تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كاللفظ العربي المشهور. مع أن الجمع في لغة العجم له علامة واحدة، وإشارة غير شاذة ولا نادرة. لا تختلف بكثرة حروفها وقلّتها، ولا بمبناها وصيغتها. ومن ذلك النسبة و التصغير، فإن قواعدهما تفوت ذكر كل ذكير.

((أما الاشتقاق وسائر الأساليب الأخرى، فليس لسائر اللغات كما العربية فمن ينظرهنَّ بها فقد جاء نُكرا، فهي بذلك أفضلهنّ، وأشرفهنّ وأكملهن. فهنّ الفقيرات وهي الغنيّة، وهنّ المتشاكسات وهي السويّة. كيف لا وفي غيرها ترى الفاعل من مصدر، واسم المفعول من آخر. فما مَثَلُهنّ إلا مثَل الثوب المرقع، و الوجه القبيح المبرقع. وما مثل العربية إلا مَثل دوحةٍ ذات أفنان، في كل فننٍ منها أفنان)). [أدناه ص 399].

وهكذا جرى إلى آخر ما قال في هذا الصدد معتمداً على السجع في جميع كلامه. ولم يعدل عنه إلا عند قوله: له علامة واحدة. وإشارة غير شاذة ولا نادرة. فإن الفاصلة الأولى على ((الدال)) و الثانية على ((الراء)) وما ارتأيته من أن ((الراء)) في نادره من المطبعة. وأن الأصل ناده بإسقاط ((الراء)) وتشديد ((الدال)) حتى تلحق بجادة وجاهدة لم يسلم به فاضرب عنه صفحاً. وإذا تقرر ذلك فقد وقع هناك الأكفاء، وهو أن يُقرن الرويّ بما يقاربه في المخرج كالدال و ((الراء)) هنا. وهذا من أقبح عيوب القوافي، لله دره.

فقد ظهر لك بأجلى بيان أنه كان مقيّداً بالسجع وقد تجشّم له أشد النصب كما يظهر مما ارتكبه فيه من الحشو والركاكة و التعقيد في أكثر الفِقر لأجل إقامة الفاصلة. ومن الأدلة القاطعة على أنه قصده الفصل بين كل فقرةٍ وأُخرى بأنه ترك هناك فسحة تُشعر بالوقف. ومنه رسم ((تاء)) التأنيث في الفاصلة غير منّقطة كما ترى مما نقلته وقد تحرَّيت مطابقته للأصل من جميع الوجوه. وما أرى له بعد كل هذا سبيلاً إلى الدعوى بأنه لم يقيّد بالسجع، أو أن فقراته جاءت مسجّعة كلها بغير قصده ولا علمه. وإن فعل فتكون المسألة أغرب.

وعلى فرض ذلك فقد وقع له من عيوب الفاصلة حيث لا تتأتى له هذه الدعوى شيءٌ كثير وذهب في أنواع السناد كلَّ مذهبٍ. وها أنا أورد لك شيئاً من مقاماته الأربع التي ضمّنها كتابه الساق على الساق وقد صرَّح هناك بما قاساه في تسجيعها من المشقة وأنه عارض بها مقامات الحريريّ إلى غير ذلك. فمما جاء في المقامة الأولى قوله في صفحة 84 (إذا امتثل خوداً يداعيها وتداعبُه، هزّته نشوة طرب مال سريره ومركبُه)) فقد وقع هنا سناد التأسيس وهو التزامه في قوله تداعبه، وتركه في قوله مركبه.

ومثله قوله بعد ذلك في الصفحة عينها: ((لما تصوَّرت الشخص المتهوّم، و الناعس و المتثائب وأنا متناوم)). وفيه ما في الأول. وفي المقامة الثانية قوله في صفحة 235: ((ثمَّ إنّ أنين الثكلى، وقال وإني أزيد على ما قاله الإمّعة قولا)). وفيه سناد الردف وهو حرف اللين قبل الرويّ فإنه مفقود في إحدى الفاصلتين، أو موجود في إحدى الفاصلتين: وفي الثالثة قوله في صفحة 467: ((ثمّ مالت إليّ الثانية عشره. وكانت قصيرة حادره. تارّةً حارّه)). فقد وقع هنا سنادان أحدهما سناد التأسيس بين عشره وما يليها. والثاني سناد الإشباع بين حادره وحارّه على ما مرّ في الجادّة وجاهدة.

وفي الرابعة قوله في صفحة 607: ((وإن شاء داعَب ولاعَب. وإن أبى إلا الجدّ فالجدّ طوع له كما أحبّ)) وفيه سناد التأسيس أيضاً. ولو فرضنا نزع التأسيس من لاعب لم يُمن جانب التشديد في أحبّ فإنها مشَّددة هناك بالرسم أيضا ًومن هذا الباب قوله في صفحة 88: ((علمت أن قوله هو الأسدّ. وأن قول غيره هذيان وفَنَد)) بتشديد ((الدال)) من الأسدّ و العبارة من المقامة الأولى.

ولا سبيل إلى الدعوى بغلط الطبع، فقد أثبت في آخر كتابه هذا ما نصه (من عادة الأساتيذ المزبورين [يريد بعض علماء الأعاجم] ومن أشبههم ممن ألف في العربية شيئاً أن يعتذروا عن أغلاطهم الفاضحة بالتورّك على الطبّاع أو على صفّاف الحروف بأن يقولوا إن وقوع الغلط إنما ينشأ عن جهلهما باللغة. قال، وهو عذر أقبح من ذنب: فإن الصفّاف كيفما وجّهته اتجه ومهما ترسم له يمتثله.ألا ترى أن مسيو بيرو مع كونه لم يعرف من العربية شيئاً فقد امتثل كل ما رسمنا له في كتابنا هذا من التصحيح حتى جاء بحمد الله أحسا ما طُبع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير