[قصة بناء كنيسة السيدة الإفريقية بالجزائر-منقول-]
ـ[عيسى عبده]ــــــــ[03 - 06 - 08, 06:33 م]ـ
قصة بناء كنيسة السيدة الإفريقية
منقول من موقع: منار الجزائر
إن الإنسان يشيد الأبنية من حجارة صماء, لكن المغزى الذي أنشئت من أجله بعض هذه الأبنية، تجعل الحجر الجلمود كأنه ينطق بقضية و يدافع عنها , وتصبح الجدران داعية إلى فكرة بانيها, لا ريب أن باني كنيسة السيدة الإفريقية كان يعلم هذا الأمر علم اليقين ... سأرحل بك أخي القارئ عبر التاريخ لنعرف القصة العجيبة لبناء أكبر صرح للنصرانية في الجزائر, وأحد أعظم رموزها في إفريقيا بل في العالم بأسره, عسى قصتي أن تثير في نفسك حسرة وتجلب لك عَبرة فتفيد فيك عِبرة وتوقظ فيك همة فتَهُم بعمل صالح (ولعلك تفعله!) فتؤجر على همك بالخير (أو فعلك له) وأوجر أنا-معك- لأنني أثرت في نفسك حسرة وجلبت ... إلخ .. ولنشرع الآن في المقصود.
همة امرأة
لما استدعي القسيس (بافي) من مدينة ليون ليعين أسقفا للجزائر عام 1836, اصطحب معه عاملتين فقيرتين وهبتا نفسيهما لخدمة النصرانية مرجاريرت بيرجر) و (آنا سانكان) , كانت همة (مارجاريت) تفوق همم كثير من الرجال, تركت وطنها وأهلها وهاجرت إلى بلد بعيد غريب لتنشر دينها في القارة الإفريقية كلها!! بدا للأسقف الجديد أن يستقر بمنطقة الزغارة, وينشئ بها ديرا, لكن ضاق صدر (مارجاريت) أن لا يكون في الجزائر كنيسة للعذراء, فراحت تصر على الأسقف ليل نهار أن يشيد للعذراء معبدا في هذه البلاد, ولتخفف من نهمتها الشركية ولشدة كلفها برؤية أصنام العذراء وصورها وضعت غصن زيتون وصنما للعذراء في مكان منقطع يسمى الكهف, وسمت هذا المعبد الذي سيكون أصلا لكنيسة السيدة الإفريقية, بسيدة الكهف. وفي الأخير استجاب الأسقف لطلب (مارجاريت) , ولم يجد أفضل من المكان الذي توجد فيه الكنيسة اليوم حتى أنه اشتراه بثمن عظيم, وغرضه أن يراها الداخل إلى الجزائر من البحر, وأن تحمي حسب معتقده الفاسد النصارى الذين يبحرون, وكان الشروع في البناء يوم1855/ 10/14.
نصارى العالم يساهمون في بناء الكنيسة!
وجه الأسقف نداء للتبرع لتغطية المصاريف الهائلة التي يكلفها بناء الكنيسة, فتهاطلت التبرعات والهبات من فقراء النصارى وأغنيائهم في العالم بأسره, وتهافت أشراف فرنسا من جنرالات وقادة لتقديم هداياهم فقدم الجنرال (بيليسييه) صليبا عظيما وجرسا وسيفا من سيوفه، وكذلك أهدى المرتد الخبيث الجنرال "يوسف" سيفا من سيوفه لتزيين الكنيسة وتبعه قادة آخرون كـ (بيجو) و (سونيس) وغيرهم.
وصول الصنم
ونقصد به صنم العذراء السوداء الذي أخذت منه الكنيسة شهرتها واسمها و"بركتها"، والذي يشد إليه النصارى الرحال, وهو في الحقيقة امتداد للاعتقادات الوثنية لليونان! كان هذا الصنم في مدينة ليون فنقل إلى منارة أحد المساجد الجزائرية المحولة إلى كنيسة ثم نقل إلى كنيسة أخرى بسطاوالي, وأخيرا قرر سدنة الكنيسة الجديدة أن ينصب الوثن فيها حين يكتمل بناؤها، تفاؤلا به وتيمنا، ذلك أن اللون الأسود لمعدن البرونز الذي صنع منه يوحي بالتنصير القريب للقارة السوداء انطلاقا من الجزائر،واصطلح القوم على تسمية عُزّاهم بالسيدة الإفريقية.
لافيجري "شخصيا" يدشن الكنيسة:
لم يفرح (بافي) بكنيسته ولا اكتحلت عيناه برؤيتها, إذ أهلكه الله في16نوفمبر1866,وخلفه في منصب الأسقفية (لافيجري) المنصر الخبيث الحاقد على الإسلام صاحب الصليب والخبز. وفي1872/ 07/02 احتفل النصارى بكنيستهم الجديدة في حفل مهيب ذرفت فيه العيون وخشعت القلوب فرحا بعودة النصرانية إلى إفريقيا بعد قرون من الغياب, ونقل الصنم إلى داخلها يوم الأحد 1873/ 05/04.
ترقية الكنيسة إلى رتبة بازيليكية
وفي 1876/ 4/30 وبطلب من أسقف الجزائر (لافيجري) ذي الحظوة والمكانة عند البابوات لحسن بلائه في نشر النصرانية, منح البابا (بيوس الخامس) تاجا يحلى به صنم السيدة الإفريقية, جاعلا من الكنيسة بازيليكية basilique ، وهو لقب شرفي يمنحه البابا خصيصا لبعض الكنائس ذات القيمة الكبيرة عندهم.
طريقة الآباء البيض
¥