(و في سنة ثمان و ستين خطب للمقتدي بدمشق و أبطل الأذان بحي على خير العمل و فرح الناس بذلك)
فلو كان الناس شيعة أو جلهم لاستعظموا الأمر و ولكن جل أهل دمشق كانوا من السنة فلذلك فرحوا بهذا الأمر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 07 - 08, 06:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة لاتهام ياقوت الحموي بالنصب فلا يصح. فالذي اتهمه أول الأمر هم شيعة أهل حمص وهم الذين طردوه منها. وأول من ذكر ذلك -في حد علمي- هو ابن خلكان، ثم تلقفه منه من ترجم لياقوت. لكن الحق أنه لم يكن ناصبياً بل هو يترضى عن علي وعن ذريته ويصفه بالإمام ويذم قاتله ويذم النواصب والخوارج. وقد أقر ابن حجر بأنه ليس في مصنفاته ما يدل على النصب. ومعلوم أن الشيعة يتهمون أهل السنة بالنصب، فهذا منه.
لكن في كلامه تحامل، وهو شيء طبيعي إذ أصابه منهم ظلم، وطردوه من مدينتهم. مع أن قوله "فلما انقضت تلك الحروب ومضى ذلك صاروا من غلاة الشيعة" ليس على ظاهره. فلا أظن أنه قصد انتشار التشيع بعد حرب صفين، بل الفاصل الزمني كبير جداً حيث لم يظهر التشيع إلا في عهد بني حمدان، ثم اشتد في عهد بني عبيد.
أما عن اشتهار أهل حمص بالحماقة فلم أقرأ للأسف ما كتبه الشيخ المربي مصطفى السباعي - رحمه الله - لكنه أمر مشهور عنهم، من عصر ابن الجوزي (ذكرهم في كتابه عن الحمقى والمغفلين) إلى يومنا الحاضر. مع أني لم أشاهد شيئاً من هذا فيهم. وأهل سوريا ولبنان يحكون الطرائف على الحمصي كما يحكيها أهل مصر على الصعيدي والأردني على الطفيلي والفرنسي على السويسري والإنكليزي على الإيرلندي ....
وربما أصل ذلك أن أهل حمص اشتهروا بالظرافة. انظر قصص بقية بن الوليد الحمصي. قال الذهبي: كان بقية شيخا حمصيا مزاحا. قال أبو التقي اليزني: سمعت بقية يقول: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد! قال بركة بن محمد الحلبي: كنا عند بقية في غرفة، فسمع الناس يقولون: لا، لا. فأخرج رأسه من الروزنة، وجعل يصيح معهم: لا، لا. فقلنا: يا أبا يحمد، سبحان الله، أنت إمام يقتدى بك! قال: اسكت، هذه سنة بلدنا. اهـ.
أما عن تربة حمص فهي خصبة، ورياحها بحرية لا تكاد تتوقف، لأنها تعتبر فرجة بين سلسلة جبال اللاذقية وجبال لبنان، فتجد كل أغصان الشجر مائلة بسبب الريح الشديدة. وقد زرت عدداً من مدن سوريا فلم أر أحسن من مناخ حمص، مع أن هذا قد تغير إذ جعلوا مصفاة النفط غرب المدينة فكل الريح صارت فاسدة.
نرجع لمسألة هل كان الشيعة هم الأكثرية أم لا؟
قال ابن جبير في رحلته (ص 106 ترقيم الشاملة) في حديثه عن دمشق وقراها (ولعله يقصد كل بلاد الشام): وللشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة، وهم أكثر من السنيين بها. وقد عمروا البلاد بمذاهبهم، وهم فرق شتى: منهم الرافضة، وهم السبتابون؛ ومنهم الإمامية والزيدية، وهم يقولون بالتفضيل خاصة؛
ومنهم الإسماعلية والنصيرية وهم كفرة فإنهم يزعمون الإلهية لعلي، رضي الله عنه، تع الله عن قولهم؛ ومنهم الغرابية، وهم يقولون: أن علياً رضي الله عنه، كان أشبه بالنبي، صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم، من الغراب بالغراب، وينسبون الروح الأمين، عليه السلام قولاً تع الله عنه علواً كبيراً؛ فرق كثيرة بضيق عنهم الإحصاء، قد أضلهم الله وأضل بهم كثيراً من خلقه، نسأل الله العصمة في الدين، ونعوذ به من زيغ الملحدين.
وسلط الله على هذه الرافضة طائفة تعرف بالنبوية، سنيون يدينون بالفتوّة وبأمور الرجولة كلها. وكل من الحقوه بهم لخصلة يرونها فيه منها يحزمونه السراويل فيلحقونه بهم، ولا يرون أن يستعدي أحد منهم في نازلة تنزل به، لهم في ذلك مذاهب عجيبة. واذا أقسم أحدهم بالفتوة بر قسمه. وهم يقتلون هؤلاء الروافض أينما وجدوهم. وشأنم عجيب في الأنفة والائتلاف.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 08, 06:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(أما عن اشتهار أهل حمص بالحماقة فلم أقرأ للأسف ما كتبه الشيخ المربي مصطفى السباعي - رحمه الله - لكنه أمر مشهور عنهم، من عصر ابن الجوزي (ذكرهم في كتابه عن الحمقى والمغفلين) إلى يومنا الحاضر. مع أني لم أشاهد شيئاً من هذا فيهم. وأهل سوريا ولبنان يحكون الطرائف على الحمصي كما)
بل أقدم من ذلك بكثير
وذلك لسلامة صدورهم وانظر كتاب التنوخي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 07 - 08, 06:56 ص]ـ
عذرا كتبت ردي الأخير قبل أن أقرأ مشاركتك #69
عموماً ابن كثير متأخر أكثر من ابن جبير مع أني أستغرب من كون الشيعة غالبية في عهد ابن جبير. أما أن يكون التشيع -كفكر وليس كمذهب- هو السائد فلا أستبعده. وأعني به كفكر يعني مثل حال الصوفية اليوم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 08, 07:13 ص]ـ
ابن كثير وإن كان متأخرا فهو دمشقي شامي مؤرخ أعلم ببلده من رجل رحالة
على أن كلام ابن جبير لا يستقيم لا على الشام ولا على دمشق بل ولا على حلب
ونور الدين زنكي أمر بالغاء حي على خير العمل في الأذان في حلب عام 543 تقريبا
وزيارة ابن جبير متأخرة
وكلامه إن كان عن دمشق ففيه نظر بين وهذا ابن عساكر ت 571 ما ذكر أن الرافضة أكثر في البلد من السنة ولا في كتابه أي إشارة إلى ذلك
وإن كان عن الشام ككل
فأصلا أغلب الشام كان في يد الفرنج كما نص عليه ابن جبير
وكان السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي وقتها في الكرك كما نص عليه أيضا
ففي كلام ابن جبير نظر
¥