ترون أبدا فقال له قائل تبدأ بقرابتك فقال بل أبدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ ببني هاشم وبني المطلب وقال حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين حين أعطاهم الخمس معا دون بني عبد مناف وكانت السن إذا كانت في بني هاشم قدمها وإذا كانت في بني المطلب قدمها وكذلك كان يصنع في جميع القبائل يدعوهم على الأسنان ثم نظر فاستوت له قرابة بني عبد شمس وبني نوفل بالنبي صلى الله عليه وسلم فرأى أن عبد شمس أخو هاشم لأمه دون نوفل فرآه بهذا أقرب ورأى فيهم سابقة وصهرا بالنبي صلى الله عليه وسلم دون بني نوفل فقدم دعوتهم على دعوة بني نوفل ثم بعدهم ثم استوت له قرابة بني أسد بن عبد العزي وبني عبد الدار فرأى أن في بني أسد سابقة وصهرا يعني للنبي صلى الله عليه وسلم وأنهم من المطيبين ومن حلف الفضول وأنهم كانوا أذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمهم على بني عبد الدار ثم جعل بني عبد الدار بعدهم ثم رآى آل بني زهرة وهم لا ينازعهم أحد ثم استوت له قرابة بني تيم بن مرة وبني مخزوم بن يقظة بن مرة فرأى أن لبني تيم سابقة وصهرا للنبي صلى الله عليه وسلم فإن بني تيم من المطيبين ومن حلف الفضول فقدمهم على بني مخزوم ثم وضع بني مخزوم بعدهم ثم استوت له قرابة بني جمح وسهم وعدي بن كعب رهطه فقال أما بنو عدي بن كعب وسهم فمعا وذلك أن الإسلام دخل عليهم وهم كذلك ولكن بمن ترون أن أبدأ بسهم أم جمح إني أرى أن أبدأ بجمح فلا أدري السن لجمح أم لغير ذلك ثم وضع بني سهم وبني عدي بعدهم ثم وضع بني عامر بن لوي ثم بني فهر وقد زعموا أن أبا عبيدة بن الجراح لما رأى من يقدم بين يديه قال أيدعى يوضع قبلي فقال أنت حيث وضعك الله فلما رأى
جزعة قال أما على نفسي وأهل بيتي فأنا طيب النفس أن أقدمك وكلم قومك فإن هم طابوا بذلك نفسا لم أمنعكه وقد دعى بنو الحارث بن فهر أن عمر قدمهم فجعلهم بعد بني عبد مناف أو بعد بني قصي فسألت عن ذلك أهل العلم من أصحابه فأنكروه وقالوا أبو عبيدة من بني محارب بن فهر لا من بني الحارث وهذه الدعوة المقدمة في غير موضعها لبني الحارث لا لبني محارب وإنما قدمهم معاوية بن أبي سفيان لخؤلة كانت له فيهم
العلل ومعرفة الرجال
أشهر الصحابة الذين دخلوا مع قريش في حلف من غير حصر
عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة
عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ الأَسْدِىِّ حَلِيفِ بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِى عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ
هند بن أبي هالة، واسم أبي هالة النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عوف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم (التميمي) حليف بني عبد الدار، وهو ابن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس حليف آل عتبة بن ربيعة بن عبد شمس
مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب
صهيب بن سنان حليف عبد الله بن جدعان التيمي
خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد حليف زهرة و قيل أنه مولى بني زهرة
أين وكيف يعقد الحلف؟
نار التحالف والحلف
هي التي توقَدُ عند التَّحالُف؛ فلا يعقِدُونَ حِلفهُمْ إلاَّ عندَها، فيذكرون عند ذلك منافعها، ويَدْعُونَ إلى اللّه عزَّ وجلَّ، بالحرمان والمنع من منافعها، على الذي يَنْقُضُ عَهْدَ الحِلف، ويَخيس بالعهد.
ويقولون في الحلف: الدَّمُ الدَّمُ، والهدَمُ الهدَمُ، يحرِّكون الدّالَ في هذا الموضع؛ لا يزيده طلوعُ الشمس إلا شَدًّا، وطولُ اللَّيالي إلاَّ مَدّاً، ما بلَّ البحر صوفة، وما أقام رضوى في مكانه، إن كان جبلهم رَضْوَى.
وكلُّ قومٍ يذكرون جبلهم، والمشهورَ من جبالهم.
وَربّما دَنَوْا منها حتى تكاد تحرقهم، ويهوِّلون على من يُخافُ عليه الغَدْرُ، بحقوقها ومنافعها، والتَّخويفِ مِنْ حِرْمانِ منفعتها، وقال الكُمَيت:
كهُولةِ ما أوقد المحلفُو ... ن للحالِفينِ وما هَوّلوا
وأصل الحِلْف والتَّحالف، إنما هو من الحَلِفِ والأيمان، ولقد تحالفت قبائلُ من قبائل مُرَّةَ بنِ عَوف، فتحالفوا عندَ نارٍ فَدَنَوْا منها، وعشُوا بها، حَتَّى مَحَشَتهم، فَسُمُّوا: المحاشَ.
وكان سيدَهم والمطاعَ فيهم، أبو ضمرة يزيد بن سنان بن أبي حارثة، ولذلك يقول النَّابغة:
¥