تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - وفي عام 1353هـ توجه للحج الشيخ عمر ومعه قرابة ثلاثين من كبار طلبة العلم من تلاميذه بناءً على أمر الملك عبدالعزيز فتم توزيعهم على محاكم مدن وقرى المنطقة الجنوبية ابتداءً من جيزان وانتهاءً بأبها فمنهم من عين قاضياً ومنهم من عين أماماً ومعلم ومرشد، ولم يخلُ منصب في القضاء إلا ويبعث الملك عبدالعزيز إلى الشيخ عمر يطلب منه تعين أحد تلاميذه، وقد جعل الله فيهم البركة فنفعوا بعلمهم جميع أطراف البلاد السعودية، وكل ذلك ببركة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأبنائه وأحفاده الذين أخذ عنهم آل سليم العلم.

8 - في عام 1356 هـ الموافق 1937م قبل الحرب العالمية الثانية بسنتين قام اليهود بالاعتداء على فلسطين فعقد الشيخ عمر بن سليم مجلساً للبحث والنقاش حول الموقف من هذا الحدث وهل تجب مساعدة أهل فلسطين والانخراط في صفهم ضد أعداء الله ورسوله اليهود، وذلك بأمر من الملك عبدالعزيز وحضر الاجتماع أمير القصيم عبدالله الفيصل الفرحان وثلة من العلماء منهم: (الشيخ عبدالعزيز العبادي والشيخ محمد الحسين والشيخ عبدالله الرشيد ومن الأعيان فهد الرشودي وعبدالعزيز المشيقح وسليمان الجربوع ومحمد الربدي) رحمهم الله جميعاً واتفقوا إذا أمر الوالي الرعية بنصرة المسجد الأقصى فإنهم يقدمون في نصرته أنفسهم وأموالهم طاعة لولي الأمر وهذا يدل على سبرهم لأغوار الشريعة ومعرفة أبعاد المسألة وفهم نصوص الكتاب والسنة وقراءات منهج علماء السلف والوقوف على موقفهم في هذا القضية فكانت كتابتهم مؤصلة وتوصياتهم موثقة ورفع هذا الرأي إلى عتبة الملك عبدالعزيز فكان له أحسن الوقع والقبول.

9 - ساهم الشيخ عمر مع الملك عبدالعزيز في بناء وتوسعة الجامع الكبير عام 1359هـ ووضع النواة الأولى لمكتبة بريدة العلمية بالجامع والتي تعتبر أول مكتبة علمية في المملكة العربية السعودية .. وقد أنعشت هذه المكتبة الحياة العلمية وساهمت في النهضة الثقافية في البلاد وحافظت على تراث الأمة وما نعيشه الآن وننعم به من بنية معلوماتية في المكتبات لم تنطلق من فراغ بل هي غرس الماضي وكفاح الآباء والأجداد.

أخيراً وليس آخراً أتقدم بالشكر الكبير إلى المسؤولين في دارة الملك عبدالعزيز وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الإدارة على ما يبذلونه في حفظ تاريخ البلاد وإنني في هذا المقام أدعو مركز التاريخ الشفوي بالدارة إلى المبادرة في رصد جهود آل سليم حيث كانت لهم الأدوار العلمية والقضائية المعروفة في القصيم خلال نصف قرن من الزمان وكان لهم جهود عظيمة في ترسيخ الأمن والقضاء على الفتن حتى أصبحوا دعامة من دعائم العلم الشرعي والاستقرار السياسي، وذلك عرفاناً بفضلهم ووفاءً بحقهم.

عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي

مدير مركز علاقات الإنسان بالقصيم

[email protected]

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير