و بذلك أتيح للشيخ رحمه الله أن يلمس طلائع التحول الذي طرأ على حياة الناس في سائر البلاد التي كانت من نصيب الفرنسيين تنفيذاً لمؤامرة سايكس بيكو.
و قد أثرت أجواء الجزيرة المحافظة في أخلاق الشيخ عثمان العسيلي و سائر تصرفاته إذ كان كثير الوقار طويل الأناة لطيف المعشر لا يمنعه خلق الجد من التبسط مع تلاميذه و أصدقاءه إلى الحد المعقول و ربما نظم بعض مزاحه لهؤلاء في أبيات يتسابقون لحفظها.
- وبتعيين الفرنسيين للكومندان (ترابو) حاكماً عسكرياً لجزيرة أرواد فوجئ بحسن أدب سكان الجزيرة و تمسكهم بالشريعة الإسلامية فقرر استقدام بعض العملاء إلى الجزيرة من الساحل السوري وأوعز للوافدين بالتهتك و الإساءة إلى سكان الجزيرة فتصدى الشيخ عثمان أحمد العسيلي لقوات الإحتلال و للطابور الخامس من العملاء المحليين الذين يدّعون التقدمية و الثورية بانتهاك الأخلاق التي نعتوها بالرجعية، و كان الشيخ عثمان قاضياً شرعياً في جزيرة أرواد كما كان مستشاراً في المحكمة المدنية ومع ذلك لم يصغ إليه الحاكم العسكري الفرنسي فرفع شكوى إلى الجنرال (بيوت) في بور سعيد حيث القيادة الفرنسية للمستعمرات في الشرق الأوسط ولكن (ترابو) استعان بالعملاء المنحطين فرفعوا عريضة طالبوا فيها بتأمين الترفيه و التحرر من الأخلاق الإسلامية في جزيرة أرواد.
ولما زار الجنرال جزيرة أرواد حاول الحاكم (ترابو) الحيلولة بين الشيخ و الجنرال و لكن الشيخ حضر و معه رئيس البلدية و أخبره ما يحاول الحاكم نشره من فساد أخلاقي هو وعملائه فما كان من الجنرال إلا أن قدر الشيخ عثمان العسيلي و رئيس البلدية و أصدر أمره إلى الحاكم بصيانة الأخلاق وفق ما يراه الشيخ القاضي عثمان أحمد العسيلي.
ولم يقتصر دور الشيخ على إصلاح الأخلاق و بل حول الجامع الغربي في الجزيرة إلى مدرسة عامة يدرس فيها علوم القرآن الكريم وعلوم الحديث النبوي الشريف وعلوم اللغة العربية و إلى جانب التعليم فقد ألف الرسائل المفيدة في الرد على المبشرين الفرانسيسكان كما ألف كتباً في قواعد اللغة العربية باعتبارها حصن الأمة المنيع في وجه قوات الإحتلال و ومحاولات الفرنسة التي كان يقوم بها.
ولقد كان لرسالته فضائح المبشرين صداً طيباً في سوريا، كما كان من مؤلفات الشيخ رحمه الله رسالة (المسيح و المرأة الفينيقية) و العديد من الرسائل التي كانت تنشر على صفحات الجرائد في بيروت و سواها، ومن كتبه أيضاً كتاب (بغية المشتاق لتهذيب الأخلاق) طباعة مطبعة جريدة بيروت 230ص (دون تاريخ)،} ذكره يوسف اليان سركيس في كتابه معجم المطبوعات الجزء الثاني الصفحة 1329 و الموافق طباعته سنة 1919 م {.
- وبعد حياة مليئة بالجهاد و العطاء العلمي و الإسلامي رحل شيخ جزيرة أرواد عثمان بن أحمد العسيلي رحمه الله سنة 1369هـ /1950م
ورد ذكره رحمه الله ضمن سلسة (أعلام المسلمين في القرن العشرين) للدكتور محمود السيد الدغيم والذي عرض في اذاعة mbcfm في شهر رمضان لعام 1999م.
المحاضرة موجودة ضمن موقع الدكتور http://dr-mahmoud.com قسم مكتبة الصوتيات الإذاعية – أعلام القرن العشرين – القسم الخامس.
http://www.dr-mahmoud.com/images/stories/audios/Aalam-23-27.ram
رابط صفحة الشيخ:
http://dr-mahmoud.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=878&Itemid=40
رابط المقال عن الشيخ في جريدة الحياة اللندنية:
http://www.daralhayat.com/society/10-2007/Item-20071008-80970c66-c0a8-10ed-00c3-e8c453e2d9e9/story.html
كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير
أبو سليمان العسيلي
عفا الله عنه
آمين