تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم استعرض ابن خلدون ثمانية وعشرين حديثاً وردت في المهدي وناقش في بعض رجال أسانيدها، وختم مناقشاته بقوله: "فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه في آخر الزمان، وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل والأقل منه" [18] ( http://www.alukah.net/articles/2/2870.aspx#_ftn18).

ثم استعرض بعض آراء المتصوفة في المهدي المنتظر، وختم مناقشته لها بقوله: "والحق الذي ينبغي أن يتقرب لديك أنه لا تتم دعوة من الدين والملك إلا بوجود شوكة عصبية تظهره وتدافع عنه من يدفعه حتى يظهر أمر الله فيه، وقد قررنا ذلك من قبل بالبراهين القطعية التي أريناك هناك، وعصبية الفاطميين بل وقريش أجمع قد تلاشت من جميع الآفاق، ووجد أمم آخرون قد استعلت عصبيتهم على عصبية قريش إلا ما بقي بالحجاز في مكة وينبع بالمدينة من الطالبيين من بني حسن وبني حسين وبني جعفر، وهم منتشرون في تلك البلاد وغالبون عليها، وهم عصائب متفرقون في مواطنهم وإماراتهم وآرائهم يبلغون آلافاً من الكثرة. فإن صح ظهور هذا المهدي فلا وجه لظهوره ودعوته إلا بأن يكون منهم ويؤلف الله بين قلوبهم في أتباعه حتى تتم له شوكة وعصبية وافية بإظهار كلمته وحمل الناس عليها. وأما على غير هذا الوجه مثل أن يدعو فاطمي منهم إلى مثل هذا الأمر في أفق من الآفاق من غير عصبية ولا شوكة إلا مجرد نسبه في أهل البيت .. إلخ" [19] ( http://www.alukah.net/articles/2/2870.aspx#_ftn19).

- الموقف المغالي: يمثله كل من مؤرخي الشيعة -خلافا لأهل السنة- وعلمائهم؛ الذين يعتقدون بأنه هو الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري المولود سنة 255هـ الغائب المنتظر -وهو شخصية موهومة لا حقيقة لها لأن الحسن العسكري لم يكن له عقب- ذهبت به أمه إلى سامراء فدخل سردابًا ولم يخرج منه؛ ومد الله تعالى في عمره كما مد في عمر الخضر عليه السلام فهو حيٌّ غائب حتى يأذن الله له بالظهور.

كما يمثله مؤرخو العصور الوسطى في المغرب الذين تأصلت فيهم العقيدة الشيعية في أقات متقطعة (الشيعة العبيدية، والعقيدة التومرتية .. )، وأبرز هؤلاء أبو بكر بن علي الصنهاجي المكني بالبيذق، وهو من التلاميذ المنبهرين بشخصية ابن تومرت إلى حد القداسة [20] ( http://www.alukah.net/articles/2/2870.aspx#_ftn20) في كتابه "أخبار المهدي بن تومرت وبداية دولة الموحدين" دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط 1971م، فهو لا يذكر اسمه إلا ويعقبه برضي الله عنه، أو أنه يكتفي فقط بنعته بالمعصوم أو سيدنا المعصوم رضي الله عنه [21] ( http://www.alukah.net/articles/2/2870.aspx#_ftn21)، كما يصفه في مواضع أخرى من كتابه بالإمام والمهدي المنتظر مرفوقة ببعض الخوارق العجيبة! [22] ( http://www.alukah.net/articles/2/2870.aspx#_ftn22).. والقائمة طويلة، لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق!

الاتجاهات الفكرية والعقدية التي سادت في تاريخ الغرب الإسلامي إبان العصور الوسطى:

يعد المهدي بن تومرت من أبرز دعاة المهدوية في المغرب، لكن قبل الخوض في عقيدته، لا بأس بإطلالة لأهم المدارس الفكرية والعقدية التي ميزت تاريخ المغرب والتي مهدت الأرضية والساحة لمثل هذه الأفكار أن تنبت -بشكل معوج بعيدًا عن أي تفكير سليم- كالفطريات وتتناسل كالفئران .. فمن أهم الدراسات النموذجية التي وقفت عليها في هذا الباب؛ تلك الدراسة التي أنجزها الدكتور علي محمد الصلابي بعنوان "صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الإسلامي: دولة الموحدين"، بالإضافة إلى دراسة الأستاذ المغربي عبدالإله لمليح "تاريخ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب"، والمؤرخ محمد عبدالله عنان في دراسته القيمة عصر المرابطين الموحدين في المغرب الأندلس، الطبعة1964 ...

1 - الاتجاه السني ويمثله دولتا الأغالبة والمرابطين والدولة الزيرية الصنهاجية في آخر عمرها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير