[إسبان يخفون إسلامهم]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 07 - 08, 02:29 م]ـ
بسم الله الر حمان الرحيم:
فهذا جواب متواضع لأخينا -مسلم 2000 - أحببت إفراده في هذا الموضوع الخاص حتى تعم الفائدة و لا تختلط المواضيع فتضيع الفوائد.
كان سؤال الأخ هو:"قرأت اخي الكريم بأن الكثير من الشعب الاسباني في وقتنا الحاضر بدأ يبحث عن جذوره الاسلامية والكثير من هؤلاء الباحثين رجع الى اصل اجداده واعتنق الاسلام ... وقرأت ان ردة هؤلاء من المسيحية الى الاسلام بدأ يقض مضاجع الكفرة هناك ... لا أدري اخي عن مدى صحة ما قرأت ... هل هناك فعلا حالات رجوع الى الاسلام من قبل الشعب الاسباني؟ وجزاك الله خيرا ... "
أقول بعد التوكل على الله:
هم أصلا, أخي الحبيب، لم يفقدوا صلتهم بالإسلام حتى يبحثوا عنه. فأغلب الأندلسيين الذين يعيشون في منطقة أندلوسيا جذورهم إسلامية. فرغم طرد المسلمين من الأندلس سنة 1609 عاد البعض إليها و اختبأ البعض الأخر أثناء الطرد حتى هدأت الحملة ثم ظهر كمسيحي تقية. و قبل أن أسرد إليك بعض الأدلة على ما أقول أريد إثارة نقطة مهمة: إن الأندلسيين المسلمين الذين مكثوا في الأندلس تربوا على حفظ الإسلام باطنا و إظهار المسيحية حفاظا على حياتهم فصار عندهم هذا الكتمان ركنا من أركان وجودهم. و هكذا فهم إلى اليوم لا يثقون في النصارى و لا يؤمنون في حرية التدين التي أقرها القانون الإسباني خلال السبعينيات من القرن الماضي و يعتقدون أنه في أي لحظة يمكن أن تخرج إلى الوجود محكمة للتفتيش فتحاسبهم إن هم أعلنوا إسلامهم اليوم. لهذا فهم يفضلون البقاء كنصارى ظاهرا و الحفاظ على إسلامهم. ففي عدة حالات صرّح أندلسيون إسبان لأصدقاء مسلمين لهم أنهم مسلمون لكن لا يستطعون إعلان ذلك. و هذا لا يمنع من أن يجهر بعضهم بالإسلام علانية.
و لا تنسى أخي أن الحكومة الإسبانية اعترفت بالقومية الأندلسية كقومية مختلفة عن الإسبان لهذا أعطتهم الحكم الذاتي. و قد طالب الأاندلسيون بالإستقلال كلية عن إسبانيا لكن مطالبهم جوبهت بالرفض.
و لعلني أذكر لك الأن بعض المبشرات عن انبعاث الإسلام بين الإسبان.
1 - فقد ذكر الدكتور علي الكتاني رحمه الله –وهومغربي من مؤسسي الجماعة الإسلامية بالأندلس اليوم- أن عجوزا مسيحية إسبانية تنحذر من أسرة حاكم نصراني سابق لمنطقة الأندلس و كانت هذه العجوز تملك قصرا يعود إلى ايام جدها الحاكم.
يقول علي الكتاني في محاضرة عن "الوجود الإسلامي بالأمريكيتين" عن هذه الحالة:
"دوق مدينة سيدونيا، والذي كان الحاكم باسم ملك إسبانيا على منطقة الأندلس. فكيف دوق مدينة سيدونيا الذي يمثل السلطة النصرانية (المسيحية) على الأندلس يقوم بمؤامرة من أجل تحرير الأندلس؟. لم أفهم ذلك!!!.
فلما التقيت الدوقة الحالية لمدينة سيدونيا استدعتني في شاطوها (قصرها) قرب مدينة سان لوقا دو باراميدا، قرب مصب الوادي الكبير، فقلت لها: "ما سبب ذلك؟! ". وإذا بجوابها كان أغرب مما كنت أتوقع، حيث أجابتني: "بديهي؛ لأن أصلنا – عائلة دوق مدينة سيدونيا – مسلمون، بل أكثر من ذلك أننا كنا مسلمين سرا". وقالت لي: "تعال أريك في قصرنا؛ كنت أدق حائطا وعندما أسقطته وجدت أسفله مسجدا داخل القصر"، وفعلا صليت – أنا المحاضر – في ذلك المسجد داخل القصر. فإذن؛ هذا الدوق - رحمه الله - قام بمجهود كبير لتحرير الأندلس.
والأهمية في دوقة مدينة سيدونيا؛ أن عندها مكتبة فاخرة مليئة بالوثائق منذ ثلاثمائة وأربعمائة وخمسمائة عام، من ضمنها وثائق مسلمي أميركا الجنوبية!، والبرهان على الوجود الإسلامي في أميريكا قبل أربعمائة عام من كريستوف كولومب. وأخبرتني أنها خائفة من أنها إذا ماتت – وهي تبلغ حوالي سبعين عاما – من أن تسرق وثائقها وتعدم، لأنها تقول بأنه: "لا ثقة في نصارى إسبانيا إلى يومنا هذا"، وهي تقول بأنه: "إلى يومنا هذا يعدمون الوثائق التاريخية المضادة لخرافاتهم التاريخية التي يحبون إقناع الناس بها".
2 - و هذه شهادات و روايات اقتطفتها من مقدمة للشيخ إبراهيم بن أحمد الكتاني رحمه الله لكتاب انبعاث الإسلام بالأندلس للدكتور علي المنتصر الكتاني رحمه الله. حيث يحكي:
¥