تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مأتمه في لبنان: وفي صباح الأربعاء 5 أكتوبر وصلت الباخرة إلى ثغر بيروت فصعد إليها العلماء ورجال الفضل يتقدمهم الشيخ عبد الباسط أفندي مفتي المدينة، ثم أنزل النعش إلى الميناء على زورق مخصوص من زوارق الحكومة، وسير به في مشهد عظيم إلى الجامع العمري الكبير تحف به كوكبة من الفرسان وتتقدمه فرقة من رجال البوليس وجاويشية المجلس البلدي ومحضري المحاكم النظامية، وازدحمت الطرق بالجماهير ازدحاماً هائلاً. وحين خرج الموكب من بيروت استقبلته عند حدود لبنان فرقة من فرسان الجند اللبناني ومشاته بقيادة ضابط كبير فأحاطوا بالنعش تعظيماً لمقام الفقيد، ثم ساروا في الموكب إلى بلدة الحدث، مسقط رأس الفقيد، وهناك اجتمع عشرات الألوف من اللبنانيين بينهم كثير من أقطاب البلاد وكبرائها وأعيانها وفي مقدمتهم الأمراء بنو شهاب و المشايخ من كل طائفة. وقبل أن يوراى في رمسه أبّنه بعض العلماء والأدباء منهم: العلامة الأستاذ الشيخ إبراهيم الأحدب، والأستاذ الشيخ قاسم أبي حسن الكستي، والأستاذ محمد اللبابيدي، والأستاذ الكبير الأمير شكيب أرسلان، وسواهم.

وبعد حفلة الدفن ذهب سليم إلى الحدث حيث تلقى تعازي المعزين من كبراء لبنان وأعيانه ووفود بلدانه، ثم قصد إلى بيت الدين ليشكر دولة واصه باشا متصرف لبنان على إصداره الأوامر اللازمة للجند اللبناني بالسير في جنازة والده، فحيته لدى وصوله ثلة من الجند ورحب به دولة الباشا ترحيباً جميلاً وأنزله في ضيافته، ثم عاد إلى الحدث، وابتاع أرضاً في الحازمية نقل إليها جثة والده وأقام له هناك ضريحاً فخماً يليق بمقامه ومقام أسرته، وهو قائم إلى اليوم يحدث الرائح و الغادي بعظمة هذا الرجل ونبوغه وعبقريته وسمو مقامه.

تأبينه: أما الذين رثوه من رجال العلم والأدب في الديار السورية والمصرية فكثيرون. وقد عني حضرة الأستاذ الكبير يوسف بك آصاف المحامي الشهير وصاحب جريدة المحاكم بجمع مراثيه وطبعها في كتاب سماه هو الباقي. وفي جملة القصائد التي نظمت في تأبينه قصيدة عصماء لحسن حسني بك صاحب جريدة الإنسان، وأخرى لسليمان الصولي الشاعر المعروف، وأخرى للعلامة الشهير الشيخ إبراهيم الأحدب من علماء بيروت، وقصيدة للشيخ قاسم أبي الحسن الكستي البيروتي، وقصيدة للأستاذ محمد اللبابيدي، وقصيدة للسيد عبد الرحمن النحاس نقيب أشراف بيروت، وقصيدة لإبراهيم بك كرامة، وقصيدة عصماء للأستاذ الكبير الأمير شكيب أرسلان، وقصيدة للأستاذ بشارة الشدياق، وقصيدة للعالم الأستاذ حبيب بك غزالة وقصيدة للشيخ علي الليثي من شعراء مصر، وقصيدة للأستاذ سليم جدي، وقصيدة لأحمد عزت باشا الفاروقي من خاندان العراق، وقصيدة للعلامة الشيخ يوسف الأسير من أئمة اللغة في الديار الشامية وكان من أعز أصدقائه، وقصيدة للشيخ عمر بن أبي بكر من علماء تونس، وقصيدة للأستاذ الكبير يوسف بك آصاف، وقصيدة للعلامة الشيخ أحمد الأديب رئيس إدارة أوقاف الحرمين الشريفين في تونس، وأخرى لفيليب نصر الله طرازي من علماء بيروت، وأخرى للشيخ نعمان آلوسي زاده من علماء بغداد، وقصيدة للشيخ يوسف النبهاني من علماء اللاذقية، إلخ.

أقوال الصحف فيه: وأما الصحف التي أبنته وعددت مآثره فأخصها: جريدة القاهرة الحرة، و الوقائع المصرية، وجريدة الوطن، وجريدة الأهرام، وجريدة الفلاح، وجريدة الصادق والأجبسيان غازت، والفار دالكساندري، والبوسفور، والمساجري إيجبسيانو، وجريدة الحقوق و الاتحاد المصري، وجريدة الإعلام، وثمرات الفنون، وجريدة بيروت، ولسان الحال، والمصباح، وحديقة الأخبار، وذلك علاوة على الصحف الأوروبية والأميركية و الفارسية وسواها مما يضيق المقام دون ذكرها.

وإليك مقتطفات مما قالت بعض هذه الصحف فيه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير