تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

: وضبعت الرجل مددتُ إليه ضَبْعي للضرب.وضَبَعَت الخيل والإبل تضبع ضَبعاً، إذا مدَّت أضباعها في سيرها وهي أعضادها. وفي القاموس: وضبعه كمنعه مد إليه ضبعه للضرب.والخيل والإبل ضبعاً وضبوعاً ضبعاناً محرَّكة، مدَّت أضباعها في سيرها كضبعت تضبيعاً وهي ناقة ضابع. والبعير أسرع أو مشى فحرَّك ضبعيه. واضطباع المُحرم أن يُدخل الرداء من تحت إبطه اليمن ويرد طرفه على يساره ويُبدي منكبه الأيمن ويغطي الأيسر سُمي به لإبداء أحد الضَبْعين.

وقال في الصحاح: وتأبط الشيء أي جعله تحت إبطهِ. وفي القاموس: بعد تعريف الإبط: وتأبطه وضعه تحته. وفي المصباح: وتأبط الشيء جعله تحت إبطه. وفي الصحاح: الضِبن بالكسر ما بين الإبط و الكشح. وأول الجنب الإبط ثمّ الضِبن ثمّ الحضن. وأضبنت الشيء وأضطبنته جعلتهُ في ضبْي. وفي القاموس: الضبن ما بين الكشح والإبط. وأضبن الشيء جعله في ضبنه كأضطبنهُ. وفي الصحاح: الحِضن ما دون الإبط إلى الكشح. وحَضَن الطائر بيضه يحضنه إذا ضمه إلى نفسه تحت جناحه، وكذلك المرأة إذا حضنت ولدها. واحتضنت الشيء جعلته في حضني. وفي القاموس: الحِضن بالكسر ما دون الإبط إلى الكشح أو الصدر و العضدان وما بينهما. وحَضَن الصبيّ حَضناً وحِضانةً بالكسر جعله في حضنه أو رباه كاحتضنهُ. وفي المصباح: والحضن ما دون الإبط إلى الكشح. واحتضنت الشيء جعلته في حضني.اهـ. وفي أكثرها تصرفٌ وأمثال هذه كثيرةٌ لا تحصى فاقتصر منها على ما ذكرته ولعله يكفي دليلاً على صحة ما قرَّرته.

نعم، إنني لم أقف على نص يصرح بأن الربوض مأخوذٌ من الرَبَض كما ذهبت، ولكن القياس في بعض الأحوال لا يُنكَر، ولا سيما أن صاحبنا يعتقد أن اللغة بأسرها جارية على القياس و القاعدة، وعليه عوَّل في كتابه سر الليال. وسيأتي الكلام على هذا المبحث. فما الفرق و الحالة هذه بين كل ما ذُكر وبين قولنا: ربض اعتمد على رَبضهِ مثلاً؟ وما يمنع كون الربوض مأخوذاً من الربَض جرياً على ما مرَّ بك مما نصَّ العلماء على مأخذه على هذا الأسلوب؟ فإن صحَّ كل ذلك صحَّ هذا أيضاً. وإن حكمنا بفساد هذا لزم الحكم بفساد جميع هذه النصوص وتخطئة أئمة اللغة دون تصحيح مذهب صاحبنا أعزَّه الله، وكل غال ٍ في جنب مثله مُرتخص. كيف لا وهو في كتابه المذكور قد سطا على أكثر علماء اللغة، رحمهم الله، ولا سيما الإمام الفيروزابادي صاحب القاموس الذي بنى عليه هذا الكتاب. فإنه خطّأه في مسائل لا تحصى فكأنما بنى الكتاب على تخطئته. ومنه ألمَّ ببقية العلماء وتطاول على كل واحدٍ منهم، فغلّط ما شاء وصحّح ما شاء وذهب في تشويه مصنفاتهم كلَّ مذهب. وبين ذلك تراه تارة يختال بنفسه عُجْباً بأنه قد كوشٍف بسر لم يُكاشَف به أحدٌ من العالمين وأدرك من أوضاع هذه اللغة ومبانيها وأسرارها ما لم تدركه كبار الأئمة ولا خطر على قلب أحد من العلماء الأقدمين. ثم ينثني على نفسه بالثناء والإطراء، ويقترح على أولي الفضل أن يكبروا صنعه هذا ويعظّموهُ ويفضلوه على كل ما سبق في ماضي الأعصار. ثمَّ يرجع على العلماء و المصنّفين باللوم و التفنيذ ويأخذ عليهم ما يخال أنه يضمن له قصب السبق في يده البيضاء. إلى غير ذلك وقد صرَّح في مقدَّمة سر الليال بكتاب وضعه في تخطئة قاموس الفيروزاباديّ سماه الجاسوس على القاموس. ولم أقف عليه ولعله لم يطبعه بعد. وأما ما خطّأه به في سر الليال فقد رأيت منه ما قضى عندي بالعجب، ولولا ضيق المقام لأوردت منه شيئاً كثيراً.

وأغرب ما هناك أنه أنكر على صاحب القاموس أنه يعيب على صاحب الصحاح شيئاً ثمَّ يتابعهُ عليه. وهو عين ما فعله في مواضع كثيرة من سر الليال، فتابع صاحب القاموس على ما خطّأه به. فمن ذلك ما خطّه بقلمه الكريم ونشره في صحيفة الجوائب حيث يقول: إنه أنكر على صاحب القاموس خلطه الأفعال الرباعية و الخماسية و السداسية بالفعل الثلاثي. وهو عين ما وقع به في سرّ الليال كما قرَّر عن نفسه. بارك الله فيه. وأما اعتذاره هناك بأن الفرصة لم تمكنه من تهذيبه كما أراد، وأنه كان يحرّر سر الليال كما كان يحرر الجوائب، يعني صفحةً صفحة وكلما نُجزت صفحة سلّمها إلى المرتّب. فهذا سأذكر جوابه في موضعه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير