تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خوفا من المسلمين ... لم يكن الإسبان ينامون حتى يطمئنوا بسماع هذه العبارة]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[12 - 06 - 08, 12:58 ص]ـ

بعد سقوط غرناطة سنة 1492م هاجر الأندلسيون إلى المغرب و استقروا بشماله. و كانوا يشنون بطريقة مستمرة غارات بحرية على السواحل الإسبانية (أو ما يسميه المؤرخون المسلمون بالجهاد البحري بينما يطلق عليه الإسبان قرصنة و تخريب) و قد استنزفت هذه الغارات الدولة الإسبانية الصليبية التي لم تعد تستطيع حماية مواطنيها القاطنين بالسواحل الجنوبية المقابلة لبلاد المغرب. فاضطر الإسبان إلى السكنى بعيدا من السواحل و تشييد الأبراج للمراقبة خوفا من نزول مفاجئ للمجاهدين المسلمين. فأصبحوا لا ينامون حتى يتأكدوا من عدم وجود أي إنزال مغربي أو عثماني بل وحتى ينادوا بعضهم أنه "لا يوجد مسلمون في الساحل" " No moros en la costa".

لقد ترسخت حالة الهلع هذه في ذهن الإسبان و أصبحت هذه العبارة مع مرور الوقت عبارة في الخطاب اليومي للإسبان - حتى بعد زوال الخطر من على سواحلها- و هي تستعمل إلى يومنا هذا لتحذير شخص ما و تنبيهه بضرورة أخذ الحذر حيث يقولون ": Moros en la costa" التي تعني "خذ حذرك ".

و هاهو القس الصليبي الإسباني (الذي يعمل في البعثة التبشيرية الأفريقية) خيسوس ماريا سان خوان يؤكد أصل هذه العبارة حيث يقول في مقال له - مقال على موقع البعثة على الأنترنت -حول الجهود التبشيرية لتنصير المهاجرين بألمرية:

"يقع إقليم ألمرية بجنوب إسبانيا وقد كان أرض استقبال و عرضة للغزو لفترة طويلة من الزمن. الفينقيون , اليونان, الرومان كل هؤلاء تركوا أثارهم. كان المسلمون (العرب و البربر .. ) هم أخر من وصل إلى هنا. تقريبا كل الساحل المتوسطي محاط بأبراج المراقبة. فالأبراج المربعة الشكل ذات أصل عربي بينما الدائرية فأصلها مسيحي و أغلبها بني على أنقاض الأبراج العربية المربعة. منذ استعادة بلنسية و طيلة قرن من الزمان, حاول المسلمون استعادة هذه الأراضي لأن سواحل البحر سهلة الوصول. من هنا أتت العبارة التقليدية المشهورة بالمنطقة: "لا يوجد مسلمون بالساحل". هذه العبارة كانت تجعل الناس بالإقليم ينامون بسلام. لكن منذ الوصول الكثيف للقوارب التي تحمل المهاجرين من المغرب, أصبح الناس يقولون بجدية: "احذر, المسلمون بالساحل"."

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير