بلغتنا في البلاد الإفرنجية)).
(تنبيه) في مسألة الدراري. لم يكن القصور من صفَاف الحروف لأنه كيفما وجّهته اتجه ومهما ترسم له يمتثله.فإن قيل لك غير ذلك فلا تصدق فإنما هو مجرد اعتذار، وإن تقرَّر أمامك إنه عذر أقبح من ذنب.
(تنبيه آخر) قد وضع المؤلف لهذا الكتاب إصلاح غلط في آخره فاعرف ذلك.
قلت ُوربما حملت أغلاطه في المقامات المذكورة على ارتباك القريحة، لأن من عادة الشاعر أو الناثر إذا عمد إلى شيء من ذلك وأكثر فيه العناية قَصْدَ أن يأتي نفيساً جمدت بادرته فجاء متكلفاً بارداً وربما سقط ولم يدر. وقد تقدم أن صاحبنا كان من قصده معارضة الحريري في مقاماته، ولا يخفى ما هناك من صعوبة المرتَقَى. فلا بأس أن أردف ما أوردته منها بشيء من غيرها ما ثبت عندي قصده التسجيع فيه لتعلم أن كلّ المراقي في جنب همتّه سواءٌ. فمن ذلك قوله في صفحة 49 من هذا الكتاب: ((يتنازعون كأس البحث و المناظرة. ويخوضون في أمور الدنيا والآخرة)). وفيه سناد الإشباع. وفي صفحة 54: ((فإن هذه الحالة لا يمكن كونها دائمة. فتكون غبطتها غير تامّة)) وفيه ما في الجادّة وجاهدة. وفيها: ((هذا وإن أكله المرازمَة. وثيابه الناعمة)) وفيه سناد الإشباع أيضاً. وفي صفحة 58: ((فإنها تغتنم أنس زائرها وماله. وتتبّله بحبها حتى يرى ذلهُ فيها عزاً له)) وفيه سناد الردف. وفي صفحة 344: ((في تحصيل أسباب المعاش ساعون. وفي التظاهر باللباس و الزينة معنَّون)) وفيه سند الحَذْو وهو حركة ما قبل الردف. وفيها: ((ذوي طلعةٍ ناضره وشمائل سارّة)) وهو لاحقٌ بالجادّة وجاهدة. وفي صفحة 357: ((لكلّ منهم من العناء و الجهد و اللوعة. ما يكفيه وآخرين مَعه)) وفيه سناد الردف. واجتزئ بهذا عن غيره من هذا القبيل مما لو وسعني المقام أتيت منه بما لا يحصى.
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:21 ص]ـ
معركة الشدياق الصحفية مع الأديب رزق الله حسون
الرد على كتابي حسر اللثام عن الإسلام والنفثات
الجوائب، العدد 337 (28/ 4/1868)، ص 2 - 3؛ والعدد 338 (5/ 5/1868)، ص 2؛
والعدد 339 (12/ 5/1868)، ص3؛ والعدد 340 (19/ 5/1868)، ص 2 - 3
والعدد 341 (26/ 5/1868)، ص 3؛ والعدد 243 (2/ 6/1868)، ص 3.
[يذكر مؤرخ الصحافة العربية فيليب دي طرازي أن صاحب جريدة مرآة الأحوال اللندنية، رزق الله حسون، ((كان قد أصدر مجلة عربية عنوانها رجوم غساق إلى فارس الشدياق نشر منها عددين في لندن: الأولى في 4/ 5/ 1868 في 14 صفحة صغيرة والثاني في 5/ 5/ 1868] تاريخ الصحافة العربية، ج 1، ص 108.
العجب أولاً من ذلك العلامة المطلع على سر الحرف فيما زعمه رزق الله أنه لم يعلم أنه لا يجوز للمؤمن أن يكفر أخاه من دون إقامة البينة عليه.
فقد ورد في الحديث الشريف: من كفر أخاه فقد باء بها أحدهما، أو نحو ذلك، يعني إذا كفر أحد أخاه من دون بينة فإن أحدهما يرجع بالكفر. ومن المعلوم أن من نسب كاتب الجوائب إلى الكفر لا بينة له على ذلك فالنتيجة أن المدعي هو الكافر وكذلك لا بينة له على أن صاحب الجوائب يأكل الخنزير ويشرب الخمر. وإنما هو ظن أثم به المدعي على نفسه فنتج من ذلك أنه كافر أثيم عتل زنيم. وإنما ادعى رزق الله بوجود ذلك الرجل لأنه لما لم يجد ما يغيب به صاحب الجوائب وطن نفسه على أن يعيبه بهذين الاثمين على لسان واحد من المسلمين أياً كان إذ أكل الخنزير وشرب الخمر ليس بإثم عند النصارى ولا بعيب مع أن رزق الله لم يؤاكل صاحب الجوائب ولم يشاربه قط وإنما آكله وشاربه العلماء و الفضلاء وذوو الصلاح و الهدى وهم أدرى بأحواله فإذا كان رزق الله يقول من عند نفسه في شيء لم يره فهو كاذب مفتر. ثم العجب ثانياً من ذلك العلامة أنه لم يستخرج من حروف ر ز ق ال ل ه ح س س و ن أن المسمى بها كان ألف كتاباً طعن فيه على الإسلام والقرآن أشنع الطعن وسماه حسر اللثام عن الإسلام. وكان مما قاله فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلقى علم القرون الأولى من راهب اسمه نسطورس فجمع القرآن منه حتى زعم أنه رأى في بعض خزائن الكتب في مساجد الآستانة مصحفا بخط سيدنا علي، كرِّم الله وجهه، وكان مكتوباً في أوائل سوره: قال محمد سورة كذا. فانظر كيف يصح هذا التقول على سيدنا علي وهو أرسخ المؤمنين قدماً
¥