حلفاً مؤكداً ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضاً ما بل بحر صوفة.
طريقة الحلف
أخرجت بنو عبد مناف ومن صار معهم من المطيبين جفنة مملوءة طيباً فوضعوها حول الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا ومسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً على أنفسهم، فسموا المطيبين.
وأخرجت بنو عبد الدار ومن كان معهم جفنة من دم فغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا وتحالفوا ألا يتخاذلوا ما بل بحر صوفة، فسموا الأحلاف ولعقة الدم، وتهيؤوا للقتال وعبئت كل قبيلة لقبيلة، فبينما الناس على ذلك إذ تداعوا إلى الصلح إلى أن يعطوا بني عبد مناف بن قصي السقاية والرفادة. وتكون الحجابة واللواء ودار الندوة إلى بني عبد الدار كما كانت، ففعلوا وتحاجز الناس، فلم تزل دار الندوة في يدي بني عبد الدار حتى باعها عكرمة ابن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي من معاوية بن أبي سفيان، فجعلها معاوية دار الإمارة، فهي في أيدي الخلفاء إلى اليوم.
الطبقات لابن سعد (بتصرف)
يتبع:
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 09:21 م]ـ
جزاكم الله خيراً , وبارك فيكم وفي وقتكم شيخنا الفاضل ..
واصل وصلك الله بحفظه ..
ـ[أبو معطي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 03:14 ص]ـ
أستاذنا الفاضل أبو حاتم الشريف سلمك الله
طرح قيّم كما تعودنا منك جزاك الله خيراً
وإحاطة واسعة بعناصره نفع الله بك ورفع قدرك
واصل سلمك الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 06 - 08, 01:38 م]ـ
أشكر ك أخي أبا الحارث وجعلك مسددا موفقا
وأقول للأخ الكريم (أبو معطي) بارك الله فيك ونفع بكم
حلف الفضول (بضم الفاء)
سبب الحلف
أن رجلا من أهل اليمن وقيل من سليم قدم مكة ببضاعة فاشتراها رجل من بني سهم وقيل من جمح
فلوى الرجل عنقه فسأله ماله فأبى عليه فسأله متاعه فأبى عليه
فعرف أن لا سبيل إلى ماله فطوف في قبائل قريش يستعين بهم فتخاذلت القبائل عنه فلما رأى ذلك أشرف على أبي قبيس حين أخذت قريش مجالسها ثم قال بأعلى صوته يا لفهر لمظلوم بضاعته
ببطن مكة نائي الأهل والوطن&&
فلما نزل من الجبل أعظمت ذلك قريش فتكالموا فيه وقال المطيبون والله لان قمنا في هذا لنقضين على الاحلاف
¥