[دراسة للزواج المختلط بالأندلس بين النصارى و المسلمين]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[04 - 06 - 08, 02:59 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم.
دراسة لسحر السيد عبد العزيز سالم من كلية الأداب بالإسكندرية بعنوان (الجوانب الإيجابية و السلبية في الزواج المختلط في الأندلس-دراسة سياسية أدبية و اجتماعية). و هذه الدراسة مقتبسة من أعمال الندوة العلمية الدولية التي نظمتها كلية الأداب بالرباط سنة 1994. و تناولت هذه الندوة دراسة العلاقات بين الغرب الإسلامي و الغرب المسيحي خلال العصور الوسطى.
و قد تم و الحمد لله جمع دراسات هذه الندوة في كتاب قيم نسقه الدكتور محمد حمام.
و لأهمية مادار في هذه الندوة اقتبست جزءا منها و هو محور نقلي أدناه.
أترككم مع الموضوع. (ص33 إلى38 من الكتاب المذكور)
" 1 - مصاهرة الفاتحين المسلمين للإسبان
ما كاد فاتحو الأندلس من العرب و البربر ينفضون عنهم غبار الحرب, و يلتمسون الراحة بعد المعركة و ينعمون بالإستقرار في نواحي الأندلس حتى امثتلوا لأمر أميرهم عبد العزيز بن موسى بن نصير, الذي تزوج من إيخيلونا (1) أرملة لذريق التي عرفت في المصادر العربية باسم أم عاصم (2). وقد حدا حذوه العديد من رجال العرب أمثال زياد بن النابغة التميمي الذي تزوج هو الأخر من إحدى الأميرات القوطيات (3) , و عبد الجبار بن نذير الذي تزوج من إحدى بنات تدمير (4) , وعيسى بن مزاحم الذي نزوج من سارة القوطية, ابنة المند بن غيطشة, و كان من أحفادها المؤرخ اللغوي الفقيه أبو بكر بن القوطية, ثم تزوجها عمير بن سعيد بعد وفاة زوجها عيسى سنة 138ه (755م). (5)
لقد أصبح الزواج من إسبانيات تقليدا شائعا عند أهل الأندلس, أمراءهم و خلفاءهم و خاصتهم و عامتهم. و من أمثلة ذلك زواج أمراء بني أمية في الأندلس من نساء البشكن و الجلالقة ممن يقعن في أيديهم سبيا بسبب الحروب المتواصلة و الغزوات المتتابعة, إلى حد أن كثيرا من الباحثين المعاصرين يعتبرون البيت الأموي بيتا مولدا, و أن كان هؤلاء الأمراء-الذين هم في كثير من الأحيان نتاج هذا الزواج المختلط- يعتزون بأصولهم العربية و يتغاضون عن أصولهم الإسبانية (6). فأم الأمير هشام الرضا بن الأمير عبد الرحمان بن معاوية (الداخل) كانت جارية إسبانية اسمها حورا (7) , و أم الحكم الربضي بن الأمير هشام الرضا, كانت أم ولد اسمها زخرف أهداها قارلة بن بليان الرومي لأبيه الداخل عند مسالمته له (8). كما كان لعبد الرحمان الأوسط العديد من الجواري الإسبانيات بعضهن كن أمهات ولد له. و من جواريه الشهيرات طروب و مجد و الشفاء و متعة و أثل (أم ولده المنذر) و قلم (9).
و كانت أم الامير عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان الأوسط أم ولد اسمها عشار, وقيل بهار (10). و كانت أم الخليفة عبد الرحمان الناصر أم ولد رومية اسمها مزينة (11) , وكان هو نفسه حفيد أميرة نبرية الأصل كانت أم ولد للأمير عبد الله تعرف باسم أنيجة بنت فرتون غرسية الأنقر حفيد أنييجو أريستا, وعرفت في المصادر العربية بالسم در (12). و كانت طوطة (13) "ملكة البشكنس" و الوصية على عرش نبرة (ت 349ه-960م) عمة الخليفة عبد الرحمان الناصر عن طريق جدته در, إذ أن أباه محمد كان أخا لها من أمه. وكانت در المذكورة و هي نفس أنيجة بنت فرتون, قد تزوجت في صباها من أمير نبري هو إثنار سانشت, و أنجبت منه طوطة التي أصبحت وصية على نبرة. ثم تزوجت أنيجة بعد ذلك من الامير عبد الله جد عبد الرحمان بن محمد الذي سماها در, و أنجبت من عبد الله ابنه محمد والد عبد الرحمان الناصر, بمعنى أن الأمير محمد والد الناصر كان أخا لطوطة من الأم (14) فهي لذلك عمة الناصر. و قد وفدت على الناصر في سنة 347ه بصحبة ولدها شانجة بن رودمير الذي يعتبر ابن عمة الناصر كما صحبها أيضا ولده غرسية بن شانجة فاحتفل الناصر لقدومهم و تلقاهم أحسن لقاء, و عقد الصلح لشانجة و أمه و بعث فرقة من جيش المسلمين مع غرسية ملك جيليقية فرد عليه ملكه (15).
¥