تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من أوجه تناسب اسم سورة الحجر مع مضمونها]

ـ[محمود المدني]ــــــــ[02 - 04 - 09, 02:41 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلامُ على رسول الله وآله وصحبه والتابعين , وبعد:

فإنَّ الحجرَ في اللغة هو المنعُ , وقدذكر لي فضيلة الدكتور/ عبد الله الحكمة أنَّ بين اسمها ومضمونها تناسبٌ فحاولتُ قراءة أوجه تناسب هذا اللفظ ومعناهُ مع بعض مضمون السورة , ووضعتهُ بين يدي إخوتي ومشايخي الكرام طلباً للنقد والتقويم والتصحيح ,وشكر الله لكم أجمعين

• افتتحَ اللهُ هذه السورة بالحروف المقطعة التي يُحجَرُ بها على عقول المعاندين المكذبين فيمنعهم العجزُ عن معارضة كتاب الله ومشابهته رغم تألُّفه من هذه الحروف التي بها يتكلمون , ومع ذلك لا يأتون بمثله ولو ظاهرهم من بأقطارها.

• وفي صدر السورة وصف الله القرآنَ بأنهُ مبينٌ , وهذا صريحٌ في أنَّ من تبعَ القرآنَ واهتدى به فإنهُ يمنعهُ من أن يضلَّ أو يحتارَ أو تشتبهَ عليه الأمور بفضل هذه الإبانة والإيضاح التي تلازمُ كتاب الله.

• الأملُ واللهوُ واللعبُ هي عواملُ منعِ بناء النفس وزيادة الإيمان وإدراك الحقائق , فهي جِماعُ أسباب الغفلة وغياب الوعي (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل).

• من عدل الله تعالى أن يمنعَ عقوبتهُ ومؤاخذتهُ وإهلاكهُ للعصاة حتى يستكملوا آجالهم (وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتابٌ معلوم * ما تسبق من أمةٍ أجلها وما يستأخرون)

• أنَّ إفلاسَ الكفار والعجزَ عن المواجهة بالحجة والبرهان مما منعهمُ من الإذعان للحق حيث اضطرّهم إلى إساءة الأدب في خطاب رسول الله بأسلوبٍ غايةٍ في الصفاقة وعدم الحياء قائلين (يا أيها الذي نُزل عليه الذكرُ إنك لمجنون).

• امتناعُ إمهالِ الله تعالى في حق من نزلت عليه ملائكةُ الله بعذاب (ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذاً منظرين)

• منعُ الاشتباهِ في أن يكونَ في القرآنِ حرفٌ من عند غير الله (إنا نحنُ نزلنا الذكر).

• منعُ اللهِ تعالى من أن يتَطرقَ التبديلُ والتحريفُ إلى الكتاب الكريم (وإنا لهُ لحافظون).

• منعُ اليأس والحزن من استيطان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب تكذيب قومه , وذلك بتسليته وتذكيره بإخوته السابقين من رسل الله (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين).

• أنَّ من ختم الله على قلبه وأراد فتنتَهُ فلن يؤثر فيه خرقُ العادات الكونية فضلاً عن آيات القرآن ونُذره (ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون ..... ).

• أنَّ السحرَ يحجر على عقل المسحور فيؤثرُ في غياب الحسِّ والوعيِ كما يؤثرُ سدُّ البصر وتغشيته في غياب المحسوسات , ولذلك قرن الله بينهما (لقالوا إنما سُكرت أبصارنا بل نحن قومٌ مسحورون).

• أنَّ سعة علم الله وإحاطتهُ بكل شيء تمنعُ من أن يخفى عليه أمرٌ مما كان وما يكونُ وما هو كائنٌ , بل وما لم يكنْ فإن الله يعلمُ لو كان كيف يكونُ ومِن هذا الأخير (ولو فتحنا عليهم باباً من السماء ... ).

• أنَّ اللهَ منعَ الشياطينَ من استراق السمع من السماء (وحفظناها من كل شيطان).

• أنَّ من سمعَ بعضَ أخبار السماء من الشياطينِ سيمنعهُ الشهاب الذي يرسَلُ عليه من الإخبار بما سمع إذْ لا يخلو من الموت به أو اختلال حفظه لما استرق.

• امتناعُ القدرةِ على رَزْقِ المخلوقات إلا في حق الله تعالى (ومن لستم لهُ برازقين) ولذلك لم يجرؤ أحدٌ ممن ادعى الربوبية في قديمٍ أو حديثٍ على زعمِ ذلك.

• أنَّ اعتقادَ المَرء امتلاءَ خزائن الله بكل مرغوبٍ يمنعُهُ من استمناحِ أحدٍ أو ابتدائه بالسؤال قبل الله تعالى (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه).

• امتناعُ دوام الحياة المطلق على غير الله فكل شيء يهلك إلا هو (وإنا لنحنُ الوارثون).

• تأخيرُ المؤاخذة ومنعُ وقوعها قبل بيان الحجة وانتفاء العذر عن العاصي , لأنَّ الله سأل إبليس وهو سبحانهُ أعلمُ , ولكنهُ أخر العقوبة حتى قال إبليس (لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصالٍ).

• العاداتُ والموروثاتُ إذا أشرِبَها المرءُ تحجُرُ العقلَ عن الرضا والتسليم بأمر الله (قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصالٍ من حمإ مسنون).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير