تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي الكريم

أين طبع المُؤلَّفين؟

كلاهما طُبع بتحقيق الدكتور عبدالرحيم عبد الرحمن، في مصر

وهما موجودان في خزانة الكتب بي دي إق

مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس، هنا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141655

وعجائب الآثار، ابحث عنه ستجده

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[21 - 11 - 08, 01:25 ص]ـ

انتهينا في المقال السابق إلى القول أن الدعوة السلفية كان من الطبيعي أن تستمر في التمدد والانتشار خارج نطاق جزيرة العرب، وحيثما وجد مسلمون، نظرا لكونها دعوة تهم المسلمين جميعا، ولما يتوافر لديها من روح معنوية عالية نابعة من عقيدتها الصحيحة الراسخة.

ونزيد على ذلك بالقول أنه كان هناك عوامل عديدة تنبىء بولادة دولة إسلامية جديدة على أسس صحيحة، تأخذ على عاتقها مواجهة التحديات المصيرية التي تواجه الأمة، قد تكون على غرار دولة المرابطين الإصلاحية السلفية في شمال أفريقيا، في القرن الخامس الهجري، على الأقل.

والذي لديه إلمام بعلم التاريخ، يجد أن التشابه كبير بين الدولة المرابطية، والدولة السعودية الأولى، وبين الداعية الفقيه عبد الله بن ياسين، منظر المرابطين، والشيخ محمد بن عبد الوهاب شيخ الدعوة السلفية.

والدولة المرابطية كما هو معروف هي الدولة الأبية التي أنقذت الإسلام في كل من المغرب والأندلس، والمعروفة بسجلها الجهادي الناصع ومنجزاتها الضخمة العظيمة، والتي امتدت حدودها من طليطلة في وسط الأندلس شمالا إلى غانا وبلاد السودان جنوبا.

ومشروع الدولة السلفية الحديثة كان من شأنه أن يحقق آمال المسلمين وطموحاتهم وتطلعاتهم، ولم يكن ذلك بالأمر المستبعد في ذلك الوقت، لأن الهجمة الغربية على بلاد المسلمين لم تكن قد بدأت. لولا أن الدولة العثمانية وقفت في وجهها بكل قوتها وسخرت كل إمكانياتها لضربها، والحرب عليها، وذلك من خلال واليها على مصر العلماني الباطني محمد علي باشا. وكان ذلك لأسباب سياسية بحتة، بعيدة كل البعد عن الدين.

وتعالوا معنا نستعرض واقع الدولة العثمانية أثناء ظهور الدعوة السلفية. والأسباب الحقيقة التي دعتها لضربها والحرب عليها وتشويه صورتها- وهو الذي ما زال يرده الجهلاء والحاقدون حتى اليوم.

الدولة العثمانية عند قيام الدعوة السلفية:

لعبت الدولة العثمانية في العصور السالفة، دورا مهما في حماية ديار الإسلام، من الغارات والحملات الصليبية، ولقد وضعت الخطط الواسعة من قبل الكنيسة الكاثوليكية والدول الأوروبية، للقضاء عليها، وباءت كلها بالفشل أثناء احتفاظها بقوتها.

" ولاشك أن العثمانيين شكلوا ما بين فتح القسطنطينية سنة 1453 وتوقيع اتفاقية " قارلوجة" سنة 1699 استعادة المسلمين دورا عالميا فقدوه مطلع القرن 11م وأسهموا في نشر الإسلام خارج المدى الذي وصله الفاتحون العرب ومن تفرعوا عن الدولة العربية الإسلامية، كما قدموا دعما للمقاومة العربية في مواجهة طلائع الاستعمار الأوروبي، ولهم بالتالي تقدير كل من يعتنق الإسلام دينا ويتمثله حضارة " (1)

وفي تلك الفترة حسب الأوربيون أن خط الإسلام السياسي قد تصاعد وصار الخطر الداهم، مما حمل الدول الأوروبية النصرانية على أن تتجاوز خلافاتها الطائفية والقومية والتاريخية، باعتبارها فرعية وثانوية مقارنة بالتحدي الرئيسي وهو الإسلام. " إذ تحول الأرثوذكس إلى جزء من تحالف كاثوليكي – بروتستانتي – يهودي – ضد الإسلام." (2) وبالأحرى ضد الدولة العثمانية التي كانت تمثل الإسلام حينذاك، حتى تمكنت القوى الأوروبية مجتمعة من هزيمتها وأضعاف قوتها.

وأثناء سطوع نجم الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب (1115 - 1206هـ/ 1703 - 1792م)، ودعوته السلفية الإصلاحية التوحيدية، في شبه جزيرة العرب، في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وبداية القرن التاسع عشر، كان العثمانيون قد وصلوا إلى درجة كبيرة من الضعف والتدهور " ودب إليهم داء الأمم من قبلهم: الحسد والبغضاء، واستبداد الملوك وجورهم وسوء تربيتهم وفساد أخلاقهم وخيانة الأمراء وغشهم للأمة وإخلاد الشعب إلى الدعة والراحة ... وكان شر ما أصيبوا به الجمود في العلم والجمود في صناعة الحرب وتنظيم الجيوش " (3)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير