تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((الأندلسيون بالحجاز))]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[23 - 06 - 08, 03:33 م]ـ

هذا البحث البسيط عن الوجود الأندلسي بأرض الحجاز مقتطف من" كتاب انبعاث الإسلام بالأندلس" للدكتور علي الكتاني رحمه الله. ص 409 - 410.

" توجهت الهجرة الأندلسية إلى أرض الحجاز منذ القدم, إذ كان معظم المثقفين الأندلسيين يتوجهون للحج, ومنهم من يستقر للتدريس. ومنهم مفرج بن حماد المعافري (من قرطبة) , جد ابن مفرج صاحب كتاب "الإحتفال بعلم الرجال" كان من الصالحين, صحب ابن وضاح في رحلته الثانية و استقر بمكة المكرمة إلى أن توفي بها. و منهم الفقيه الزاهد محمد بن يحي الليثي, خرج حاجا و لقي سحنون و رجالا من أصحاب الإمام مالكو فسكع منهم, وجاور بمكة إلى أن توفي بها. ومنهم الأستاذ الورع أبو القاسم ابن الإمام القاضي أبي الوليد الباجي (من باجة) , خلف والده بعد موته في حلقته, وترك تأليف منها "العقيدة في المذاهب السديدة", توفي في جدة بعد حجة سنة 493ه و منهم أبو بكر عبد الله بن طلحة اليابري (من يابرة) , ذو معرفة بالنحو و الأصول و الفقه وحفظ التفسير و القيام عليه, كان أحد الأئمة بجامع العديس بأشبيلية, ورحل إلى الشرق و استوطن مصر مدة, ثم رحل إلى مكة و بها توفي حوالي سنة 530ه. و منهم أبو محمد طارق بن موسى بن يعيش المخزومي (من المنصف من أعمال بلنسية) , أدى الفريضة و استقر بمكة, كان شيخا صالحا ثقة عالي الرواية, توفي بمكة عن سن عالية سنة 549ه.

و من أندلسيي القرن السابع و الثامن الذين استقروا بالحجاز الحافظ أبو المكارم جمال الدين بن مسدي (من الجزيرة الخضراء) , شيخ السنة و حامل رايتها و إمام اللغة العربية, كان خطيب الحرم الشريف بمكة, ومات مقتولا بها سنة 663ه عن 65 سنة. ومنهم الفقيه أبو محمد عبد الحق بن سبعين (من مرسية) , درس العربية و الأدب في الأندلس, و كتب كتبا عدة, وانتقل إلى سبتة و انتحل التصوف و عكف عليه مدة, ثم رحل إلى المشرق و شاع صيته و كثر أشياعه و استقر بمكة و تتلمذ له أميرها, وتوفي بها سنة 669 ه عن 55 سنة. ومنهم الكاتب أبو القاسم خلف بن عبد العزيزالغافقي (من إشبيلية) , كان له باع مديد في التوسل مع التقوى, انتقل إلى الحجاز و استقر بالمدينة المنورة حيث توفي سنة 704ه عن 49 سنة. و منهم الفاضل الأديب الشاعر المجيد أبو عبد الله بن علي بن يحي (من غرناطة) , هاجر إلى المدينة المنورة و بها توفي سنة 715ه و دفن بالبقيع. ومنهم الأديب الشاعر أبو عبد الله محمد بن قاسم بن رمان الفهري (من غرناطة) , هاجر إلى القاهرة ثم استقر بالمدينة المنورة, و بها توفي سنة 729ه.

و بعد سقوط غرناطة, هاجر بعض الأندلسيين إلى الحجاز, معظمهم من المغرب و بلاد الشام, و توجد اليوم بالحجاز خاصة, و المملكة العربية السعودية عامة, عائلات من أصول أندلسية منها الألشى و الدبا, أشراف الأدارسة و برادة و غيرهم. و يستحق الوجود الأندلسي المعاصر في المملكة العربية السعودية أن يدرس."

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير